بايدن يعين بلينكن وزيراً للخارجية وكيري موفداً لشؤون المناخ

الرئيس الأميركي المنتخب يباشر تسمية فريقه الحكومي ويشدد على «الوحدة»

أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعين بلينكن وزيراً للخارجية وكيري موفداً لشؤون المناخ

أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

باشر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أمس، تعيين أعضاء إدارته المقبلة، في مقدمها تسميته أنتوني بلينكن لتولي وزارة الخارجية اعتباراً من 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأعلن بايدن، في بيان، تعيين بلينكن لحقيبة الخارجية، وجون كيري موفد الرئيس الخاص لشؤون المناخ، ما يعكس الأهمية التي يوليها بايدن لهذا الملف، في موازاة تسميته للمرة الأولى الإسباني الأصل أليخاندرو مايوركاس وزيراً للأمن الداخلي. وبدأ الرئيس المنتخب بهذه الخطوة الانتقالية المهمة، بصرف النظر عن عدم إقرار الرئيس دونالد ترمب بهزيمته، وعدم السماح لإدارته بالشروع في العملية الانتقالية، والاستعاضة عن ذلك بمواصلة تحدي نتائج الانتخابات، رغم الإخفاقات المتتالية لفريقه القانوني.
وقال بايدن، في بيان أعلن فيه هذه التعيينات، «أحتاج إلى فريق جاهز من اليوم الأول»، مضيفاً أن «هؤلاء الأفراد اختبروا الأزمات، وامتحنتهم، بقدر ما هم مبدعون وخلاقون». وسرت تكهنات في شأن تعيين ميشال فلورنوي وزيرة للدفاع، وجيك سوليفان مستشاراً لمجلس الأمن القومي، وليندا توماس - غرينفيلد مندوبة دائمة لدى الأمم المتحدة.
كان بايدن قد تعهد أن يعمل «من كل قلبه» لنيل ثقة «كل الشعب الأميركي»، وباشر الاستعدادات للانتقال إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.
وبينما كتب بايدن على «تويتر»: «أتعهد أن أكون رئيساً لا يسعى إلى التفريق، بل إلى الوحدة. ألا ينظر إلى ولايات حمراء وزرقاء، بل إلى الولايات المتحدة. سأعمل من كل قلبي لكسب ثقة الشعب كله»، بدا أنه يعول مع نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، على بلينكن (58 عاماً) الذي عمل سابقاً نائباً لوزير الخارجية ونائباً لمستشار الأمن القومي خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، لإعادة صوغ علاقات الولايات المتحدة مع بقية دول العالم، بما في ذلك التحالفات القديمة بعد التوترات التي حصلت خلال السنوات الأربع الماضية. وبتعيين بلينكن، يتلافى بايدن اعتراضات متوقعة في مجلس الشيوخ على مرشحين آخرين هما مستشارة مجلس الأمن القومي السابقة سوزان رايس، والسيناتور كريس كونز.
وإذ يتوقع أن يقود بلينكن جهود الولايات المتحدة لإعادة الانضمام إلى المعاهدات الدولية، يرجح أن يشرف على مواقف أكثر حزماً حيال الصين، علماً بأنه قال في يوليو (تموز) الماضي: «علينا أن نتخلص أولاً من العجز الاستراتيجي الذي وضعنا الرئيس ترمب فيه»، لأنه ساعد الصين على تحقيق أهدافها الاستراتيجية الرئيسية، مضيفاً أن بايدن «سيعزز الدفاعات عن الديمقراطية في تايوان من خلال فضح جهود بكين للتدخل. المفارقة هي أن تايوان كانت قصة نجاح على مدار العقود الماضية من حيث كيفية تعامل الولايات المتحدة والصين معها». ويرجح أن يقوم بايدن بتسمية وزراء ومرشحين لمناصب عليا رفيعة، مثل الاقتصاد، أو الأمن القومي، أو الصحة العامة. وأفاد مستشارو العملية الانتقالية للرئيس المنتخب بأنه سيصدر التعيينات، اليوم الثلاثاء، غير أنهم لم يؤكدوا بصورة جازمة التسريبات الإعلامية عن اختيار فلورنوي لقيادة وزارة الدفاع، وسوليفان مستشاراً للأمن القومي، وتوماس - غرينفيلد مندوبة دائمة لدى الأمم المتحدة.
سيكون سوليفان (44 عاماً) أصغر مسؤول يتولى هذا المنصب الرفيع منذ عهد الرئيس دوايت أيزنهاور. ويعد مستشار الأمن القومي للرئيس أحد أهم وأقوى الوظائف في البيت الأبيض، حيث يقود طاقماً من عشرات الخبراء من الوكالات العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية الحكومية الذين يطورون السياسة الخارجية والعسكرية للولايات المتحدة. ويضطلع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بدور رفيع أيضاً في رسم السياسة الخارجية. وعمل كل من سوليفان وبلينكن (وهما صديقان مقربان) كمستشارين للأمن القومي عند بايدن عندما كان نائباً للرئيس، علماً بأن سوليفان كان أيضاً مساعداً مقرباً من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. أما توماس - غرينفيلد فهي دبلوماسية محترفة شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية في إدارة أوباما. وكان بلينكن تشارك مع فلورنوي في تأسيس شركة «وست أكزيكوتيف أدفايزورز» للاستراتيجية السياسية.
وأفيد بأن بايدن سيعيد المنصب الوزاري للسفير لدى الأمم المتحدة، بعدما خفض ترمب درجته، مما يعني أن توماس - غرينفيلد سيكون لها مقعد في مجلس الأمن القومي.

