في مدن يخيم عليها الموت.. صحافيو العراق ومخاطر العمل بين القتل والاختطاف

أكثر من 400 إعلامي قتلوا وهم ينقلون الحقيقة بالصورة والصوت

صورة للصحافي العراقي ميناس السهيل في تغطية ميدانية لإحدى المعارك في الأنبار
صورة للصحافي العراقي ميناس السهيل في تغطية ميدانية لإحدى المعارك في الأنبار
TT

في مدن يخيم عليها الموت.. صحافيو العراق ومخاطر العمل بين القتل والاختطاف

صورة للصحافي العراقي ميناس السهيل في تغطية ميدانية لإحدى المعارك في الأنبار
صورة للصحافي العراقي ميناس السهيل في تغطية ميدانية لإحدى المعارك في الأنبار

سلطة تحكم بالقلم والكاميرا والمذياع.. وتعمل لنقل الحقيقة والواقع بلا تزييف.. سلطة هي الوحيدة بين السلطات في العراق التي أحبها الناس وتعاطف معها لأنها كانت السيف الباشق المطالب بحقوق الفقراء والمستضعفين.. حاربت الفساد والإرهاب الذي استشرى في جسد الدولة فحاربها الإرهابيون والفاسدون وأعداء النجاح والصلاح.. فقدمت المئات من أبنائها في سبيل إعلاء صوت الحق وبناء الإنسانية.. تلك هي السلطة الرابعة في العراق ما بعد 2003. أكثر من 400 إعلامي عراقي قتلوا وهم ينقلون الحقيقة بالصورة والصوت عن الواقع المؤلم الذي تعيشه بلادهم، ومئات آخرون من الجرحى والمعاقين نتيجة الإعمال الإرهابية والعنف والإجرام الذي مارسه ضدهم الكثير من أعداء الإنسانية، وآخره ما يمارسه مسلحو تنظيم داعش بحق الصحافيين.
فمع إطلالة العام الجديد ازدادت مآسي الأسرة الصحافية في العراق، عندما اختطف مسلحو «داعش» الصحافي العراقي سهيل الدليمي، وقيدوا يديه، وأعلنوا انتصارهم بالقبض عليه عبر مكبرات الصوت وهم يطوفون به شوارع القائم، 400 كم عن الرمادي مركز محافظة الأنبار المنطقة الأكثر خطرا على حياة الصحافيين العاملين في العراق.
مؤيد اللامي، نقيب الصحافيين العراقيين والنائب الأول لرئيس اتحاد الصحافيين العرب وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين، قال في حديث لمراسل «الشرق الأوسط»: «العمل الصحافي في العراق هو في غاية الخطورة، خصوصا في مدن الأنبار وصلاح الدين والموصل حيث تمت عمليات قتل واختطاف مورست ضد الصحافيين العاملين في تلك المناطق، إضافة إلى عمليات النزوح التي شملت الصحافيين وعوائلهم في تلك المناطق، وكذلك في مدن ديالى وكركوك، فهناك عدد كبير من الصحافيين الذي نزحوا من مناطقهم إلى مناطق وسط وجنوب العراق وإلى إقليم كردستان بعد أن سيطر مسلحو تنظيم داعش على مدنهم، وتم تهديدهم بشكل مباشر وغير مباشر. ورغم ما قدمناه للصحافيين من مساعدات قد تكون متواضعة بحكم إمكانياتنا في نقابة الصحافيين العراقيين فإننا نتابع ما يعانيه زملاؤنا النازحون الذين تعرضوا للخطر، وكذلك قضايا المختطفين، وقد تمكنا من إطلاق سراح عدد من الزملاء المختطفين، وأيضا اتفقنا مع وزارة الهجرة والمهجرين على معاملة الصحافيين كمعاملة بقية أهلنا من النازحين، والإسراع بتقديم المساعدات المادية، وتوفير السكن البديل لهم، وأيضا تم الاتفاق مع ممثلة منظمة أطباء بلا حدود، وهي مواطنة يمنية جاءت مبعوثة من قبل مقر المنظمة في سويسرا، لتقديم العون والمساعدة الطبية والعينية للصحافيين خصوصا في الظروف القاسية التي يمر بها زملاؤنا من النازحين وما يعانونه في المخيمات تحت أجواء فصل الشتاء».
