ذكرى الاستقلال الـ77... دعوات لإنقاذ لبنان واستعادة قرار الدولة

وزير الدفاع زينة عكر أثناء وضع اكليل على نصب الأمير فخر الدين (الوكالة الوطنية)
وزير الدفاع زينة عكر أثناء وضع اكليل على نصب الأمير فخر الدين (الوكالة الوطنية)
TT

ذكرى الاستقلال الـ77... دعوات لإنقاذ لبنان واستعادة قرار الدولة

وزير الدفاع زينة عكر أثناء وضع اكليل على نصب الأمير فخر الدين (الوكالة الوطنية)
وزير الدفاع زينة عكر أثناء وضع اكليل على نصب الأمير فخر الدين (الوكالة الوطنية)

أجمعت المواقف في ذكرى استقلال لبنان الـ77 على أهمية الحياد والخروج من الأزمات المتراكمة التي تعاني منها البلاد وتسهيل مهمة تشكيل الحكومة.
وحذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من «الأعظم والأسوأ»، مشيراً إلى أن مناسبة ذكرى الاستقلال «تأتي هذا العام والوطن يعاني من انهيار لا مثيل له بغياب الدولة وعمل مؤسساتها الجاد».
وقال: «لبنان في حال ضياع وعدم إيجاد حلول للأزمات المتراكمة على الصعد كافة، ونخشى من الأعظم والأسوأ إلا إذا تشكلت حكومة إنقاذ وطني تكتسب ثقة الناس والمجتمع العربي والدولي، وإلا على لبنان السلام»، معتبرا أن «لبنان الآن يواجه مصيره» وسأل: «هل سيكون اللبنانيون على مستوى إنقاذ مصيرهم ومستقبلهم، بدءاً من تناسي خلافاتهم وأنانياتهم ومصالحهم الشخصية إنقاذا لشعبهم وحفاظاً على وطنهم؟».
من جهته، اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «استقلال لبنان يعني خروجَ لبنان من سياسة المحاورِ إلى رحابِ الحياد»، آملاً «استعادة قرار الدولة المستقل».وقال في عظة الأحد: «استقلال لبنان لا يَعني نهاية الانتدابِ الفرنسي فقط، بل خروجَ لبنان من سياسة المحاورِ إلى رحابِ الحياد، فلا ينحاز تارة إلى الشرق وطوراً إلى الغرب». ولفت إلى أن بيان حكومة الاستقلال نص على أن لبنانَ يَلتزم «الحِيادَ بين الشرق والغرب»، مضيفا: «ها هو الواقعُ الحالي المتداعي يَكشِفُ مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرَت عنه، ولا تزال، سياسة الانحياز».
وأضاف: «ما زلنا نعول على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على استعادة قرار الدولة المستقل، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر، دولة حدودها محصنة، وسيادتها محكمة، وشرعيتها حرة، ودستورها محترم، وحكومتها استثنائية إنقاذية قادرة على النهوض بالبلاد، وعلى كسب الثقة الداخلية والخارجية العربية والدولية؛ دولة تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصا وروحاً؛ دولة تصلح الخلل في هويتها الأساسية».
وتطرق الراعي إلى ملف تأليف الحكومة، قائلاً: «الكل يعلم أن عرقلة التأليف في العودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء؛ هذا الأسلوب عزز الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حالة الانهيار والإفلاس». وسأل: «هل يدرك المعطلون أن الناتج المحلي انحدر هذه السنة من أربعة وخمسين مليار دولار إلى خمسة وعشرين، وأننا خسرنا سنة إصلاح لا تُقدر بثمن؟ إذا تشكلت الحكومة على صورة سابقاتها، لا سمح الله، سينتج عنها الخراب الكامل».
وقال: أستغرب أنهم يرفضون المشورة والرأي والنصيحة والملاحظة، ويتصرفون خلافاً للدستور الذي ينص على أن «تمثل السلطة الإجرائية الطوائف بصورة عادلة»، لا القوى السياسية ولا «أحجام» قوى سياسية، ولا كُتل نيابية. فالهدف من تمثيل «الطوائف» إنما لتوفير الأمن النفسي بعدم الإقصاء والعزل. وتحدث الراعي عن «الصمت بشأن التحقيق العدلي في انفجار بيروت بعدما مر أربعة أشهر، سائلاً: «لماذا لا يشمل هذا التحقيق كل المعنيين إلى أقصى حدود المسؤوليات، ولو كشهود»، مؤكداً أن «جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تستثني أحداً مهما علا شأنه». وأضاف: «مرة أخرى نقول: إنها ساعة القضاء الحر والشجاع!».

