الرئيس العراقي يدعو إلى تعاون دولي لمكافحة الإرهاب

رفض أن تكون بلاده ساحة لتصفية الحسابات

الرئيس برهم صالح خلال لقائه المستشار جون لوريمر والسفير ستيفن هيكي البريطانيين
الرئيس برهم صالح خلال لقائه المستشار جون لوريمر والسفير ستيفن هيكي البريطانيين
TT

الرئيس العراقي يدعو إلى تعاون دولي لمكافحة الإرهاب

الرئيس برهم صالح خلال لقائه المستشار جون لوريمر والسفير ستيفن هيكي البريطانيين
الرئيس برهم صالح خلال لقائه المستشار جون لوريمر والسفير ستيفن هيكي البريطانيين

دعا الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح إلى ضرورة مواصلة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وتخفيف حدة التوترات في المنطقة، لدى لقائه المستشار في وزارة الدفاع البريطانية السير جون لوريمر والسفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي في بغداد أمس.
وثمن صالح طبقا لبيان رئاسي «العلاقات التي تجمع البلدين، وأهمية العمل على تعزيزها على الصعد كافة، والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية في تدريب وتأهيل وتسليح قوات الأمن العراقية، والتعاون في مواجهة الإرهاب». وأضاف صالح أن «الحرب على الإرهاب لا تزال قائمة»، مشددا على «ضرورة التكاتف الدولي في مواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية باعتبارها خطرا عابرا للحدود يهدد الجميع». وأشار الرئيس إلى أن «قوات الأمن العراقية بمختلف أسمائها تمكنت من هزيمة (داعش)، ولكن بعض الخلايا تسعى بين الحين والآخر إلى تهديد أمن واستقرار المواطنين في عدد من البلدات»، لافتا إلى أن «الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع التحالف الدولي تواصل ملاحقة الإرهابيين لمنعهم من تنفيذ أهدافهم». وأكّد صالح «أهمية تخفيض حدة التوترات في المنطقة، وقطع الطريق أمام التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تستغل الثغرات والأزمات لإنفاذ أهدافها في تهديد السلم والأمن المجتمعي». كما شدد صالح على «ضرورة العمل على تعزيز فرص التنمية والازدهار عبر التنسيق والعمل المشترك وأن يكون العراق محورا في تعزيز الأمن والاستقرار، واحترام سيادته وأرضه، ورفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات».
من جانبه، أكّد المستشار جون لوريمر تأييده لـ«طروحات رئيس الجمهورية وأهمية التعاون لمكافحة الإرهاب، كما أكّد التزام بلاده في دعم قوات الأمن العراقية تدريبا وتسليحا وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق». وكان المسؤول البريطاني التقى في أربيل عاصمة إقليم كردستان رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني حيث أكد المسؤول العسكري البريطاني الرفيع مواصلة دعم ومساندة بلاده للعراق والإقليم ضمن إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش». كما بحث «آخر مستجدات الحرب ضد التنظيم، وعلاقات أربيل - بغداد، والحوارات الجارية لحل الخلافات والقضايا العالقة بين الجانبين، وإقرار ومصادقة قانون العجز المالي في مجلس النواب العراقي، والوضع الأمني في حدود إقليم كردستان، والملفات الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
من جهة ثانية، أعلنت موسكو، أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجري محادثات في 25 من الشهر الحالي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، الذي سيقوم بزيارة عمل تستغرق يومين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الوزيرين «يناقشان خلال المحادثات في موسكو، الموضوعات الحالية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، مع التركيز على الوضع حول سوريا والتسوية في الشرق الأوسط، وفي منطقة الخليج العربي، والوضع في اليمن». وأشارت زاخاروفا إلى أن «لافروف سيجري في 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف». وذكرت أن زيارة ظريف ستكون الرابعة إلى موسكو في هذا العام. وقالت «من المتوقع أن يستمر تبادل الآراء حول عدد من القضايا الدولية، بما في ذلك الوضع في منطقة قره باغ. وحول خطة العمل الشاملة المشتركة لحل الوضع حول البرنامج النووي الإيراني، والوضع في سوريا، وأفغانستان، ومنطقة الخليج. وبالطبع سيتم بحث المسائل الثنائية، بما في ذلك التعاون التجاري والاقتصادي، في سياق تنفيذ المشاريع المشتركة الرئيسية في مجال الطاقة والنقل وآفاق بناء العلاقات الثقافية والإنسانية».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.