ما سبب الالتباس حول جدوى الأقنعة الواقية؟

رجل يجري أمام صورة لعدد من الأفراد يرتدون أقنعة واقية في الولايات المتحدة (أ.ب)
رجل يجري أمام صورة لعدد من الأفراد يرتدون أقنعة واقية في الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

ما سبب الالتباس حول جدوى الأقنعة الواقية؟

رجل يجري أمام صورة لعدد من الأفراد يرتدون أقنعة واقية في الولايات المتحدة (أ.ب)
رجل يجري أمام صورة لعدد من الأفراد يرتدون أقنعة واقية في الولايات المتحدة (أ.ب)

يمكن اختصار كثير من الجهود لإبطاء انتشار فيروس «كورونا» في مفهوم مقتضب؛ هو: «ارتدِ قناعاً واقياً (كمامة)».
ولكن لأن السلطات الصحية غيرت منذ بداية الجائحة من الإرشادات حول مَن يرتدي ومتى تُرتدى الأقنعة الواقية، فقد أدى ذلك إلى بعض من الارتباك وحتى الشك في جدوى الأقنعة الواقية. ولكن منذ ظهور فيروس «كورونا» لأول مرة، اكتسبت السلطات فهماً أفضل لكيفية انتشاره وكيف يمكن أن تساعد الأقنعة الواقية في وقف هذا الانتشار، حسبما أشار إليه تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

* ماذا يقول الخبراء؟
لطالما نصحت «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» الناس بارتداء أقنعة واقية؛ لأنها تساعد في منع الأشخاص المصابين؛ سواء أكانوا يعرفون ذلك أم لا، من نشر فيروس «كورونا».
لكن في الأسبوع الماضي، أضاف «مركز السيطرة على الأمراض» سبباً جديداً: «يمكن للأقنعة أيضاً حماية مرتديها غير المصابين، وإن كان بدرجة أقل». وأشار إلى أن دراسة بقيادة باحثين يابانيين وجدت أن الأقنعة تحجب نحو 60 في المائة من كمية الفيروس التي تخرج من الشخص المصاب.
وعندما يكون شخص غير مصاب يرتدي قناعاً واقياً بالقرب من شخص مصاب لا يرتديه، فإن كمية الفيروس التي يستنشقها الشخص غير المصاب تنخفض بنسبة تصل إلى 50 في المائة. ولكن عندما يرتدي كل من الأشخاص الأقنعة، يكون ذلك أفضل بالضرورة؛ حيث اقترب انخفاض جزيئات الفيروس التي تصل من الشخص المصاب للشخص غير المصاب إلى 70 في المائة.
لذلك، إذا ارتدى الجميع قناعاً عندما يكون التباعد الاجتماعي غير متاح، فسيتم خفض معدل الإصابة، كما يقول الخبراء، بجانب غسل اليدين والحفاظ على مسافة والوجود في مناطق جيدة التهوية.

* كيف يختلف هذا عن ذي قبل؟
غرد الجراح الأميركي جيروم آدامز في 29 فبراير (شباط) الماضي: «بشكل جاد... توقفوا عن شراء الأقنعة الواقية! إنها ليست فعالة في منع عامة الناس من التقاط العدوى بفيروس (كورونا)». ولكن اليوم لدى آدامز رسالة مختلفة مثبتة في الجزء العلوي من حساب «تويتر» الخاص به منذ 2 يوليو (تموز) الماضي: «من فضلكم، أتوسل إليكم، ارتدوا غطاء الوجه».
وفي يوليو الماضي، شدد «مركز السيطرة على الأمراض (سي دي سي)» على أن أغطية الوجه المصنوعة من القماش أداة حاسمة في مكافحة «كوفيد19»، لا سيما عندما يرتديها الجميع.
وفي وقت مبكر من الجائحة، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه ليس على عامة الناس ارتداء الأقنعة الواقية، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى شعور زائف بالأمان، وأن الأشخاص الذين لا يعرفون كيفية استخدامها بشكل صحيح يمكن أن يصيبوا أنفسهم بالفيروس، ثم غيرت منظمة الصحة العالمية نصيحتها في يونيو (حزيران) الماضي، قائلة إنه يجب على الناس ارتداؤها، خصوصاً عندما لا تكون ممارسة التباعد الاجتماعي متاحة.
ومن أجل مواجهة الجائحة، فرضت بعض البلدان بالفعل استخدام الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، مثل المواصلات والمتاجر، ففي الولايات المتحدة توجد 36 ولاية تفرض ارتداء الأقنعة الواقية لمحاولة السيطرة على تفشي الوباء.
وتفرض دول أوروبية عدة ارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن العامة بشكل إلزامي، مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا واليونان وإيطاليا، ويواجه الإسبان غرامة تصل إلى 100 يورو على من لا يضع القناع الواقي في الأماكن العامة، وفي 24 يوليو الماضي لحقت بريطانيا بالدول التي تفرض وضع الأقنعة الواقية إلزامياً، لكن دول أوروبا الشمالية لا تزال تعتقد أنها لا تمتلك أدلة كافية تؤكد على فاعلية القناع الواقي في الحماية من الفيروس.
كما تتخذ دول عربية عدة تدابير احترازية بفرض ارتداء الأقنعة الواقية؛ أبرزها المملكة العربية السعودية ومصر وتونس والمغرب والجزائر والكويت وفلسطين والعراق.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».