أوباما يركز على القضايا الاقتصادية في خطاب حالة الاتحاد اليوم

الرئيس الأميركي يروج لبرنامج الرعاية الصحية ويدافع عن الاتفاق مع إيران

باراك أوباما
باراك أوباما
TT

أوباما يركز على القضايا الاقتصادية في خطاب حالة الاتحاد اليوم

باراك أوباما
باراك أوباما

يلقي الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء اليوم (الثلاثاء) خطابه السنوي حول حالة الاتحاد، ويوضح فيه تطورات السياسة الداخلية ووضع الاقتصاد الأميركي خلال السنة السادسة من رئاسته. ويلقي أوباما خطابه أمام أعضاء الكونغرس بمجلسيه وقضاة المحكمة العليا وأعضاء الحكومة وقادة الجيش.
ويسعى أوباما لإبراز الجهود والنجاحات التي قامت بها إدارته في مواجهة العراقيل التي وضعها الجمهوريون داخل الكونغرس. ويواجه أوباما العد التنازلي لانتهاء ولايته الثانية التي تنتهي في عام 2016 ويحاول إعطاء زخم لرئاسته خلال السنوات المتبقية في السلطة، كما يسعى أوباما للتأثير بشكل مباشر في الشعب الأميركي بعد هبوط شعبيته خلال العام الماضي التي تراوحت حول معدلات 40 في المائة انخفاضا من 50 في المائة العام الماضي و62 في المائة في العام الذي يسبقه.
وقد أظهر استطلاع للرأي نشرته جامعة كوينبياك أن أبرز المشكلات التي تواجه الرئيس أوباما هي تأكل شعبيته؛ حيث يرى معظم الأميركيين أن الرئيس أوباما غير كفء وغير جدير بالثقة، وأشار 77 في المائة من الأميركيين إلى أنهم يشعرون بتراجع الوضع الاقتصادي الأميركي ورفض 59 في المائة طريقة تعامل أوباما مع ملف النظام الصحي. ويتوقع الخبراء أن يتناول خطاب حالة الاتحاد خمس قضايا أساسية أولاها هي الوضع الاقتصادي ورفع الحد الأدنى للأجور، والإصلاح الضريبي إضافة إلى قضايا التغير المناخي، وقضية الهجرة.
وسيركز أوباما على القضايا الاقتصادية حيث لا يزال الاقتصاد الأميركي ضعيفا ويسعى للتعافي، وخلق فرص عمل وتخفيض معدلات البطالة. وقال دان فايفر كبير مستشاري البيت الأبيض «إن الرئيس سيوضح مجموعة من الحقائق الملموسة حول الاقتصاد ومقترحات لتنميته وتعزيز قدرات الطبقة المتوسطة».
ومن المتوقع أن يتحدث أوباما عن خطط إدارته لرفع الحد الأدنى للأجور (حيث تقدم الديمقراطيون باقتراح لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 10.10 دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة) وزيادة إعانات البطالة وتسريع نمو توفير فرص العمل والتوظيف. ويشير الخبراء إلى أن الرئيس سيدعو لمحاربة عدم المساواة في الأجور باعتبارها أبرز تحديات العصر الحديث. ويسعى أوباما للتركيز على قضية الحد الأدنى للأجور لكسب حماس وتأييد قاعدة عريضة من الديمقراطيين وحثهم لمساندة مرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية. ويسعى أوباما لتوضيح المسار السياسي لإدارته وحصد التأييد للحزب الديمقراطي قبيل الانتخابات النصفية المقرر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) حيث يواجه الحزب الديمقراطي معركة كبيرة للحفاظ على سيطرته على مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن يتحدث أوباما أيضا عن إصلاح النظام الصحي المعروف باسم أوباما كير بعد أن فقد الرئيس الأميركي جانبا كبيرا من شعبيته نتيجة خيبة أمل الأميركيين في البرنامج وفوائده للطبقات المتوسطة. ويتطرق أوباما في خطابه إلى السياسة الخارجية، ويتوقع المحللون أن يفرد أوباما جانبا من خطابه للدفاع عن الاتفاق الذي وقعته الإدارة الأميركية مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني وسط شكوك عميقة لدى أعضاء الكونغرس حيال تقدم إيران في برنامجها النووي لتصنيع أسلحة نووية.
وقد واجهت إدارة أوباما عرقلة متعمدة من قبل الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب وبإمكانهم ممارسة ضغط على مجلس الشيوخ. ويرى الجمهوريون أن إدارة أوباما ضعيفة في مواجهة عدد من المشكلات الداخلية والخارجية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما سيتحدث حول برنامج عمله من أجل دفع البلاد قدما وسيتابع الخطاب ملايين الأميركيين، مشيرا إلى أن الخطاب يعد فرصة أمام الرئيس للتحدث مباشرة لكل أميركي. وأضاف كارني أن أوباما مستعد «للالتفاف» على الكونغرس إذا لزم الأمر خلال عام 2014 لتمرير مشاريع القوانين التي يدفع بها، وقال «الرئيس ينظر إلى هذه السنة وكأنها سنة تحرك ويرغب في العمل مع الكونغرس عندما يستطيع والالتفاف على الكونغرس عندما سيكون ذلك ضروريا».
وقد وقف الكونغرس معرقلا عددا من المشاريع التشريعية التي قدمتها إدارة أوباما في مقدمتها مشروع لتقنيين الأسلحة النارية وآخر لإصلاح نظام الهجرة. وخلال الأيام الماضية روج البيت الأبيض للخطاب من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية وقال نتائيل لوبين القائم بالإشراف على وسائل الإعلام الرقمية «في العادة يستمر خطاب حالة الاتحاد لمدة ساعة وخلال تلك الساعة نتوقع أن يتفاعل معنا عدد كبير من الأميركيين عبر تويتر وفيس بوك وحساب البيت الأبيض على إنستاغرام ومحرك البحث غوغل هانغ أوت خاصة مع البث المباشر للخطاب ونشر الرسومات والبيانات المتعلقة بالاقتصاد وفرص العمل».
ويتخذ المسؤولون في البيت الأبيض إجراءات تكنولوجية لاستخدام تحديثات جديدة عبر تويتر وغوغل هانغ أوت تسمح بعقد محادثات مفتوحة حول الخطاب، وتحديثات أخرى لعرض صور أوباما خلال التحضير للخطاب وصور مساعدي أوباما وهم يعملون في تعديلات الخطاب. وفي العام الماضي شهد موقع البيت الأبيض دخول أكثر من مليون شخص لمشاهدة الخطاب.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.