وزير داخلية «الوفاق»: السراج أجرى محادثات سرية في القاهرة

اجتماع في المغرب لتوحيد الجسم التشريعي الليبي

قوات موالية لـ«الوفاق» خلال «حفل تخرج» بمدينة تاجوراء قرب طرابلس الجمعة (أ.ف.ب)
قوات موالية لـ«الوفاق» خلال «حفل تخرج» بمدينة تاجوراء قرب طرابلس الجمعة (أ.ف.ب)
TT

وزير داخلية «الوفاق»: السراج أجرى محادثات سرية في القاهرة

قوات موالية لـ«الوفاق» خلال «حفل تخرج» بمدينة تاجوراء قرب طرابلس الجمعة (أ.ف.ب)
قوات موالية لـ«الوفاق» خلال «حفل تخرج» بمدينة تاجوراء قرب طرابلس الجمعة (أ.ف.ب)

كشف مسؤول بارز في «حكومة الوفاق» الليبية التي يترأسها فائز السراج، عن قيام الأخير بزيارة سرية إلى مصر مؤخراً، دامت بضع ساعات، التقى خلالها مسؤولين مصريين، بينما بدأ أعضاء من مجلس النواب الليبي أمس عقد اجتماع بمدينة طنجة المغربية لتوحيد الجسم التشريعي في البلاد. جاء ذلك تزامناً مع دعوة بعثة الأمم المتحدة لأعضاء «ملتقى الحوار السياسي في تونس» لاستئناف الجلسات، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بهدف البحث في آليات الترشح لترويكا السلطة الجديدة بما في ذلك الحكومة ومجلسها الرئاسي.
وقال فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة «الوفاق» إن رئيس الحكومة زار القاهرة الأسبوع الماضي في رحلة ترانزيت لساعات التقى خلالها بمسؤولين مصريين قبل أن يتوجه لاحقا إلى البحرين، حيث قدم العزاء في رئيس حكومتها الراحل.
وادعى أغا العائد من زيارة عمل رسمية بفرنسا، في تصريحات أمس، أنه اشترط على السلطات المصرية أن تكون زيارته التي قام بها هو أيضاً إلى القاهرة مؤخرا علنية.
وسعى أغا لتقديم نفسه مرشحاً لخلافة السراج في منصبه، حيث زعم أن كل مديريات الأمن والشرطة في شرق وغرب وجنوب البلاد تابعة له إدارياً ومالياً، وأنه يقوم بتسديد رواتب ربع مليون شرطي. وطالب أغا الجهات القضائية بالتحقيق في وقف ديوان المحاسبة لمشروعه بشأن تطوير منظومة إصدار الجوازات.
إلى ذلك، اشتكى أعضاء في المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، تلقوا دعوة لحضور جلسة للحوار السياسي اليوم عبر الإنترنت، في تصريحات صحافية لهم أمس، من عدم وضوح طرق إدارة الجلسات وكيفية مواجهة الإشكاليات الفنية والتقنية المتوقعة. نتيجة تذبذب الكهرباء والإنترنت.
في غضون ذلك، وصل وفد مجلس النواب المنعقد في طرابلس إلى المغرب لعقد اجتماع تشاوري، يضم كامل أعضاء المجلس، تمهيدا لجلسة ستعقد في مدينة غدامس الليبية الأسبوع المقبل. ووفر المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني طائرة خاصة لنقل أعضاء البرلمان من المنطقة الشرقية إلى اجتماع المغرب بعدما تعطل سفرهم مساء أول من أمس، لأسباب لوجيستية، كمؤشر على عدم معارضته للقاء.
وقال بيان لمجلس نواب طرابلس إنهم تلقوا دعوة لعقد اجتماع تشاوري، يضم كامل أعضاء مجلس النواب، وأوضح أن هذا الاجتماع ستعقبه جلسة رسمية بنصاب كامل داخل ليبيا.
وقال النواب المقاطعون لاجتماعات مجلس النواب الليبي بمقره الرئيسي شرق البلاد، إن الدعوة المغربية اقتصرت على أعضائه فقط، وأشاروا إلى أن عدد المشاركين بالجلسة من طرابلس وطبرق، يفوق الـ١٠٠ عضو، من أصل ٢٠٠ عضو هم إجمالي أعضاء المجلس.
