الانتخابات اليونانية تجمد قرار تسريح آلاف الموظفين

ساماراس يعد بـ770 ألف فرصة عمل جديدة.. وتسيبراس يعد بإلغاء الضرائب العقارية وزيادة الأجور

الانتخابات اليونانية تجمد قرار تسريح آلاف الموظفين
TT

الانتخابات اليونانية تجمد قرار تسريح آلاف الموظفين

الانتخابات اليونانية تجمد قرار تسريح آلاف الموظفين

تراجعت نسبة البطالة في اليونان خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الرغم من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد مؤخرا، كما أن الانتخابات التشريعية التي تشهدها اليونان خلال أسبوعين، أنقذت الآلاف من الموظفين والعمال من الوقوف في صفوف العاطلين عن العمل، حيث تم تجميد قرار تسريحهم، لحين اتخاذ قرار من قبل الحكومة الجديدة.
ووفقا لوكالة الإحصاءات الوطنية في اليونان، فإن معدل البطالة المعدل موسميا تراجع إلى 25.8 في المائة في أكتوبر الماضي، مقارنة بنحو 27.8 في المائة في الشهر نفسه عام 2013، ومقابل معدل بلغ 26 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأكدت الإحصاءات أن عدد العاطلين عن العمل في اليونان تراجع إلى نحو 1.2 مليون شخص، وعلى الرغم من تراجع معدل البطالة، فإنه لا يزال أكثر من ضعف متوسط معدل البطالة في منطقة اليورو، والبالغ 11.5 في المائة.
من جهته، ذكر البنك المركزي الأوروبي أن حصول البنوك اليونانية على تمويل من البنك بدءا من شهر فبراير (شباط) المقبل، يتوقف على نجاح أثينا في إنهاء برنامج الإنقاذ المصمم من قبل المقرضين الدوليين. وأشار البنك الأوروبي إلى أن مزيدا من التمويل للبنوك اليونانية سيتوقف على التقييم النهائي لبرنامج الإنقاذ من قبل خبراء الترويكا الممثلين عن الدائنين الدوليين، والتوصل إلى صفقة بشأن خطة المتابعة معهم.
ويصف المراقبون، تصريح البنك المركزي الأوروبي بمثابة تحذير واضح، بأن المصارف اليونانية لن يمكنها الحصول على دعم مالي من قبل البنك في حال عدم التنفيذ الكامل للالتزامات الموقعة ضمن خطة الإنقاذ التي قدمها المقرضون الدوليون، ووافقت عليها اليونان بقيمة 240 مليار يورو.
في غضون ذلك، بدأت حملة الدعاية الانتخابية في اليونان، استعدادا للانتخابات العامة المقررة في 25 الشهر الحالي، وسط منافسة شرسة بين جميع الأحزاب، لا سيما بين حزبي الديمقراطية الجديدة الحاكم حاليا بزعامة إندونيس ساماراس، وحزب تحالف اليسار الراديكالي سيريزا المتوقع فوزه في الانتخابات بزعامة ألكسيس تسيبراس. ووعد رئيس الوزراء اليوناني إندونيس ساماراس بأن لديه خطة لتوفير 770 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2021 إذا ما عاد إلى منصبه في الانتخابات، وأدلى ساماراس بتصريحاته في إطار حملته التي يقوم بها في جميع أنحاء البلاد. ووعد بأن الوظائف ستكون في 7 مجالات رئيسية، بما في ذلك السياحة والشحن والزراعة والمستحضرات الطبية، وستضخ فرص العمل هذه في الناتج المحلي الإجمالي اليوناني ما يصل إلى 54 مليار يورو، كما وعد ساماراس بتخفيف الضرائب وإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، مضيفا أن «هذا كله سيكون دون عمليات عجز جديدة».
من جانبه وعد ألكسيس تسيبراس زعيم حزب تحالف اليسار الراديكالي، بأنه سيلغي الضريبة العقارية التي وضعتها الحكومة قبل 3 أعوام، ويوفر 300 ألف فرصة عمل بمجرد توليه الحكم، وتخفيض الضرائب العادية ومساعدة الأسر والعاطلين، ويعيد التفاوض مع الدائنين لشطب جزء كبير من الديون السيادية. ويقول تسيبراس، إنه «سيغير شروط اتفاقية خطة إنقاذ اليونان، ويضع حدا للتقشف الذي تقوده ألمانيا، ويبدو أن قادة أوروبا هذه المرة أقل مبالاة بالأمر، والسبب في ذلك هو شعورهم بأن الاتحاد الأوروبي خضع لإصلاحات كثيرة منذ عام 2012، إلى حد أن خروج بلد واحد من اليورو قد لا يسبب نقل العدوى».
يذكر أن الانتخابات المبكرة في اليونان جاءت نتيجة للدعوات المتكررة لحزب سيريزا اليساري المعارض بعد أن فاز بمعظم الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو (أيار) الماضي، وتعطيه جميع استطلاعات الرأي التقدم في الانتخابات، وانتهز الحزب اليساري فرصة رفض انتخاب الرئيس اليوناني الجديد ستافروس ديماس، لتوجيه البلاد إلى انتخابات عامة كان المقرر لها أن تكون العام المقبل 2016.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.