توقعات فلسطينية بحل قريب لمسألة «العوائد المالية» مع إسرائيل

السلطة تتجه لاستعادة العلاقات مع واشنطن وتل أبيب

TT

توقعات فلسطينية بحل قريب لمسألة «العوائد المالية» مع إسرائيل

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إنها تتوقع حل مسألة العوائد الضريبية (المقاصة) هذا الشهر أو بداية الشهر القادم، بعدما أبلغت السلطة استعدادها تسلم هذه الأموال غير منقوصة.
وأموال المقاصة، هي ضرائب تجبيها وزارة المالية الإسرائيلية، على السلع الواردة شهرياً إلى المناطق الفلسطينية، وتقوم بتحويلها لوزارة المالية الفلسطينية، وتصل إلى نحو 180 مليون دولار شهرياً، أكثر أو أقل بحسب الحركة التجارية.
وترفض السلطة الفلسطينية تسلم الأموال مباشرة من إسرائيل منذ مايو (أيار) الماضي، بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقف العمل بجميع الاتفاقيات مع إسرائيل، رداً على مخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية.
وقالت المصادر: «بخلاف الشهور الماضية، السلطة الآن مستعدة لتسلم الأموال في ظل التغييرات السياسية المرتقبة، بعد خسارة إدارة الرئيس دونالد ترمب للانتخابات الأميركية وفوز جو بايدن». وأكدت المصادر أن تحويل الأموال سيتم بشكل مباشر ودون وسطاء على الأغلب، ضمن سياسة السلطة بالتعاطي مع مرحلة جديدة. وأضافت: «تتطلع السلطة الآن لاستعادة العلاقات مع واشنطن، وكذلك مع إسرائيل، ضمن رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس إطلاق مؤتمر دولي للسلام، لفرز آلية متعددة الأطراف من أجل مفاوضات مباشرة».
وأكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة الأسبوع المقبل لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط، ومن بينها المسألة الفلسطينية.
وأضاف منصور في حديث لإذاعة صوت فلسطين، السبت، أن مجلس الأمن سيناقش مسائل عديدة، بينها مبادرة الرئيس محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، والطلب من الأمين العام بدء اتصالاته ومشاوراته مع أعضاء مجلس الأمن بشأن ذلك، ابتداء من العام المقبل.
وأشار إلى أنه سيتم التصويت في بعض اللجان التابعة للجمعية العامة الأسبوع المقبل على عدد من القرارات الخاصة بفلسطين.
وتعمل السلطة على دفع مؤتمر دولي للسلام متأملة أن يدعم الفكرة جو بايدن.
وحتى الآن فإن استعادة العلاقة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل لم تدخل حيز التنفيذ؛ لكنها ستكون بالتدرج وبحسب تطور الوضع.
وستساعد أموال المقاصة السلطة على الخروج من أزمة مالية خانقة، وسيشكل إعادة الدعم الأميركي لها دفعة قوية للأمام. وتشكل هذه الأموال النسبة الأكبر من ميزانية السلطة التي دخلت في أزمة مالية صعبة ومتفاقمة. واضطرت السلطة للاستدانة من البنوك لدفع أجزاء من رواتب موظفيها. ويدور الحديث عن أكثر من مليار دولار أميركي، هي مجموع عدة شهور.
ووصول الأموال سيخفف من الأزمة المالية، ويساعد على دفع مستحقات الموظفين والتزامات أخرى.ووعدت السلطة موظفين أضربوا عن العمل قبل أسابيع بدفع رواتبهم كاملة هذا الشهر. وتعاني السلطة ليس فقط بسبب العوائد الضريبية؛ لكن المساعدات الخارجية تراجعت كذلك إلى حد كبير في الوقت الذي تكبد فيه الاقتصاد خسائر كبيرة بسبب جائحة «كورونا».
وتتوقع السلطة عجزاً في موازنة هذا العام يفوق 1.4 مليار دولار.
وتعرف السلطة أن إدارة بايدن الجديدة تريد استعادة الوضع الطبيعي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدفع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لذلك.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يأمل في انتهاء مشكلة المقاصة هذا الشهر، وحث منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، القيادة الفلسطينية، على استئناف التنسيق مع إسرائيل، والقبول بأموال المقاصة.
ولا يريد الفلسطينيون مزيداً من المشكلات مع الولايات المتحدة.
وكان مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، نبيل شعث، قد صرح بعد انتهاء الانتخابات الأميركية، بأن فوز بايدن ليس معناه أنه سيُصبح حليف السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن السلطة تعرف تماماً أن إسرائيل وأميركا حليفتان استراتيجيتان في المنطقة؛ لكنه أوضح أن هناك فرصة أكبر للعمل والحراك بين رام الله وواشنطن، إذ برأيه سيتراجع الدعم الأميركي للاستيطان الإسرائيلي والمواقف الإسرائيلية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».