الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة يواجه «تحدي العمر»

بالتزامن مع احتفال بايدن بعيد ميلاده الـ78

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (أ.ب)
TT

الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة يواجه «تحدي العمر»

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (أ.ب)

بلغ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، أمس (الجمعة)، عمر الـ78، ما سيجعله الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حينما يتم تنصيبه رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وذكر تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» أنه بجانب القضايا التي يعمل عليها بايدن، فإنه يواجه تحديا آخر وهو أن يثبت للأميركيين أن العمر ليس سوى رقم، وأنه قادر على القيام بمهام الوظيفة.
ويحل بايدن - الذي يرتقب أن يؤدي اليمين الدستورية - مكان رونالد ريغان، الذي غادر البيت الأبيض عام 1989 عندما كان عمره 77 عاماً و349 يوماً.
وأمضى بايدن عيد ميلاده في ولاية ديلاوير في العمل على الانتقال الحكومي، والذي تضمن لقاء مع اثنين من كبار الديمقراطيين في الكونغرس، وهما رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والسيناتور تشاك شومر. خلال الجزء المغلق من الاجتماع، قدمت بيلوسي لبايدن زهرة الأوركيد البيضاء، وهي إحدى الزهور المميزة لها، على حد قول أحد مساعديها لـ«أسوشيتد برس».
وكان عمر وصحة كل من بايدن والرئيس دونالد ترمب - عمره أصغر من بايدن بأربع سنوات - يلوح في الأفق خلال السباق الرئاسي الذي تم تحديد نتيجته من قبل الناخبين الأصغر سنًا والأكثر تنوعًا وفي وقت يواجه فيه الأميركيون أزمات عدة.
وعدت الوكالة الأميركية أن بايدن سيكن حريصا على إظهار أنه مفعم بالحيوية والنشاط أمام الأميركيين.
وقال روس بيكر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز: «على بايدن بناء المصداقية مع الشعب الأميركي بأنه قادر جسديا وعقليا على الوظيفة، وأن يضع هذا الأمر نصب عينيه في وقت مبكر من رئاسته».
وطوال السباق الرئاسي، لم يترك ترمب (74 عاما) فرصة إلا وسلط الضوء على زلات بايدن والقول إن الديمقراطي يفتقر إلى الذكاء العقلي لقيادة الأميركيين.

وذكر التقرير أن القلق انتاب كل من منتقدي بايدن وبعض مؤيديه بسبب أنه كان يعمد إلى جدول زمني خفيف نسبيًا خلال السباق الرئاسي، بخلاف ترمب، وعزا بايدن جدوله الخفيف إلى توخي الحذر أثناء جائحة «كورونا».
وقال بيكر إن عمر بايدن المتقدم نسبيا يعطي أيضا أهمية أكبر لجودة موظفيه. مثل اختياره للسيناتور كامالا هاريس، وهي أصغر من بايدن بنحو 20 عاما، كما وصف بايدن نفسه بأنه رئيس انتقالي لكنه لم يستبعد الترشح لولاية ثانية.
وعد بايدن، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» في سبتمبر (أيلول) الماضي، بأن يكون «شفافا تماما» بشأن جميع جوانب صحته إذا تم انتخابه، لكنه لم يقل كيف سيفعل ذلك.
وكان طبيب بايدن، كيفن أوكونور، نشر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ملخصاً لتاريخه الطبي في رسالة من ثلاث صفحات أن بايدن «رجل يتمتع بصحة جيدة وبالحيوية وقادر على ممارسة مهمات الرئاسة بنجاح».
وقال أوكونور إن بايدن يخضع للعلاج من الرجفان الأذيني وفرط شحميات الدم والارتجاع المعدي المريئي والحساسية الموسمية. وأضاف أنه «لا يستهلك أياً من منتجات التبغ ولا يشرب الكحول أبداً ويمارس الرياضة أقله خمسة أيام في الأسبوع».
وأفاد أوكونور بأن بايدن يمارس الرياضة لمدة خمسة أيام في الأسبوع. وقال الرئيس المنتخب لمؤيديه إنه اعتمد خلال الوباء على التدريبات المنزلية.
ويقول إدوارد فرانتز، أستاذ التاريخ الرئاسي في جامعة إنديانابوليس، إن بعض أسلاف بايدن في البيت الأبيض تركوا وراءهم بعض الإرشادات أو النصائح للرؤساء القادمين حول ما يجب فعله وما لا يجب فعله لإظهار النشاط الرئاسي، إذ حرص ريغان على الظهور للجمهور وهو يقطع الخشب ويركب الخيل، وبالمثل عاد ترمب، بعد تشخيص إصابته بفيروس «كوفيد - 19»، بسرعة إلى جدول حملته المزدحم، حيث عقد عشرات التجمعات المزدحمة في الولايات التي شهدت تنافساً شديداً في الأسابيع الأخيرة من الحملة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.