تعيينات عدلية وتجارية
ومنذ إعلان بايدن، الأسبوع الماضي، أن لديه خياراً في شأن وزارة الخزانة، تداولت الصحافة الأميركية أن المرشحة المحتملة لهذا المنصب هي رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين. وهناك مرشحون آخرون مثل توم بيريز، وديفال باتريك، وتوني وست، والسيناتور المنتهية ولايته دوغ جونز، وسالي ييتس، والقاضي ميريك غارلاند على رأس وزارة العدل. وأشيعت التكهنات في واشنطن بأن الرئيس المنتخب يدرس تعيينات مهمة في المجالات الاقتصادية والتجارية، منها أستاذة القانون لدى جامعة جورجتاون القاضية السابقة في منظمة التجارة العالمية جينيفر هيلمان، أو الممثلة التجارية الأميركية بالإنابة ممثلة أميركية للتجارة، بالإضافة إلى أسماء مثل الرئيس السابق لمصرف التصدير والاستيراد الأميركي فريد هوتشبيرغ، وعضو لجنة التجارة الدولية الأميركية روندا شميدتين، والنائب السابق للممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت هوليمان، والنائب جيمي غوميز، والمحامية السابقة لدى مكتب الممثل التجاري الأميركي بيث بالتزان، والمستشارة التجارية كاثرين تاي.
وعشية هذه التعيينات، اختار بايدن اثنين من مساعديه القدامى في الكابيتول هيل، هما ريما دودين وشوانزا غوف، نائبين لمدير مكتب البيت الأبيض للشؤون التشريعية.
ورغم هذه التعيينات، أكد كبير الموظفين في إدارة بايدن، رون كلاين، أن رفض إدارة ترمب إفساح المجال أمام فريق بايدن للوصول إلى المعلومات الأساسية حول الوكالات والأموال الفيدرالية التي تخصص عادة للعملية الانتقالية «يؤثر سلباً على التخطيط، بما في ذلك على عملية اختيار الوزراء»، موضحاً أنه بسبب رفض إدارة الخدمات العامة الإقرار بفوز بايدن «لسنا في وضع يسمح لنا بالتقصي عن خلفيات المرشحين». وفي الأيام الأخيرة، تزايدت الدعوات حتى ضمن الحزب الجمهوري إلى تيسير بدء العملية الانتقالية. وانضم إلى القائمة المتزايدة السيناتورات كيفن كرامر ولامار ألكسندر وبات تومي وليزا موركوفسكي. واعتبر الحاكم الجمهوري السابق لنيو جيرسي كريس كريستي، وهو مقرب من ترمب، أن الوقت قد حان لكي يتوقف الرئيس عن الطعن في النتيجة، واصفاً الفريق القانوني لترمب بأنه «مخجل وطنياً».

