دافع أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، عن زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، معلنا أنه لم يذهب إلى هناك لتقديم «شكاوى»، ردا على اتهامات بهذا الشأن من قياديين في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، أمس، إن «ما قدمه للمسؤولين الأميركيين كان رؤى وحلولا للمشكلات»، مضيفا أن «زيارته كانت محط اهتمام مسؤولي الصف الأول من الإدارة الأميركية». وأضاف النجيفي «طرحنا كل الأمور في زيارتنا إلى واشنطن وأكدنا على معالجة المشكلات السياسية والتصدع الأمني الموجود في العراق». وتابع «نؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وسنرفع دعوى قضائية ضد أي دولة تدعم الإرهاب في البلاد».
وبشأن الأزمة التي يواجهها العراق حاليا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في محافظة الأنبار، قال النجيفي إنه «نقل رأيه للأميركيين بضرورة تزويدنا بالأسلحة لمكافحة الإرهاب وإعطاء الدور للعشائر في الأنبار وإعطاء المحافظات الصلاحيات وكل هذه الأشياء طرحت وقلنا، إن العراق قادر على الخروج من الأزمة». وأوضح النجيفي أن «عشائر الأنبار هزمت (القاعدة) في 2008 وكانت اللحمة مع الجيش حاضرة وساعدت على النصر، لكن كثرة الخلافات السياسية وعدم التوازن في الدولة أدى إلى تراجع هذا المنهج وعدم إعطاء الحكومة الرواتب للصحوات سبب لهم إحباطا ولم تبق صحوات حقيقية في الأنبار وإذا وضعنا الحلول فإن (القاعدة) ستهزم وهذا الأمر يحتاج إلى لحمة وتعاون الحكومة المركزية مع الأنبار».
وبخصوص خلافاته مع المالكي، قال النجيفي «لا خلاف شخصيا لدي مع المالكي، لكني أختلف معه في بعض السياسات»، مشيرا في الوقت نفسه أن «لقائي برئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ممكن».
على صعيد متصل أشادت كتلة «متحدون»، التي يتزعمها النجيفي، بزيارة رئيسها إلى الولايات المتحدة. وقالت الكتلة في بيان لها، إن «ائتلاف متحدون للإصلاح عقد اجتماعا مهما برئاسة أسامة النجيفي رئيس الائتلاف تناول فيه نتائج الزيارة المهمة والناجحة للولايات المتحدة الأميركية». وأوضح البيان أن النجيفي «قدم شرحا تفصيليا للنتائج التي تمخضت عنها الزيارة وأهم النقاط والأوراق التي بحثها مع الرئيس الأميركي ونائبه ووزير الخارجية والدفاع ورئيس هيئة الأركان، فضلا عن لقائه بالجالية العراقية، والمحاضرة التي ألقاها في معهد بروكنغز والكثير من اللقاءات الصحافية والتلفزيونية التي أجراها مع الإعلام الأميركي والإعلام العربي والمحلي».
وأشار البيان إلى أن «الشأن العراقي بتفاصيله الكاملة كان محور بحث بما يتفق مع الثوابت الوطنية». ولفت البيان إلى أن «المجتمعين ثمنوا الزيارة، وقرروا تشكيل وفود من الائتلاف للتواصل مع الكتل والكيانات السياسية لوضعهم في صورة النتائج المتمخضة عن الزيارة مع أهمية البحث عن مشتركات تؤهل الجميع للمضي قدما في إيجاد حلول وطنية للمشكلات العالقة ومعالجة الأزمات». وتابع البيان أن «الاجتماع تناول الوضع في محافظة الأنبار، وتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للتخفيف من معاناة المواطنين».
وفي هذا السياق أكد محمد الخالدي، مقرر البرلمان والقيادي في كتلة «متحدون»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك إساءة فهم مقصودة لزيارة النجيفي إلى الولايات المتحدة لا سيما مع الاهتمام الذي أولته الإدارة الأميركية لهذه الزيارة وهو ما أثار حفيظة البعض دون سبب منطقي». وأضاف الخالدي أن «نتائج الزيارة مثلما شرحها النجيفي والنتائج التي تمخضت عنها ستصب في مصلحة الشعب العراقي ومؤسساته الدستورية، وفي مقدمتها البرلمان، لأن الزيارة رسمية وبالصفة الرسمية التي يحملها النجيفي وهو رئيس البرلمان»، مبينا أن «الإدارة الأميركية استمعت إلى النجيفي جيدا وأبلغته موقفها الواضح في دعم العراق في مواجهة الإرهاب طبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين».
من ناحية ثانية، أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن استمرار بلاده في دعم العراق في معركته ضد تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار وذلك خلال اتصال هاتفي مع المالكي، هو الثالث منذ بدء الأزمة. وقال البيت الأبيض في بيان صحافي أمس إن «بايدن رحب بالجهود التي تبذلها الحكومة بدمج القوات العشائرية التي تقاتل (القاعدة) مع القوات الأمنية العراقية وإعطاء التعويضات للذين يقتلون أو يجرحون أثناء قتالهم للمسلحين».
النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة
رئيس البرلمان: لم أذهب شاكيا بل قدمت حلولا لمشكلات العراق
النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة