الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى مزيد من التفاقم

تحذيرات من توقف الدعم عن الدواء والمحروقات

زيوت تباع بسعر مدعوم من وزارة الاقتصاد في متجر ببيروت وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر في لبنان (رويترز)
زيوت تباع بسعر مدعوم من وزارة الاقتصاد في متجر ببيروت وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر في لبنان (رويترز)
TT

الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى مزيد من التفاقم

زيوت تباع بسعر مدعوم من وزارة الاقتصاد في متجر ببيروت وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر في لبنان (رويترز)
زيوت تباع بسعر مدعوم من وزارة الاقتصاد في متجر ببيروت وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر في لبنان (رويترز)

تقدم «الحزب التقدمي الاشتراكي» باقتراح قانون معجل مكرر إلى مجلس النواب لحصر الدعم بالمستحضرات الدوائية المستوردة الأرخص سعراً، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع احتياطات مصرف لبنان المركزي من العملة الصعبة؛ ما يهدد دعم استيراد السلع الأساسية مثل الأدوية والمحروقات والطحين.
وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله، الذي أودع اقتراح القانون رئاسة المجلس النيابي للاطلاع عليه وإعطائه المجرى القانوني اللازم «قريباً سنفقد كل إمكاناتنا من دواء ومواد غذائية وطحين ومحروقات، وقد يكون الدواء المادة الأكثر حيوية للناس، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة». وأضاف «نحن ملزمون بإطالة الوقت واستخدام الأموال المتبقية في المصرف المركزي، وللتذكير هذه أموال المودعين؛ ولذلك اقترحنا قانوناً يعتمد على دعم الدواء الأرخص من قبل مصرف لبنان، أكان دواء مبتكراً أم جينيسياً، وهذه الأدوية هي مرخصة من قبل وزارة الصحة ومطابقة للمواصفات العلمية، وتؤدي إلى النتيجة نفسها».
وأشار عبد الله إلى أن «هذا الاقتراح سيحقق وفراً بنسبة 200 مليون دولار بالحد الأدنى». وقال «للأسف نشرّع على وقع الإفلاس، وهذا ضروري لحماية ما تبقى من عملات صعبة موجودة، وتقدمنا باقتراح معجل مكرر لأن الخطر داهم».
ويأتي هذا التحرك في ظل تحذيرات من تفاقم الأزمات المعيشية على وقع تراجع احتياطات مصرف لبنان (المصرف المركزي) من العملة الصعبة التي يستخدمها لدعم السلع الأساسية. وكُشف أمس عن اجتماع عقده المجلس المركزي في مصرف لبنان، يوم الثلاثاء، بحث في موضوع رفع الدعم عن المحروقات، وهو أمر سيؤدي إلى ارتفاع كبير في فاتورة الكهرباء، ولا سيما فاتورة المولدات التي تعمل على مادة المازوت، ما يشكّل عبئاً كبيراً على المواطنين. وأفادت قناة «إم تي في» بأنه سيتمّ البحث في الموضوع مجدداً، في الاجتماع الذي يُعقد الأسبوع المقبل، كما ستُطرح اقتراحات لحلول وسط.
وتزامنت التحذيرات مع أزمة وقعت في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، تمثلت في تكدس النفايات في شوارع المدينة إثر الإضراب المفتوح الذي ينفذه عمال معمل فرز النفايات المنزلية الصلبة لليوم الثالث على التوالي وتوقفهم عن العمل.
وتكدست النفايات في داخل مخيم عين الحلوة قرب صيدا، حيث بدت فيه الأزمة أشد وطأة؛ نظراً للاكتظاظ السكاني فيه وصغر مساحته الجغرافية، في حين عمل عمّال الصحة في «الأونروا» على جمع النفايات من الأحياء السكنية ووضعها في المكبات الرئيسية داخل المخيم، ورش مادة الكلس عليها للحد من انتشار الحشرات والروائح الكريهة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.