ترميم هيكل عظمي لماموث عمره مليونا عام

300 عظمة ستغسل بالماء والصابون وتستعيد صلابتها

الماموث في متحف التاريخ الطبيعي في باريس
الماموث في متحف التاريخ الطبيعي في باريس
TT

ترميم هيكل عظمي لماموث عمره مليونا عام

الماموث في متحف التاريخ الطبيعي في باريس
الماموث في متحف التاريخ الطبيعي في باريس

في ورشة استثنائية تليق بحجمه وتاريخه، يستعد متحف التاريخ الطبيعي في باريس لترميم هيكل عظمي عمره مليونا عام لماموث من مقتنياته. وهو من الحيوانات المنقرضة، ومن فصيلة الفيلة بالغة الضخامة، كان يعيش قبل انقراضه في أوروبا الوسطى. وطوال سنوات عرضه في المتحف التي بلغت 120 عاماً، كان هذا الماموث نجم قاعة علم الحفريات، حيث يزوره جمهور يعد بمئات الآلاف كل عام.
يبلغ ارتفاع الهيكل 4 أمتار وامتداده 7 أمتار. وفي حال كان محتفظاً بلحمه وعضلاته وجلده فإنّ وزنه يصل إلى 10 أطنان. وكان المهندس بول كازاليس دو فوندوس قد عثر عليه عام 1869. بمساعدة عالم التنقيبات جول أوليفييه دو ماريشار. وبينما كان الرجلان يحفران الأرض تمهيداً لشق طريق في قرية دورفور الصغيرة، جنوب فرنسا، وجدا عظمة قادتهما إلى هيكل لبقايا حيوان كان قد انقرض منذ مليون عام. وحسب سيسيل كولان، التي تعمل منذ 12 عاماً مسؤولة عن قاعة الحفريات في المتحف، فإنّ قيمة هذا الهيكل تكمن في أنّه مكتمل تمام الاكتمال، بخلاف بقية اللقى المشابهة التي كانت حصيلتها عظام مبعثرة بسبب الرياح حركة التربة، أو لوقوعها على مقربة من أنهار جارية.
وطوال القرن الماضي خضع الهيكل لعشرات الدراسات وانكبّ على تفحصه عشرات العلماء. وهم قد توصلوا إلى رسم السيناريوهات المحتملة التي أدت إلى انقراض الماموث خلال العصر الجليدي الأخير. ومنها أنّه اختنق بعد أن حوصر في منطقة وحلية، وعجزه عن التكيف مع متغيرات المناخ. ومنذ العثور عليه واحتلاله مكانه فوق قاعدة خاصة بمتحف باريس للتاريخ الطبيعي، أبدى الهيكل تكيفاً معقولاً مع محيطه الجديد. مع هذا ظهرت بعض الشقوق على عدد من عظامه، وقد يكون سببها عمليات ترميم سابقة لم تتم بشكل علمي، جرى في بعضها استخدام الشمع.
ومن المقرّر أن تجري العملية الجديدة ما بين ورشة المتحف وورشات خارجية. وهي تبدأ بتفكيك الهيكل وإرسال مجموعات العظام إلى فنيي الترميم لتنظيف كل عظم على حدة بالماء والصابون وأحياناً بمادة «الأسيتون» ثم تقوية العظام وإزالة كل ما سبق من تعديات ومسح ما اعتراها من عوامل الزمن. وهي عملية طويلة تحتاج إلى كثير من التأني وتخطي الصّعوبات، وأهمها كثرة عدد عظام الهيكل التي تتراوح بين 250 إلى 300 عظمة.
بسبب التلوث وعوامل الغبار وملايين الأكف التي امتدت للتمسيد على عظامه في غفلة من أعين حراس المتحف، صار هذا الهيكل العظمي النادر بحاجة للتنظيف والترميم. وهي عملية من المتوقع أن تستغرق 9 أشهر اعتباراً من الصيف المقبل لتنتهي مع بداية 2022. وهي تشبه ورشة لترميم لوحة فنية باهظة القيمة من لوحات عصر النهضة. ويمكن للجمهور أن يساهم في تمويلها عبر موقع إلكتروني مخصص للتبرعات. وقد تقدم ألف متبرع للمساهمة حال الإعلان عن العملية. وتراوحت التبرعات بين 5 يوروات و5 آلاف يورو وبلغت حتى الآن 80 ألف يورو من مجموع 400 ألف يحتاجها الترميم الذي سيعيد عظام الحيوان المنقرض إلى شبابها. وإلى جانب التبرعات تعرض إدارة المتحف على الجمهور الحصول على مصغر للماموث مطبوع بتقنية الأبعاد الثلاثة مقابل 300 يورو.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».