توقعات في تونس بإجراء انتخابات برلمانية جزئية

TT

توقعات في تونس بإجراء انتخابات برلمانية جزئية

عبرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس عن استعدادها لإجراء انتخابات برلمانية جزئية، في حال أصدرت الدوائر القضائية أحكاماً تنص على سحب عضوية بعض نواب البرلمان، المشتبه بارتكابهم مخالفات مالية انتخابية، ترقى إلى مستوى جرائم.
وأعلن رئيس الهيئة نبيل بفون أن الهيئة اكتسبت الخبرات، ولديها الإمكانات الفنية واللوجيستية، اللازمة لإجراء انتخابات جزئية كانت أو بلدية. وقال إن إسقاط القوائم الانتخابية المخالفة لقانون الأحزاب، يبقى ضرورياً حتى يدرك المرشحون للانتخابات مستقبلاً وجود رادع لكل التجاوزات، على حد تعبيره.
ويواجه عدد من الأحزاب السياسية التي تتصدر المشهد السياسي في تونس اتهامات بارتكاب مخالفات مالية خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية. وكشفت دائرة المحاسبات التي تتولى مراقبة مصاريف تمويل الحملات الانتخابية، وجود شبهة تلقي أموال أجنبية والتعاقد مع شركات أجنبية للتسويق، من قبل عدد من الأحزاب السياسية من بينها حركة «النهضة»، وحزب «قلب تونس» وحزب «عيش تونسي».
وتعمل محكمة المحاسبات خلال هذه الفترة على إعداد مذكرات حول الملفات التي تم تصنيفها ضمن شبهات الجرائم الانتخابيّة، على أن تحيلها لاحقاً إلى القضاء العدلي والمالي استناداً إلى الفصل 163 من القانون الانتخابي التونسي.
ويفقد أعضاء القائمة الانتخابية المتمتعة بالتمويل الأجنبي عضويتهم بالمجلس المنتخب ويعاقب المترشح لرئاسة الجمهورية المتمتع بالتمويل الأجنبي بالسجن لمدة خمس سنوات. كما يُحرم كل من تمّت إدانته بالحصول على تمويل أجنبي لحملته الانتخابية من أعضاء قائمات أو مترشحين من الترشّح في الانتخابات لمدة خمس سنوات من تاريخ صدور الحكم بالإدانة.
واستنكرت منظمة «أنا يقظ» (منظمة حقوقية مستقلة)، أمس، تشكيك بعض نواب البرلمان التونسي في مصداقية العمل القضائي وفي تقرير محكمة المحاسبات حول نتائج مراقبة الحملة الانتخابية الرئاسية والبرلمانية السابقة، وفي نزاهة قضاة المحكمة. ودعت الكتل البرلمانية المشتبه في تورطها إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية، وأن تسعى إلى إثبات براءتها أمام القضاء التونسي وليس تحت قبة البرلمان.
ومن ناحيته، أكد محسن الدالي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، أن النيابة العامة ستتعهد بملف التجاوزات والإخلالات التي كشف عنها تقرير دائرة المحاسبات المتعلق بانتخابات 2019، وذلك حال توصلها بإشعار رسمي من محكمة المحاسبات.
وفي السياق ذاته، كشفت فضيلة القرقوري القاضية بمحكمة المحاسبات في تصريح إعلامي إصدار 177 حكماً ابتدائياً حول الانتخابات، وأن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يخول لها القانون إسقاط القائمات الانتخابية والترشحات التي تضمنت مخالفات جسيمة بمقتضى أحكام قضائية باتة.
وأشارت إلى أن إسقاط القوائم الانتخابية يتطلب الإثبات النهائي لعملية التمتع بالتمويل الأجنبي خلال الانتخابات الماضية، أو أن تكون القائمة قد تجاوزت سقف إنفاق يتجاوز عتبة 75 في المائة، أو في حال عدم إيداع حساباتها المالية، معتبرة أن مراجعة القانون الانتخابي التونسي تبقى من أولى الأولويات حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».