«المرأة الوطواط» تكشف نتائج جديدة عن نشأة فيروس «كورونا»

عالمة فيروسات صينية الدكتورة شي زينغلي في معهد ووهان للفيروسات (أرشيفية - أ.ب)
عالمة فيروسات صينية الدكتورة شي زينغلي في معهد ووهان للفيروسات (أرشيفية - أ.ب)
TT

«المرأة الوطواط» تكشف نتائج جديدة عن نشأة فيروس «كورونا»

عالمة فيروسات صينية الدكتورة شي زينغلي في معهد ووهان للفيروسات (أرشيفية - أ.ب)
عالمة فيروسات صينية الدكتورة شي زينغلي في معهد ووهان للفيروسات (أرشيفية - أ.ب)

كشفت عالمة الفيروسات الصينية، الدكتورة شي زينغلي، النائبة في معهد ووهان للفيروسات التي أطلق عليها زملاؤها في المعهد لقب «المرأة الوطواط» بسبب سنوات خبرتها في دراسة الروابط بين الخفافيش والفيروسات، عن نتائج جديدة تشير إلى أن فيروس «كورونا» لم ينشأ في مختبرها في ووهان.
وأعادت زينغلي مؤخراً اختبار عينات الدم المأخوذة في عام 2012 من أربعة من عمال مناجم أصيبوا بالمرض بعد العمل في كهوف الخفافيش في جنوب غربي الصين، وقد أظهرت النتائج عدم إصابة أي منهم بـ«كوفيد - 19»، حسبما ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».
وقالت شي في الدراسة التي نشرت بمجلة «نيتشر» العلمية، إن فريقها أعاد مؤخراً اختبار العينات المأخوذة من عمال المناجم، وقد ثبت عدم إصابتهم بـ«سارس- كوف- 2»، وهو ما يتعارض مع «نظريات المؤامرة» المحيطة بشي، التي تشير إلى أن مختبرها أصل الفيروس المسبب لفيروس «كوفيد - 19». وكان عمال المناجم أصيبوا بمرض تنفسي غير معروف بعد إزالة براز الخفافيش من منجم نحاس في مقاطعة يوننان في أبريل (نيسان) 2012.
وكانت عالمة الفيروسات قد أصرت سابقاً على أن خصائص الفيروسات التي عملت معها لا تتطابق مع جينات «كوفيد - 19».

وشرحت العالمة الصينية بشكل مفصل كيفية دراستها وفريقها لفيروس كورونا الخاص بالخفافيش والمعروف باسم (RaTG13) سنة 2012، نافية أن يكون مصدر فيروس كورونا المستجد، وقالت: «كنا نشك في أن المرضى أصيبوا بفيروس مجهول. لذلك، قمنا نحن ومجموعات أخرى بأخذ عينات من الحيوانات بما في ذلك الخفافيش والجرذان في الكهف أو حوله، وقد زُعم أن إحدى هذه العينات تحتوي على فيروس كورونا، لكن هذا لم يظهر لدينا».
واتهمت زينغلي بأنها حاولت التستر على تشابه (RaTG13) مع «سارس- كوف- 2»، وبأنها توصلت إلى حقيقة مفادها أنهما نفس الفيروس، وهو ما نفته زينغلي مشيرة إلى أن الاسم مقتبس من عدد العينات وفصيلة الخفافيش والموقع الذي أخذت منه.
وأوضحت العالمة الصينية: «في عام 2020 ، قمنا بمقارنة تسلسل سارس- كوف- 2 بتسلسلاتنا غير المنشورة لفيروس كورونا الخاص بالخفافيش، ووجدنا أنه يشترك في هوية 96.2 في المائة مع RaTG13». وتابعت: «الاختلاف البالغ 3.8 في المائة بالجينوم يعني أن فيروس الخفافيش التاجي استغرق عقوداً ليتحول إلى سارس- كوف- 2».
وبحثت زينغلي أيضاً عما إذا كان فيروس كورونا يمكن أن ينتقل من نوع إلى آخر أم لا، وفي عام 2015 أكدت أنه من الممكن أن ينتقل فيروس يشبه السارس من الخفافيش إلى البشر.

وكانت العالمة الصينية قد حذرت سابقاً من أن الفيروسات الجديدة التي يتم اكتشافها في جميع أنحاء العالم ليست سوى «قمة جبل الجليد».
كما دعت زينغلي إلى تعاون دولي أكبر في مكافحة الأوبئة، على الرغم من الاتهامات بأن الصين تتستر على الخطر الذي يمثله فيروس كورونا. وقالت في مايو (أيار) الماضي، إن الأبحاث التي تجرى على الفيروسات تحتاج إلى أن تكون الحكومات والعلماء شفافة ومتعاونة مع نتائجها. وأضافت أنه «مؤسف جداً عندما يتم تسييس العلم».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في أبريل (نيسان)، إنه يتمتع «بمستوى عالٍ من الثقة» بأن «كوفيد - 19» نشأ في معهد ووهان لعلم الفيروسات بعد «رؤية أدلة» لم يحددها، مضيفاً أن السلطات الأميركية «تنظر في الأمر بقوة شديدة جداً»، قائلاً: «سنرى أين هي - سنرى من أين تأتي. هناك كثير من النظريات. ربما قد تخبرنا الصين». ويُزعم أن المعهد - أكبر مختبر للأمراض المعدية في العالم - يُجري تجارب عالية المخاطر في محاولة لفهم الآليات التي قد تسبب جائحة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».