من الحفظ والتوزيع إلى مدة الفاعلية... تحديات تواجه لقاح «فايزر»

لقاح شركة «فايزر» ضد فيروس «كورونا» (رويترز)
لقاح شركة «فايزر» ضد فيروس «كورونا» (رويترز)
TT

من الحفظ والتوزيع إلى مدة الفاعلية... تحديات تواجه لقاح «فايزر»

لقاح شركة «فايزر» ضد فيروس «كورونا» (رويترز)
لقاح شركة «فايزر» ضد فيروس «كورونا» (رويترز)

عزز إعلان شركتي «فايزر» و«بيونتيك» أن اللقاح ضد «كوفيد - 19» الذي تعملان على تطويره «فعّال بنسبة 90 في المائة»، الآمال العالمية في التصدي للوباء الذي أصاب وأودى بحياة الملايين.
لكن الخبراء حذروا من أن اللقاح لا يزال يواجه الكثير من العقبات التي يجب إزالتها، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
فقد أكد متخصصو اللقاحات أن هناك عددا من الأسئلة المتعلقة باللقاح التي لم يتم الإجابة عنها بعد، من بينها تلك الخاصة بالإنتاج والتوزيع، والأهم من ذلك، أداء وقدرة الجرعة التطعيمية نفسها ومدة فاعليتها.
وقال مايكل كينش، خبير تطوير الأدوية والأستاذ في جامعة واشنطن في سانت لويس: «لا يزال السؤال الرئيسي يركز على الوقت. هل سيمنحنا اللقاح حماية لفترة طويلة من الوقت أم سيصبح غير فعال بعد فترة قصيرة؟».
وتم نشر نتائج لقاح «فايزر» و«بيونتيك» في بيان صحافي، وليس في دراسة دورية تمت مراجعتها من قبل علماء آخرين.
وعلق مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، على هذا الأمر خلال مقابلة إذاعية يوم الإثنين، بقوله إن بيان الشركات «لا يخبرنا على الإطلاق بما أنجزته بالفعل. من السابق لأوانه حقا الوثوق فيما تظهره لنا أبحاث اللقاحات الجديدة هذه».
وأضاف «التفاصيل حول كيفية عمل اللقاح بشكل جيد في كبار السن وغيرهم من الفئات الضعيفة التي هي في أمس الحاجة إلى الحماية لم يتم الإعلان عنها بعد».
ومن جهته، قال أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة «بيونتيك»: «من الممكن أن نتوقع من النتائج الحالية أن الفاعلية بين كبار السن يجب أن تكون أعلى من 80 في المائة. هناك حاجة إلى مزيد من التحليل للتأكد».
وأقر ويليام غروبر، النائب الأول لرئيس شركة فايزر، أن «تحليل البيانات الحالي لا يشمل أي حالات خطيرة، ولكن من الممكن حدوثها مع استمرار الدراسة».
وأضاف «لا يزال من الصعب تجميع الحالات الشديدة التي قالت هيئة الغذاء والدواء الأميركية إنها تريد رؤيتها في تجارب اللقاحات، لأن معدل الإصابات الخطيرة انخفض مع تقدم الوباء وتحسن العلاج».
ومن المحتمل أن تتقدم شركة «فايزر» للحصول على تصريح استخدام طارئ للقاح في الولايات المتحدة هذا الشهر.
وعند هذه النقطة، سينظر المراجعون الداخليون في هيئة الغذاء والدواء الأميركية أولا في بيانات السلامة والفعالية والتصنيع.
فإذا وافقت الهيئة على الاستخدام الطارئ للقاح، فستقوم لجنة ثانية من الخبراء الخارجيين بدعوة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتدخل بسرعة لتحديد من يجب أن يحصل على اللقاح أولا. وعندها فقط سيبدأ التوزيع.
كل هذا يعني أن اللقاح قد يصبح متاحا أواخر ديسمبر (كانون الأول) أو أوائل يناير (كانون الثاني).
في هذه المرحلة، قد يكون هناك نحو 50 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم، تكفي لـ25 مليون شخص فقط، ما يعني أن حصول العالم أجمع على اللقاح سيستغرق سنوات طويلة.
وقال ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي لتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة «ما زالت هناك شكوك حول مدى الحماية التي يوفرها اللقاح وعدد المرات التي قد يحتاج فيها الناس إلى حقن معززة».
وأضاف أن إمدادات اللقاحات العالمية قد تبدأ في مواكبة الطلب في وقت ما في عام 2022.
وأوضح الخبراء أيضا أنه يجب الاحتفاظ بلقاح فايزر في درجات حرارة شديدة البرودة، وهو تحد يجب التغلب عليه إذا كان اللقاح متاحا على نطاق واسع.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.