ويفوق عدد أعضاء المجلس الحاليين بشقيه طبرق وطرابلس ١٧٠ عضوا لكن لا يمكن تحديد العدد على وجه الدقة بسبب الوفيات والاستقالات الفردية.
ويهدف اجتماع المغرب لإيجاد أرضية للتفاهم وعقد جلسة موحدة للمجلس النيابي المنقسم بين طبرق وطرابلس، في أعقاب نجاح تفاهمات بوزنيقة التي تمت بين مجلسي النواب والأعلى للدولة. وفي حال نجاح هذه المشاورات يفترض عقد جلسة جامعة لأعضاء الحوار للتصويت على اختيار الشخصيات المرشحة لتولي السلطة الجديدة.
ويُفترض أن يزور عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي القاهرة قريبا تلبية لدعوة من نظيره المصري علي عبد العال، للتمهيد لاجتماع تشاوري يستهدف رأب الصدع بين أعضاء مجلس النواب الليبي والتوافق على الثوابت والمعايير التي يتطلبها الحل السياسي للأزمة الليبية.
وكانت ٩ منظمات حقوقية ليبية طالبت في بيان مشترك لها أمس، الأمين العام للأمم المتحدة والبعثة الأممية بالتحقيق بشأن مزاعم الرشاوى المالية في ملتقى الحوار السياسي في تونس، واعتبرت أنه من دون الكشف عن نتائج التحقيق واستبعاد المتورطين فلن تتمتع نتائجه بالقبول والاحترام لدى الليبيين.
وتقدمت هذه المنظمات بشكوى رسمية إلى النائب العام للتحقيق في هذه الواقعة، وأعربت عن بالغ صدمتها من المعلومات المتداولة أخيرا عن استخدام المال السياسي بالملتقى وتورط المشاركين بمحاولة شراء الأصوات لمصلحة مرشحين للمناصب التنفيذية. وقالت إنها تنتظر استبعاد أعضاء الحوار الذين قد يثبت تورطهم في محاولات شراء الأصوات وإفساد نزاهة الحوار السياسي ونتائجه من جولاته المقبلة وحرمانهم من الترشح لأي منصب حكومي أو رسمي.
وكانت الجولة الأولى للملتقى الذي انعقد في تونس برعاية أممية، حددت ٢٤ ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، تاريخاً لإجراء الانتخابات في البلاد.
في سياق آخر، دافع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجددا عن التعاون العسكري المثير للجدل لبلاده مع حكومة الوفاق، وقال إن تدخلها في ليبيا أنعش آمال الحل السياسي، وزعم في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية للأنباء أنها ستواصل الوقوف بجانب أصدقائها وإخوانها في كل مكان.
ولفت إلى أن المساعدات العسكرية التي قدمتها بلاده لحكومة الوفاق منع اندلاع حرب داخلية شاملة، ومهد الطريق إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة. وقال إن تركيا تنسق مع كافة الأطراف بهدف إبرام هدنة ميدانية ولتعزيز المسار السياسي الشامل، على حد تعبيره.
وشارك ثلاثة من أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بينهم أحمد معيتيق، أول من أمس في حفل تخريج الدفعة الأولى لقوات الوفاق بمركز تدريب عمر المختار بتاجوراء تنفيذا لاتفاقية التعاون المشترك في المجال العسكري مع تركيا، بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان، وآمري المنطقتين العسكريتين طرابلس والغربية، بالإضافة إلى السفير التركي لدى ليبيا.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.