حزمة اقتصادية أصغر
من جهة أخرى، يخطط مستشارو الرئيس المنتخب لاحتمال تعرض الاقتصاد الأميركي لركود «مزدوج» في أوائل العام المقبل. وبناءً عليه بدأوا يلحون على فريقهم الديمقراطي من أجل العمل مع الجمهوريين في الكونغرس من أجل التوصل إلى اتفاق تحفيز سريع في مجلس الشيوخ، حتى لو كان أصغر من الحزمة الأكبر التي يسعون إليها.
وأصر بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر، على المطالبة بإنفاق تريليوني دولار، بينما أكد زعيم الغالبية السيناتور ميتش ماكونيل، أنه يريد حزمة أصغر بكثير. وبسبب هذا المأزق، صار عدد من مستشاري بايدن مقتنعين بأن الظروف الاقتصادية المتدهورة بسبب «كوفيد - 19»، وخطر فقدان ملايين الأميركيين مزايا البطالة قريباً، تفرض التوصل إلى قبول عرض ماكونيل بحزمة بقيمة 500 مليار دولار.



إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».


تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
TT

تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)

أدانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد، الأربعاء، بشدة العقوبات الأميركية المفروضة على خمس شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا، ومن بينها المفوض السابق تييري بروتون.

كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، الثلاثاء، حظر منح تأشيرات دخول لبروتون وأربعة نشطاء، متهمة إياهم بالسعي إلى «إجبار» منصات التواصل الاجتماعي الأميركية على فرض رقابة على وجهات النظر التي يعارضونها.

وصعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجماتها على قواعد الاتحاد الأوروبي بعدما فرضت بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر غرامة على شركة «إكس» التابعة لإيلون ماسك، لانتهاكها بنود قانون الخدمات الرقمية (DSA) المتعلقة بالشفافية في الإعلانات وطرقها، لضمان التحقق من المستخدمين، ومن أنهم أشخاص حقيقيون.

«محاولة للطعن في سيادتنا»

وجاء في بيان صادر عن المفوضية: «لقد طلبنا توضيحات من السلطات الأميركية وما زلنا على تواصل معها. وإذا لزم الأمر، فسنرد بسرعة وحزم للدفاع عن استقلاليتنا التنظيمية ضد الإجراءات غير المبررة».

وأضافت: «تضمن قواعدنا الرقمية بيئة عمل آمنة وعادلة ومتكافئة لجميع الشركات، ويتم تطبيقها بشكل عادل ودون تمييز»، مشددة على أن «حرية التعبير حق أساسي في أوروبا، وقيمة جوهرية مشتركة مع الولايات المتحدة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المفوضية إن «الاتحاد الأوروبي سوق موحدة مفتوحة وقائمة على القواعد، وله الحق السيادي في تنظيم النشاط الاقتصادي، بما يتماشى مع قيمنا الديمقراطية والتزاماتنا الدولية».

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن «قرار الولايات المتحدة فرض قيود على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين غير مقبول»، وإن «فرض أميركا قيوداً على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين محاولة للطعن في سيادتنا».

وأضافت أن أوروبا «ستواصل الدفاع عن قيمها والقواعد الرقمية العادلة والحق في تنظيم فضائنا الخاص».

«يرقى إلى مستوى الترهيب»

ونددت دول في الاتحاد الأوروبي بالإجراء الأميركي.

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن حظر التأشيرات «يرقى إلى مستوى الترهيب والإكراه ضد السيادة الرقمية الأوروبية».

وقال على «إكس»: «تدين فرنسا قرارات تقييد التأشيرات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد تييري بروتون وأربع شخصيات أوروبية أخرى»، مؤكداً أن الأوروبيين سيواصلون الدفاع عن «سيادتهم الرقمية» و«استقلالهم التنظيمي».

بدوره، أعلن متحدث ​باسم الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن بريطانيا ملتزمة بدعم الحق في حرية التعبير. وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز»: «مع أن كل ⁠دولة تمتلك الحق في ‌وضع قواعد التأشيرات ‍الخاصة بها، إلا أننا ‍ندعم القوانين والمؤسسات التي تعمل على إبقاء (شبكة) الإنترنت خالية من ​المحتوى الأكثر ضرراً».

وأضاف: «يجب ألا تُستخدم ⁠منصات التواصل الاجتماعي لنشر مواد الاستغلال الجنسي للأطفال أو التحريض على الكراهية والعنف أو نشر معلومات زائفة ومقاطع فيديو لهذا الغرض».

وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن القرار «غير مقبول»، مضيفاً: «يضمن قانون الخدمات الرقمية أن أي نشاط غير قانوني خارج الإنترنت، يكون غير قانوني أيضاً عبر الإنترنت».

«إجراءات غير مقبولة بين الحلفاء»

كما دانت وزارة الخارجية الإسبانية حظر التأشيرات، منددة بـ«إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء».

وقالت في بيان: «تعرب الحكومة الإسبانية عن تضامنها مع المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون وقادة منظمات المجتمع المدني الذين يكافحون التضليل وخطاب الكراهية»، مشددة على أن ضمان «مساحة رقمية آمنة» أمر «أساسي للديمقراطية في أوروبا».

وشمل الحظر بروتون، المسؤول الأوروبي السابق عن تنظيم قطاع التكنولوجيا، الذي غالباً ما تصادم مع كبار النافذين فيه مثل ماسك بشأن التزاماتهم قواعد الاتحاد الأوروبي.

كما استهدف الإجراء عمران أحمد من مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهي منظمة تحارب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والكاذبة، وآنا لينا فون هودنبرغ وجوزفين بالون من منظمة «هايت إيد» (HateAid) الألمانية، وكلير ميلفورد التي تقود مؤشر التضليل العالمي (GDI) ومقره المملكة المتحدة.

«إدارة تحتقر سيادة القانون»

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات ستيفان سيجورنيه، الأربعاء، إن العقوبات الأميركية على سلفه، لن تمنعه من القيام بعمله.

وكتب على منصة «إكس»: «لقد عمل سلفي تييري بروتون بما يخدم المصلحة العامة الأوروبية، ملتزماً بالتفويض الذي منحه الناخبون عام 2019».

وأضاف: «لن تسكت أي عقوبة سيادة الشعوب الأوروبية. تضامني الكامل معه ومع جميع الأوروبيين المتضررين».

ونددت منظمة «هايت إيد» بالعقوبات. ووصفت في بيان الخطوة الأميركية بأنها «عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون بشكل كبير، وتحاول بكل الوسائل إسكات منتقديها».

ويقود ترمب هجوماً كبيراً على قواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تفرض لوائح على ضوابط مثل الإبلاغ عن المحتوى الإشكالي، وهو ما تعده الولايات المتحدة هجوماً على حرية التعبير.

وقد نددت واشنطن بالغرامة البالغة 140 مليون دولار التي فرضها الاتحاد الأوروبي في بداية ديسمبر (كانون الأول) على منصة «إكس» المملوكة لماسك، ووصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها «هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية والشعب الأميركي من جانب حكومات أجنبية».


ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
TT

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)

أقرت ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، الأربعاء، حزمة واسعة من القواعد الجديدة المتعلقة بحيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب، وذلك عقب واقعة إطلاق النار العشوائي التي حدثت على شاطئ بونداي، وأدت إلى فرض «قيود على حيازة الأسلحة النارية» وحظر عرض «الرموز المتعلقة بالإرهاب» في الأماكن العامة، و«تعزيز صلاحيات الشرطة للحد من الاحتجاجات».

وأقر برلمان ولاية نيو ساوث ويلز مشروع قانون لتعديل تشريع الإرهاب وتشريعات أخرى، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد أن وافقت الغرفة العليا في البرلمان عليه، بغالبية 18 صوتاً مقابل 8 أصوات، خلال جلسة طارئة.

كريس مينز رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز (رويترز)

وقال كريس مينز، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، إن بعض السكان في الولاية يرفضون حزمة التعديلات ‌الصارمة، لكنه أكد ‌أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامة ‌المواطنين.

يأتي ​ذلك ‌في أعقاب إطلاق النار الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خلال احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي، وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وأضاف مينز للصحافيين: «لقد تغيّرت سيدني وولاية نيو ساوث ويلز إلى الأبد نتيجة ذلك العمل الإرهابي».

وكانت الغرفة الأدنى في البرلمان أقرت مشروع القانون، الثلاثاء، بدعم من «حزب العمال» الحاكم المنتمي إلى تيار يسار الوسط، و«حزب الأحرار» المعارض، فيما عارض «الحزب الوطني» إجراء تعديلات على تشريعات الأسلحة، قائلاً إن «وضع حد لحيازة الأسلحة سيضر بالمزارعين».