وأضاف اللامي «نحن نطالب الجميع في العراق باحترام العمل الصحافي والصحافيين وعدم إيذائهم، وعلى الجهات المتصارعة أن تعلم أن الصحافيين هم أناس مدنيون يعملون على توصيل صورة واضحة وحقيقية للرأي العام عما يجري في مناطق النزاع. لقد قدمت الأسرة الصحافية في العراق أكثر من 400 شهيد، وجرح المئات من الصحافيين، وما زالت الخطورة قائمة». وأوضح «سنبدأ بفتح دورات للسلامة المهنية بالتنسيق مع الاتحاد الدولي الذي مقره بروكسل، وخلال أيام قليلة ستبدأ تلك التدريبات، فعلى الأقل سيتمكن صحافيونا من كيفية التعامل مع الأوضاع في المناطق الساخنة.. والنقابة تحاول بشتى الطرق توفير حماية للصحافيين في مناطق النزاع ومساعدتهم فنيا وتدريبيا وحتى في جوانب أخرى».
من جهته، يقول الدكتور أحمد الراشد، رئيس فرع نقابة الصحافيين العراقيين في الأنبار «لدينا في الأنبار أكثر من 300 صحافي يعملون في مختلف وسائل الإعلام، منها محلية ومنها عربية ودولية، وأغلب هؤلاء الصحافيين هم مهجرون ونازحون خارج مدن الأنبار، ومن بقي من الصحافيين في كل المحافظة لا يتجاوز عددهم الـ25 صحافيا، يعملون الآن في خطورة بالغة ويواجهون خطر الموت في كل لحظة، فهم يوجدون في مناطق النزاع المسلح، ويتعرضون لخطر قرب المسلحين ونيران المعارك. الأنبار سجلت أعدادا كبيرة للشهداء من الصحافيين العراقيين، وهناك 20 صحافيا استشهدوا نتيجة الصراع الدامي الذي تشهده مدن الأنبار، إضافة لعدد كبير من الجرحى والمعاقين، وكان آخر قافلة الشهداء الصحافي همام جاسم وفراس محمد عطية وعمر علي، وهم مراسلون يعملون لمحطات فضائية عراقية قتلوا أثناء تأديتهم الواجب في الرمادي والفلوجة. كما تعرضت العديد من مباني المؤسسات الإعلامية للهدم والتفجير وأضرار أخرى نتيجة الأعمال العسكرية، وتم إغلاقها بالكامل، وتوقف العمل الإعلامي للمؤسسات داخل الأنبار بالكامل. ويوجد بعض المراسلين لتغطية ما يجري لمؤسسات عراقية خارج الأنبار وأخرى عربية وعالمية، وهم يعملون بخطورة كبيرة خصوصا في المناطق التي تقع خارج السيطرة الحكومية، حيث يستهدفهم المسلحون بعمليات قتل وخطف، كانت آخرها عملية اختطاف الصحافي سهيل الدليمي منذ خمسة أيام على أيدي مسلحين، والأنباء التي نتلقاها من هنا وهناك تؤكد بقاءه على قيد الحياة إلى الآن، ونتمنى أن يطلق سراحه ويعود لأسرته. ورغم هذا لم نتلق ولو اتصالا صحافيا من أحد المسؤولين للاستفسار عن سلامة المختطف، حيث لا يوجد لشريحة الصحافيين في الأنبار أي دعم يذكر لا من قبل الحكومة المركزية ولا من قبل الحكومة المحلية في الأنبار. نقابة الصحافيين في بغداد فقط هي التي تقوم بمساعدتنا بحدود إمكانياتها، حيث قدمت لصحافيي الأنبار منحة مالية قدرها 30 مليون دينار تم توزيعها على الصحافيين النازحين الذين توزعوا في مناطق مختلفة من مدن العراق».
فراس غضبان الحمداني، مسؤول مكتب الصحافيين العراقيين في مدينة الموصل، قال لـ«الشرق الأوسط»: «الصحافيون في العراق يعيشون حالة من القلق، فعلى الرغم من المساحة المتاحة لحرية التعبير فإن هناك من يتربص للصحافيين، حسب معلومات مؤكدة وصلت إلينا حول استهداف عدد من الصحافيين الذين فضحوا الكثير من الفاسدين وعصابات القتل والإرهابيين في مناطق متعددة من العراق، خصوصا في الموصل التي شهدت عمليات قتل وخطف وترويع مورست بحق الصحافيين وآخرها تحت سطوة مسلحي تنظيم داعش الذي حارب علنا الصحافيين وكل وسائل الإعلام التي بدأت تنقل للعالم حقيقة الجرائم التي يرتكبها المسلحون بحق المدنيين العزل، وهناك أخبار مؤكدة تشير لوقوع كارثة بحق الصحافيين العراقيين ربما باستهداف تجمع يضم الصحافيين عبر استهداف مؤسسة إعلامية كبيرة أو موقع يجمع الصحافيين والمثقفين، وعلى الحكومة العراقية أن تولي جل اهتمامها بهذه الشريحة المهمة والتركيز على الواقع الأمني بتفعيل الدور الاستخباري والأمني للكشف عن الكثير من العصابات والمجموعات المسلحة التي تستهدف شريحة الصحافيين».
الصحافي والكاتب خالد القره غولي (58 عاما)، يسكن في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، يتساءل «متى سأنعم في وطني بحياة بسيطة أنتقل فيها في الشوارع بأمان؟.. ألا يحق لي بسؤال بسيط عن نعمة حياة آمنة؟.. أطلب فقط أن أعبر الطريق في بلادي من منزلي إلى عملي ومن عملي إلى منزلي من دون هاجس لغم أو انفجار أو كاتم صوت يودي بحياتي أو حياة أي شخص آخر». ويضيف «ألا يحق لي أن أعود إلى داري ومدينتي ومحافظتي وإلى أهلي وإخوتي وأشقائي وأصدقائي وزملائي وإلى تربة مدينة الرمادي التي تربيت عليها لـ58 عاما، وعملت في المهنة الصحافية والإعلامية منذ عام 1976 أي قبل 39 عاما. عملت بداية في الصحف الرياضية، وبعد الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 تحولت إلى الصحف السياسية لظروف حالتي المادية والمعيشية لإعالة عائلتي الكبيرة التي أعيش معها في حي بسيط فقير في قلب العاصمة الأنبارية مدينة الرمادي اسمه القطانة.. وخلال عملي الصحافي لقيت عددا من المضايقات والاعتقالات وأبرزها عام 2006 من قبل الأميركان وتنظيم القاعدة خلال العمل الصحافي والإعلامي للأعوام ما بين 2006 – 2008، فضلا عن ذلك تم استهدافي من قبل مسلحين ثلاث مرات في الرمادي، وكان آخر ذلك قبل سنتين عندما داهم ثلاثة مسلحين منزلي وأطلقوا النار علينا بشكل عشوائي، وتم التحفظ على الموضوع من قبل شرطة محافظة الأنبار. وعندما نشب الصراع المسلح بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش تم قصف مسكني الجديد في حي الضباط في شارع ستين بمدينة الرمادي من قبل طائرة عراقية كانت تستهدف تجمعات المسلحين وتقصف بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابتي بإصابات كبيرة، وتم نقلي إلى مدينة السليمانية وأجريت ثلاث عمليات جراحية، وتهجرت من محافظتي الانبار قبل سنة من الآن وما زلت مهجرا حتى كتابة هذه السطور، لأن العمل الإعلامي في المناطق الساخنة يفضي إلى الموت، وأنا مستهدف من قبل المسلحين».
ميناس السهيل، أحد أبرز المراسلين الصحافيين العاملين في العراق والذي شاهده الملايين من الناس وهو يتعرض للضرب من قبل أفراد تابعين للقوات الحكومية، إضافة إلى تهديدات بالقتل يتلقاها بين فترة وأخرى من قبل مجهولين، يقول «كنت قد بدأت عملي الصحافي منذ 8 سنوات، وتخصصت في إعداد تغطيات تلفزيونية تبث بشكل مباشر من مدن عراقية مختلفة، ومن خلال هذه التغطيات تعرضت للضرب والتهديد من قبل عناصر مسلحة تحمل عناوين حزبية وأمنية. توقفت لفترة زمنية ومن ثم عدت للعمل الصحافي من جديد، وهذه المرة كان للتقارير الإخبارية التي أعددتها أثر كبير على حياتي وأمني الشخصي، ومعظم التقارير سلطت الضوء فيها على تحركات العصابات المسلحة التي تخطف الناس وتبتزهم». ويضيف «دخلت إلى مناطق شهدت معارك بين مسلحي تنظيم داعش والقوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي، ومن هذه المناطق نقلت قصص العائلات التي لم يرحمها الإرهاب، فكان لي أن تهددت من قبل مسلحين، مما دفعني إلى السفر خارج العراق خوفا من القتل».



