طيران الإمارات تسجل أول خسائر منذ 30 عاماً

بقيمة 3.8 مليار دولار

تتوقع طيران الإمارات عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح «كوفيد 19» (الشرق الأوسط)
تتوقع طيران الإمارات عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح «كوفيد 19» (الشرق الأوسط)
TT

طيران الإمارات تسجل أول خسائر منذ 30 عاماً

تتوقع طيران الإمارات عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح «كوفيد 19» (الشرق الأوسط)
تتوقع طيران الإمارات عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح «كوفيد 19» (الشرق الأوسط)

أعلنت مجموعة الإمارات تسجيل خسائر قدرها 14.1 مليار درهم (3.8 مليارات دولار)، وذلك عن الأشهر الستة الأولى من سنتها المالية الجارية، حيث تعد أول خسائر نصف سنوية من بعد 30 عاماً من تحقيق الأرباح.
وبلغت إيرادات مجموعة الإمارات 13.7 مليار درهم (3.7 مليار دولار) عن النصف الأول من السنة المالية الجارية، بانخفاض نسبته 74 في المائة عن الفترة ذاتها من السنة الماضية التي بلغت خلالها الإيرادات 53.3 مليار درهم (14.5 مليار دولار).
وقالت الناقلة الإماراتية إن هذا الانخفاض الكبير في الإيرادات يعزى بشكل أساسي إلى جائحة «كوفيد 19» التي شلت حركة السفر الجوي أسابيع كثيرة بعد قيام معظم دول العالم بإغلاق حدودها وفرض قيود على السفر، وفي إطار الإجراءات الاحترازية لاحتواء الوباء، توقفت رحلات الركاب المنتظمة في دبي لمدة 8 أسابيع خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين.
وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 20.7 مليار درهم (5.6 مليار دولار) في 30 سبتمبر (أيلول) 2020. مقارنة مع 25.6 مليار درهم (7.0 مليارات دولار) في 31 مارس (آذار) 2020.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «بدأنا سنتنا المالية الجارية في ظل إغلاق عالمي شل حركة السفر الجوي تماماً. وبفعل هذه الأوضاع غير المسبوقة التي أصابت قطاع الطيران والسفر، سجلت مجموعة الإمارات خسائر نصف سنوية للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً. ومع توقف حركة السفر، تمكنت طيران الإمارات ودناتا من التحول بسرعة لخدمة الطلب على البضائع وغيرها من الفرص. وقد ساعدنا ذلك على استعادة إيراداتنا من مستوى الصفر إلى 26 في المائة مما كانت عليه في الفترة ذاتها من السنة الفائتة».
وأضاف «إن مرونة مجموعة الإمارات في مواجهة الظروف الصعبة الراهنة هي شهادة على قوة نموذج أعمالنا، وعلى سنوات من الاستثمار المستمر في المهارات والتكنولوجيا والبنية التحتية التي تؤتي ثمارها الآن من حيث التكلفة والكفاءة التشغيلية. لقد نجحت طيران الإمارات ودناتا في بناء علامات تجارية قوية وإمكانيات رقمية عالية المستوى لا تزال تخدم عملياتنا بصورة جيدة، وأتاحت لنا التعامل ببراعة مع التحولات السريعة في أنشطة العملاء والأنشطة التجارية عبر الإنترنت طوال الأشهر الستة الماضية».
وقال: «لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكننا نتوقع عودة قوية للطلب على السفر بمجرد توفر لقاح «كوفيد 19»، ونحن جاهزون لذلك، لأن طيران الإمارات ودناتا على استعداد تام لوضع مواردهما لتلبية الطلب وخدمة عملائنا».
وأوضح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: «استطعنا بفضل احتياطياتنا النقدية القوية، ودعم مالكينا والقطاع المالي عامة، مواصلة ضمان حصولنا على التمويل الكافي للحفاظ على عملياتنا التجارية ومتابعتها في هذه الظروف الصعبة. فقد ضخ مالكونا في النصف الأول من السنة المالية الجارية ملياري دولار كاستثمار في مجموعة الإمارات وسوف يواصلون دعمنا في مسار التعافي».
وسجلت أعداد العاملين في مجموعة الإمارات انخفاضا كبيراً مقارنة مع 31 مارس الماضي، بنسبة 24 في الماضي لتصل إلى 81.334 ألف موظفاً في 30 سبتمبر الماضي.
وأوضحت المجموعة أن ذلك يتماشى مع قدرتها وأنشطة الأعمال في المستقبل المنظور والتوقعات العامة للصناعة، مشيرة إلى أنها تواصل النظر في كل وسيلة ممكنة للمحافظة على القوى العاملة الماهرة، بما في ذلك المشاركة في برامج حماية الوظائف حيثما وجدت.



في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.