وأدى هجوم بونداي المسلح، الأكثر ‌إزهاقاً للأرواح في أستراليا منذ نحو ‍3 عقود، إلى إطلاق دعوات لتشديد قوانين الأسلحة النارية، واتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد معاداة السامية.

خبراء الأدلة الجنائية خلال معاينة جثة أحد الضحايا بموقع إطلاق النار بشاطئ بونداي في سيدني (أرشيفية - إ.ب.أ)

وتنص القوانين الجديدة على أن يكون الحد الأقصى لمعظم التراخيص الممنوحة للأفراد هو 4 قطع من الأسلحة النارية، مع السماح بما يصل إلى 10 للمزارعين.

وتعتقد الشرطة أن المسلحَين المشتبه في تنفيذهما الهجوم استلهما أفكارهما من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقُتل أحد المنفذَين واسمه ساجد أكرم (50 عاماً) برصاص الشرطة، في حين اتُّهم ابنه نافيد (24 عاماً) بارتكاب 59 جريمة؛ منها القتل والإرهاب.

لكن جماعات ناشطة نددت بالقانون، وأشارت إلى عزمها الطعن فيه دستورياً. وقالت جماعات «فلسطين أكشن» و«يهود ضد الاحتلال» و«بلاك كوكاس»، إنها ستتقدم بطعن قانوني ضد ما وصفتها بأنها «قوانين قمعية مناهضة للاحتجاج» جرى تمريرها على عجل في برلمان الولاية.

وأضافت في بيان: «من الواضح أن حكومة (الولاية) تستغل هجوم بونداي المروع للدفع بأجندة سياسية تقمع المعارضة السياسية وانتقاد إسرائيل، وتحد من الحريات الديمقراطية».

لقطة من فيديو بصفحة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي بمستشفى في سيدني السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمَين خلال هجوم شاطئ بونداي (أ.ف.ب)

وتوعد رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، بتشديد الإجراءات ضد خطاب الكراهية، إذ تعتزم الحكومة الاتحادية تقديم تشريعات لتسهيل ملاحقة من يروجون للكراهية والعنف، وإلغاء أو رفض منح التأشيرة لأي شخص متورط في خطاب الكراهية.

ورداً على الانتقادات الموجهة للحكومة بأنها لا تبذل جهوداً كافية ‌للحد من معاداة السامية، قال ألبانيزي إنه تحدث إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، الثلاثاء، ودعاه إلى إجراء زيارة رسمية لأستراليا في أقرب وقت ممكن.

اعتقال مؤيد

وفي السياق ذاته، قالت شرطة أستراليا الغربية إن رجلاً اعتقل في بيرث عقب تحقيق في كتابته «تعليقات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي». وبعد ساعات من الهجوم المميت على احتفال يهودي بشاطئ بونداي تردد أن الرجل أبدى دعمه لمطلقَي النار عبر تطبيق «إنستغرام». ونقلت وسائل الإعلام المحلية المنشور الذي يقول: «أدعم مائة في المائة مطلقَي النار في نيو ساوث ويلز. الحق في الدفاع عن النفس ضد اليهود، وكل اليهود المستقبليين». واتُّهم الرجل، الذي يبلغ 39 عاماً، «بارتكاب سلوك يهدف إلى المضايقة العنصرية، وحمل أو حيازة سلاح ممنوع، وتخزين سلاح ناري ومواد ذات صلة في مخزن غير ملائم».

رواد شاطئ بونداي يفرون بعد إطلاق النار (أ.ف.ب)

وصادرت الشرطة كثيراً من الأسلحة المسجلة، وكذلك كمية من الذخيرة عند تنفيذ مذكرة تفتيش بمنزل الرجل، الثلاثاء، في إطار «عملية دالوود» التي أطلقتها شرطة أستراليا الغربية عقب الهجوم الإرهابي بشاطئ بونداي. وقالت نائبة رئيس وزراء أستراليا الغربية، ريتا سافيوتي، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن الشرطة عثرت «على أسلحة ممنوعة وأعلام على صلة (بميليشيا) حزب الله و(حماس)». وقالت شبكة «إيه بي سي» الأسترالية إن ممثلي الادعاء قالوا، أمام إحدى محاكم بيرث، إن قائمة تسوق لإعداد قنبلة، و6 بنادق مسجلة، ونحو 4 آلاف طلقة، عثر عليها في مقر سكن الرجل».