هل تنجح مساعي دمج صُنّاع المحتوى داخل غُرف الأخبار؟

صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
TT

هل تنجح مساعي دمج صُنّاع المحتوى داخل غُرف الأخبار؟

صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)
صحف سعت لاجتذاب صُنّاع المحتوى (متداولة)

يبدو أن ثمة تطوراً جديداً ربما يظهر داخل «غرف الأخبار»، بعدما سعت صحف بارزة، مثل «واشنطن بوست»، لاجتذاب صُنّاع المحتوى بهدف «تعزيز التواصل مع الجمهور»، في حين أثارت مساعي دمج صُنّاع المحتوى (المؤثرون) داخل غُرف الأخبار تساؤلات بشأن «ضمانات التوازن بين المعايير المهنية والتكيّف مع تطلّعات الجمهور».

ووفق تقرير معهد «رويترز لدراسة الصحافة»، العام الماضي، فإن «الجمهور من الفئات الأقل من أربعين عاماً يعيرون اهتماماً أكبر لصُنّاع المحتوى، أو ما يطلقون عليهم لقب (مؤثرون)، بوصفهم مصدراً للمعلومات وكذلك الأخبار».

كما أشارت دراسة استقصائية ضمن مبادرة «بيو-نايت» الأميركية، المعنية برصد التغيرات في كيفية استهلاك الأخبار والمعلومات، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أن أكثر من خُمس البالغين في الولايات المتحدة يعتمدون بانتظام على «المؤثرين» للحصول على الأخبار.

ومع ذلك، فإن معظم هؤلاء «المؤثرين» الذين ينشرون الأخبار لا ينتمون إلى مؤسسات إخبارية ولا يخضعون لتدريب صحافي. وحسب دراسة أجرتها منظمة «اليونيسكو» ونُشرت نتائجها، نهاية نوفمبر الماضي، فإن غالبية هؤلاء المؤثرين (62 في المائة) لا يتحقّقون من صحة المعلومات التي يشاركونها مع جمهورهم، ما يُثير مخاوف من انتشار «المعلومات الزائفة».

