حظر التجمعات والنشاط التجاري... ولايات أميركية تفرض قيوداً صارمة لمواجهة «كورونا»

أكثر من 70 ألف مواطن يتلقون العلاج في المستشفيات من «كوفيد - 19»

علامة «ابق في منزلك» على إحدى السيارات في تكساس (أ.ف.ب)
علامة «ابق في منزلك» على إحدى السيارات في تكساس (أ.ف.ب)
TT

حظر التجمعات والنشاط التجاري... ولايات أميركية تفرض قيوداً صارمة لمواجهة «كورونا»

علامة «ابق في منزلك» على إحدى السيارات في تكساس (أ.ف.ب)
علامة «ابق في منزلك» على إحدى السيارات في تكساس (أ.ف.ب)

أعلنت مدينة فيلادلفيا وعدة ولايات أميركية كبيرة أمس (الاثنين)، قيوداً صارمة جديدة على التجمعات والنشاط التجاري للحد من انتشار فيروس كورونا الذي يهدد بسحق أنظمة الرعاية الصحية وقتل آلاف آخرين في الأسابيع المقبلة.
وانضمت نيوجيرسي‭ ‬وكاليفورنيا وأوهايو وأكبر مدينة في بنسلفانيا إلى قائمة متزايدة من الولايات التي أعادت فرض إجراءات صارمة تهدف إلى الحد من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بعدما تراجعت في فترة الصيف.
ويحذر خبراء الصحة من أن موسم السفر في العطلات المقبلة مع الطقس البارد سيؤديان إلى زيادة الإصابات، إذ من المرجح أن يتجمع الناس في أماكن مغلقة.
وحتى أمس (الاثنين)، يتلقى أكثر من 70 ألف أميركي العلاج في المستشفيات من «كوفيد - 19»، وهو أكبر عدد على الإطلاق منذ بدء الجائحة، بحسب إحصاء لوكالة «رويترز» للأنباء.
وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة حتى الآن 11 مليوناً يوم الاثنين، وذلك بعد أكثر قليلاً من أسبوع على تجاوز عشرة ملايين حالة.

وفي واحدة من أكثر الإجراءات صرامة لمواجهة الأزمة التي تلوح في الأفق، أمر مسؤولو فيلادلفيا أمس (الاثنين)، بحظر «التجمعات الداخلية بأي عدد في أي مكان، عام أو خاص»، باستثناء الأفراد الذين يعيشون معاً.
وقال مسؤول الصحة بالمدينة توماس فارلي في مؤتمر صحافي: «نحن بحاجة لمنع هذا الفيروس من الانتقال منمنزل إلى آخر». وأضاف فارلي أن المعدل الحالي للنمو «المتسارع» للإصابات إذا استمر، فستصل المستشفيات إلى أقصى طاقة استيعابية لها، وقد يموت أكثر من ألف شخص في أكبر مدينة في بنسلفانيا خلال الأسابيع الستة المقبلة.
وفي ولاية نيوجيرسي المجاورة، وهي واحدة من أكثر الولايات تضرراً في المرحلة المبكرة من الوباء، قال الحاكم فيل ميرفي إنه يأمر بأن تقتصر التجمعات الداخلية للأفراد من أسر مختلفة على 10 أشخاص بدلاً من 25، على أن يكون الحد الأقصى الإلزامي للتجمع في الهواء الطلق الأسبوع المقبل 150 بدلاً من 500.
وعلى الجانب الآخر من البلاد، قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، إنه يستخدم «مكابح الطوارئ» على خطته لإعادة الفتح، مشيراً إلى تضاعف العدد اليومي لإصابات كورونا في الولاية خلال الأيام العشرة الماضية.
وبناء على إعلان نيوسوم، سيتم تشديد القيود التجارية والاجتماعية بدءاً من اليوم (الثلاثاء)، في 40 مقاطعة من أصل 58 مقاطعة بالولاية، تغطي الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

وفي ولاية أوهايو، حيث زاد عدد الإصابات اليومية 17 في المائة، وزاد إجمالي حالات دخول المستشفيات 25 في المائة خلال الأيام السبعة الماضية، أصدرت وزارة الصحة بالولاية أمراً للحد من التجمعات، بدءاً من اليوم (الثلاثاء).
وأعلن حاكم أوكلاهوما كيفن ستيت إغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 11 مساء بدءاً من يوم الخميس، بينما سيتعين على نحو 33 ألف موظف بحكومة الولاية وضع الكمامات في العمل اعتباراً من يوم الأربعاء.
جاءت الإجراءات في الوقت الذي سجلت فيه 40 ولاية زيادات يومية قياسية في حالات الإصابة بـ«كوفيد - 19» هذا الشهر، في حين سجلت 20 ولاية أعلى مستوياتها على الإطلاق في الوفيات اليومية المرتبطة بفيروس كورونا، وسجلت 26 ولاية ارتفاعات عالية جديدة في دخول المستشفيات، بحسب إحصاء وكالة «رويترز» للأنباء.
وخلال الأيام السبعة الماضية، سجلت الولايات المتحدة يومياً في المتوسط 148 ألف إصابة بفيروس كورونا و1120 وفاة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.