شيخ العقل
الموقف نفسه عبر عنه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، آملا أن تتحول معاني الاستقلال إلى معطيات حقيقية ليبقى لبنان.
وقال في بيان له «تمر ذكرى الاستقلال على الوطن في هذه الظروف العصيبة غير المسبوقة من الأزمات المتراكمة والأثقال والأعباء والهموم والتعقيدات، والتي تطرح لدينا أسئلة واستغرابا كبيرين، عن عدم مبادرة أهل الحكم لأي خطوة جدية لإنقاذ لبنان دولة وشعبا مما يعانيه، بل تراهم عوض ذلك، في عجز عن إخراج أنفسهم من أغلال المحاصصة والافتراق، في ظل الدخول في رحاب الوطنية الجامعة والمصلحة العامة الأسمى».
وأمل أن «يتعظ أهل الشأن والربط والحل من عبرة مناسبة الاستقلال، لكي يدركوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم في وقف وضع لبنان واللبنانيين تحت سطوة الانهيار وفقدان وجود الدولة»
.
المفتي الجعفري
من جهته، هنأ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اللبنانيين بـ«عيد الاستقلال المحجور عليه بالتفليسة المالية السياسية، التي حولت الاستقلال إلى مأساة تاريخية». وقال: «نحن اليوم مطالبون بتحرير لبنان من الداخل، وإنقاذه من العصابات المسؤولة عن انهيار البلد ونهبه، وهذا يفرض علينا أن نحرر النظام السياسي من الطائفية البغيضة المسؤولة عن كل أزمات البلد، من فساد وصفقات واتجار بالدولة ومرافقها ومؤسساتها وثرواتها».

عودة يريد «خطوة شجاعة»
وقال مطران الروم الأورثوذكس إلياس عودة «أتوجه إلى رئيس الجمهورية بكلمات صادقة... أنت أب للبنانيين وشعبك يناديك وله حق عليك... أنقذ ما تبقى من عهدك وقم بخطوة شجاعة يذكرها لك التاريخ...». وأضاف: «لا تقبل أن يكون لبنان رهينة في أيدي أطراف داخلية أو خارجية. حريته وسيادته واستقلاله أمانة بين يديك... لا يمكن للبنان أن يكون إلا حرا وهو اليوم مقيد مكبل. لبنان يختنق إن لم ينفتح على العالم وهو اليوم معزول منبوذ».
وأضاف: لا يمكن للبنان إلا أن يكون مبدعا مشعا على العالم وهو اليوم بلد الفقر والجوع والبطالة والتشرد... لقد أحبكم شعب لبنان فلا تخذلوه بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية».
وتوجه عودة إلى الحريري بالقول: «أما الرئيس المكلف تأليف الحكومة، فنقول له أسرع في مهمتك لأن البلد يتهاوى، والمواطن لم يعد يحتمل، والوقت يتلاشى والتاريخ يحاسب. ضع يدك بيد فخامة الرئيس واعملا معا من أجل إنقاذ لبنان. الظرف الصعب يقتضي التكاتف من أجل تخطي العقبات، والتعالي عن كل مصلحة أو تشف أو تصفية حسابات. يجب ألا نضيع الوقت كي لا يضيع الوطن».

وعد أميركي وفرنسي
توجه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بتهنئة للبنان واللبنانيين بذكرى الاستقلال. وقال: «الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الأيام العصيبة».
من جهتها، كتبت السفيرة الفرنسية آن غريو عبر تويتر في مناسبة ذكرى الاستقلال، متوجهة إلى اللبنانيين بالقول «فرنسا كانت وستبقى إلى جانبكم».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.