السودان يخشى كارثة إنسانية إثر تزايد اللاجئين الإثيوبيين

ناشد المنظمات التدخل بعد تجاوز عدد الفارين من النزاع 25 ألفاً

لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
TT

السودان يخشى كارثة إنسانية إثر تزايد اللاجئين الإثيوبيين

لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)
لاجئون إثيوبيون ينتظرون مساعدات غذائية في مخيم بالقضارف السودانية أمس (أ.ف.ب)

حذرت السلطات السودانية من كارثة إنسانية قد يشهدها شرق البلاد، جراء تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي، وناشدت المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة واللاجئين للتدخل السريع لتقديم العون للاجئين الإثيوبيين في ولايتي القضارف وكسلا المحادتين لمنطقة النزاع.
وقال والي ولاية القضارف (شرق) سليمان علي محمد موسى، في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن استجابة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية «بطيئة» لا ترتقي لحجم تدفقات اللاجئين على ولايته، البالغ عددهم 15.5 ألف لاجئ، وإن كل الجهود التي بذلت ميدانياً جاءت عبر الدعم الشعبي والحكومي. وناشد بـ«إلحاحٍ» المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية القيام بدورها في تقديم الدعم للاجئين، الذي يفوق إمكانات ولايته التي وصفها بالمتواضعة والناتجة عن الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وفي تصريحات سابقة لمفوض شؤون اللاجئين السوداني عبد الله سليمان، فإن نحو 25 ألف لاجئ إثيوبيين عبروا الحدود السودانية، أثناء جولة قام بها على المنطقة الحدودية، وبرفقته مساعد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان يان هانسمان السبت. وقال هانسمان، حسب وكالة «سونا»، إن أولوية مفوضية اللاجئين، تتمثل في تزويد اللاجئين بالمأوى والطعام ومياه الشرب، قبل نقلهم إلى مناطق بعيدة عن الحدود «لأسباب أمنية».
وأوضح الوالي موسى أن السلطات المحلية نقلت نحو 2.5 ألف لاجئ إلى مخيم ثابت بمنطقة أم راكوبة، فيما يتم استضافة أكثر من 13 ألفاً في مخيم مؤقت بمنطقة الفشقة المحادة لإثيوبيا، بينهم 9 آلاف طفل، و2.7 امرأة.
وحسب حاكم القضارف، شرعت السلطات المحلية في تخطيط مخيم دائم آخر في منطقة الطنيدبة، لعدم قدرة مخيم أم راكوبة على استيعاب الأعداد الغفيرة التي توالي التدفق هرباً من القتال.
وحذر الوالي من تأثير تدفق اللاجئين الكبيرة، على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والخدمية في ولايته، ومن انعكاسها سلباً على المجتمعات المحلية، متوقعاً وصول المزيد من أفواج اللاجئين الإثيوبيين إلى ولايته، مشيراً إلى أن الولاية وضعت، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، الاحتياطات الصحية اللازمة للتقليل من احتمال حدوث كارثة صحية محتملة، ما لم تسرع المنظمات الدولية من استجابتها لحاجات اللاجئين الملحة.
من جهته، قال مدير مخيم أم راكوبة، عبد الباسط عبد الغني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أمس، إن أعداداً كبيرة من اللاجئين تتدفق على المعسكر تباعاً، وسط توقعات بزيادة مضطردة للأعداد مع استمرار الحرب في تيغراي. ودعا عبد الغني المنظمات الإنسانية الوطنية للمشاركة في إيواء اللاجئين، ووجه شكره للمجتمعات المحلية على حسن استقبال الفارين عند المداخل الحدودية بين إثيوبيا والسودان.
ونقلت تقارير سابقة أن عدد اللاجئين الذين دخلوا البلاد بسبب الحرب بين القوات الحكومية الإثيوبية وقوات «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، بلغ نحو 25 ألفاً، منذ اندلاع النزاع 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.