يواصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عمله لتحقيق انتقال للسلطة، متمسكا بسياسة هادئة للرد على المحاولات التي يبذلها الرئيس دونالد ترمب للتشكيك بنتيجة الانتخابات. ومقابل عودة النشاط الإعلامي لترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا عبر «تويتر»، سرع بايدن في الكشف عن فريق عمله الانتقالي والحكومي، وعن فريق عمله لمواجهة وباء «كوفيد - 19».
وأعلن بايدن الأربعاء تعيين رون كلاين رئيسا لموظفي البيت الأبيض، وهو أول وأحد أهم المراكز الحكومية التي ستشرف على عمل إدارة الرئيس الجديد وتنسيق العمل بين فروعها. واعتبر تعيين كلاين إشارة انطلاق حقيقية لتشكيل الإدارة الجديدة، حيث يتوقع أن تكر سبحة التعيينات في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.
كلاين المقرب جدا من بايدن وعمل معه فترة طويلة استمرت لعقود، كان متوقعا تعيينه في هذا المنصب المهم. وقال بايدن في بيان إن «رون لا يقدر بثمن بالنسبة لي على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معا، بما في ذلك عندما أنقذنا الاقتصاد الأميركي من واحدة من أسوأ الانكماشات في تاريخنا في عام 2009. ثم تغلبنا لاحقا على حالة طوارئ صحية عامة مروعة في عام 2014». وشكلت إشارته إلى الأزمتين الاقتصادية والصحية تأكيدا إضافيا على أولويات إدارته في المرحلة المقبلة، خصوصا أن كلاين البالغ 59 عاما يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال، وشغل منصب كبير المسؤولين عن التصدي لوباء إيبولا في إدارة باراك أوباما عامي 2014 و2015.
وقال كلاين في بيان: «إنني أتطلع إلى مساعدة نائب الرئيس المنتخب في تجميع فريق موهوب ومتنوع للعمل في البيت الأبيض، والتعامل مع أجندته الطموحة للتغيير ورأب الصدع في بلدنا».
في هذا الوقت، قال مستشارون لبايدن إنه سيقوم بتعيين مسؤولين آخرين في البيت الأبيض في الأيام القليلة المقبلة، وبأن فريقه الحكومي قد لا يتأخر الكشف عن أسمائه أكثر من أسبوعين. وأضاف هؤلاء أن الهدف هو مواصلة الضغط على ترمب والتصدي لمحاولاته نزع الشرعية عن الانتخابات، والتقليل من شأن المعوقات التي يواصل وضعها أمام عملية التسلم والتسليم وانتقال السلطة لإدارة بايدن.
لكن رفض إدارة ترمب للنتائج يطرح مشكلات فعلية لفريق بايدن الانتقالي. إذ أن رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي ترفض حتى اللحظة التعامل مع بايدن كرئيس منتخب، وهي الهيئة التي تدير عملية الانتقال وتوفر الإمكانات المالية لفريق عمل الرئيس الجديد، بسبب أوامر ترمب المشددة. واعتراف مورفي بفوز بايدن سيوفر تأمين الأموال الفيدرالية لدفع الرواتب وتوظيف الاستشاريين وتكاليف السفر والقدرة على مقابلة المسؤولين الحاليين. كما أن بايدن لم يتلق حتى الآن إحاطات رسمية عن الأمن القومي، كما جرت العادة مع رئيس جديد. ورغم ذلك، نقل عن فريق بايدن أنه راض من تجاهل «الضجيج» الذي يمارسه ترمب للتشكيك بنتيجة الانتخابات. ورفض بايدن وفريقه حتى الساعة الدخول في دعاوى قضائية للرد على الطعون التي تقدمها حملة ترمب، أو رفع دعاوى للحصول على الأموال والإحاطات الرسمية وخصوصا ذات الطابع الأمني. ويواصل بايدن التمسك بنبرة هادئة، واصفا خطاب ترمب بأن «الانتخابات مزورة» و«سرقت منه» وأن «المحاكم ستلغيها» بـ«المحرجة».
وكشف بايدن أن جهود فريق عمله جارية على قدم وساق، مراهنا على تفكك جبهة الجمهوريين رغم تمسك العديد منهم بادعاءات ترمب، وعلى التحولات في موقف مؤسساتهم الإعلامية. ويشير فريق بايدن إلى تصريحات كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي السابق وأحد أبرز حلفاء ترمب، وكذلك السيناتور الجمهوري بات تومي عن ولاية بنسلفانيا، يطلبان الرئيس بالقبول بالنتيجة، وتصريحات السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما جيمس لانكفورد الذي دعا إدارة ترمب إلى إطلاع بايدن على التقارير الاستخبارية، وأنه «سيتدخل لحل المسألة بحلول نهاية الأسبوع». كما أن قيام السيناتور ميت رومني والرئيس الأسبق جورج بوش بتهنئة بايدن والتسريبات التي تشير إلى حالة الإحباط لدى فريق ترمب من عدم تمكن الدعاوى المرفوعة من تثبيت أي شيء، تساهم في رفع حالة الثقة لدى بايدن.
وشكل التحول الذي جرى في موقف العديد من المؤسسات الإعلامية المؤيدة للمحافظين للقبول بنتائج الانتخابات، مثل «فوكس نيوز» و«وول ستريت جورنال» و«نيويورك بوست» دعما واضحا لبايدن، فيما تجمع العديد من التعليقات على أن جل ما يريده ترمب هو وضع أكبر عدد من العراقيل أمام الرئيس المنتخب.
ويعتقد مستشارو بايدن أنها ليست أكثر من مسألة وقت قبل أن ينهار الجدار الذي يحاول ترمب بناؤه، ويبدأ غالبية الجمهوريين في اعتبار جهود ترمب عقيمة ومخزية. وأكد بايدن أن الجمهوريين سيبدؤون بالفعل في الانفكاك عن ترمب، فيما مستشاروه لا يرون ضرورة للقلق من المعارك القضائية المفتوحة. وأكد بايدن أنه لن يقوم برفع دعاوى على عدم تعاون الوكالات الفيدرالية مع فريق عمله الانتقالي، مؤكدا أنه ليس منشغلا في عناء الحصول على الإيجاز اليومي للرئيس، لأنه يتلقى تقاريره الاستخبارية الخاصة منذ شهور. وقال بوب باور محامي حملة بايدن والفريق الانتقالي: «في النهاية، يمكنك أن تخلق عقبات أمام حسن سير العملية، لكن لا يمكنك النجاح في وقفها».
بايدن يعين رون كلاين كبير موظفي البيت الأبيض
واصل تشكيل فريق عمله رغم عراقيل إدارة ترمب
بايدن يعين رون كلاين كبير موظفي البيت الأبيض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة