تقنيات جديدة ترسم خرائط للدماغ صديقة للأطفال

طفل يرتدي غطاء التصوير
طفل يرتدي غطاء التصوير
TT

تقنيات جديدة ترسم خرائط للدماغ صديقة للأطفال

طفل يرتدي غطاء التصوير
طفل يرتدي غطاء التصوير

طوّر فريق بحثي بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا الأميركية، شكلاً جديداً من تقنيات رسم خرائط الدماغ الصديقة للأطفال، والتي يمكن أن يكون لها آثار مهمة على فهم بعض الأمراض، مثل اضطراب طيف التوحد والشلل الدماغي.
وتستخدم هذه التقنية مستويات غير ضارة من الضوء الأحمر والأشعة تحت الحمراء، التي يتم توصيلها عبر غطاء يمكن ارتداؤه لتوليد صور ثلاثية الأبعاد مفصلة لنشاط دماغ الأطفال، وهذا يعني أن الأطباء وعلماء الأعصاب يمكنهم تصوير دماغ الطفل من دون الحاجة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو أمر مكلف ويصعب تطبيقه أثناء استيقاظ الأطفال، كما أنه يعني أيضاً إمكانية دراسة دماغ الرضيع في أي بيئة تقريباً، بما في ذلك المنزل، حيث يتفاعل الأطفال والآباء بشكل طبيعي.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «الصورة العصبية»، طبّق الباحثون التقنية التي أسموها باسم «التصوير المقطعي البصري عالي الكثافة»، في الرضع بعمر ستة أشهر، وأوضحوا أن الغطاء القابل للارتداء بتلك التقنية يستخدم مئات من مصابيح «ليد» وأجهزة كشف ضوئية مرتبة في شبكة كثيفة فوق فروة الرأس لرسم خريطة للتغيرات في الأكسجين بالدماغ.
وتُظهر هذه التغييرات في الأكسجين مناطق الدماغ المشغولة بمعالجة المعلومات؛ مما يعني أن الفريق كان قادراً على إنشاء صور ثلاثية الأبعاد عالية الجودة لنشاط دماغ الطفل لأول مرة خارج ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي.
ويقول الدكتور روب كوبر، أستاذ الفيزياء الطبية والهندسة الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، وقائد الفريق البحثي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس «ما زلنا لا نعرف الكثير عن كيفية تطور الدماغ، وجزء كبير من المشكلة هو أن دراسة دماغ الرضيع صعبة حقاً باستخدام الماسحات الضوئية التقليدية، فكما هو معروف، فإن الأطفال البالغين من العمر 6 أشهر نشيطون للغاية، ويتحركون طوال الوقت، بينما يتطلب استخدام تقنية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، أن يظل الطفل ثابتاً تماماً، وهو أمر مستحيل تقريباً مع الأطفال ما لم يكونوا نائمين أو تحت تأثير مخدر».
وتضيف إليزابيتا ماريا فريجيا، أستاذ الفيزياء الطبية والهندسة الطبية الحيوية بجامعة كاليفورنيا، والباحثة المشاركة بالدراسة «إن النهج الذي أظهرناه آمن، ويمكنه إنتاج صور لوظائف المخ بدقة مكانية أفضل من أي تقنية أخرى قابلة للمقارنة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.