ومعروف أن ثمة تجارب بدأت تخوضها أخيراً غرف الأخبار للدمج بين الصحافي المدرب وصانع المحتوى صاحب الكاريزما والجمهور. وظهرت، في هذا الإطار، نماذج؛ مثل: «واشنطن بوست»، والمنصة الأميركية «مورنينغ بيرو» التي أطلقت بالفعل مبادرات يقودها صُنّاع محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، غير أن الاتجاه لا يزال قيد التجربة والتقييم، حسب ما يبدو.

الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا»، مهران كيالي، رهن نجاح تجربة دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار بـ«تنظيم العلاقة بين الطرفين»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «على غرف الأخبار أن توفّر لصُنّاع المحتوى أدوات؛ مثل: التحقق من المصادر، والالتزام بأخلاقيات الصحافة، في حين يقدّم صُنّاع المحتوى خبراتهم في الإبداع الرقمي وفهم الجمهور على المنصات الحديثة». وأضاف: «كما يجب تقنين العلاقة من خلال وضع إطار واضح يحدّد المسؤوليات وأسلوب العمل».

غير أن كيالي أشار إلى «تحديات أمام تجربة دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار»، قائلاً: «هناك نظرة سلبية من قِبل بعض الصحافيين التقليديين تجاه صُنّاع المحتوى، بل هم يعدونهم دخلاء على المهنة، رغم امتلاكهم جمهوراً واسعاً وتأثيراً كبيراً». وأضاف: «بعض المؤسسات الصحافية تعاني صعوبة التكيّف مع أسلوب المحتوى السريع والبسيط الذي يتناسب مع منصات التواصل الاجتماعي، خشية خسارة الصورة الوقورة أمام الجمهور».

وعدّ كيالي أن غرف الأخبار قبل أن تستعين بصُنّاع المحتوى، هي بحاجة إلى «التجهيزات والإجراءات التي تمكّن الصحافيين من إنتاج ونشر محتوى رقمي جذاب بسرعة».

وعن الحلول لتجاوز هذه التحديات، أوضح الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» أنه «يجب على المؤسسات تحديث سياساتها وتوفير الدعم الفني والتدريب اللازم للصحافيين، مع تغيير النظرة السلبية تجاه صُنّاع المحتوى والبحث عن تعاون».

وأشار كذلك إلى أهمية تحقيق التوازن بين المهنية والتطوير، قائلًا: «بعض غرف الأخبار تحتاج إلى تعزيز مصداقيتها بالالتزام بمبادئ الصحافة، من خلال تجنّب المصادر غير الموثوقة وتدقيق المعلومات قبل نشرها»، و«لجذب الجمهور، يجب تقديم محتوى يلامس اهتماماته بأسلوب مبسط مع استخدام أدوات حديثة مثل الفيديوهات القصيرة؛ مما يضمن الجمع بين الدقة والجاذبية لتعزيز الثقة بعصر المنافسة الرقمية».

المحاضرة في الإعلام الرقمي بالجامعة البريطانية في القاهرة، ياسمين القاضي، ترى أن بعض المؤسسات الإخبارية لا تزال تعتمد الاستراتيجيات «القديمة» نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سنوات تبنّت بعض وسائل الإعلام مفهوم (التحويل إلى منصات) من خلال جمع المعلومات وتدقيقها، وهو الدور الأصيل للصحافة، ثم نشرها بأسلوب يحاكي وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن هذا الاتجاه ربما لن يكون كافياً في ضوء احتدام المنافسة مع صُنّاع المحتوى، مما أفرز اتجاه الاستعانة بـ(المؤثرين)».

وأوضحت القاضي أن «الغرض من دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار، هو تقديم المعلومات المدققة بأسلوب مبتكر». وأضافت أن «الاستعانة بشخصية مؤثرة لنقل المعلومات لا تعني بالضرورة المساس بمصداقية المحتوى ودقته، فالأمر يعتمد على مهارة كُتّاب المحتوى، فكلما كان الكُتاب صحافيين محترفين يسعون لتطوير أدواتهم ضمنت منصة الأخبار تقديم معلومات دقيقة وموثوقة».