القتال يستعر حول مدينة استراتيجية في قره باغ

TT

القتال يستعر حول مدينة استراتيجية في قره باغ

بعد يوم من إعلان أذربيجان سيطرتها على مدينة شوشا الاستراتيجية في إقليم ناغورنو قرة المتنازع عليه بعد معارك طاحنة على مدى ستة أسابيع، أكدت أرمينيا إن قتالاً عنيفاً استعر في محيط المدينة أمس الاثنين.
وأعلنت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو قرة باغ أمس الاثنين تسجيل 44 قتيلاً آخرين بين جنودها، لترتفع حصيلة ضحاياها من العسكريين إلى 1221 قتيلاً منذ بدء القتال مع القوات الأذربيجانية في 27 سبتمبر (أيلول). واحتفل الناس في شوارع العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد عندما أعلن الرئيس إلهام علييف استيلاء قوات بلاده على شوشا، التي تقع على قمة جبل يطل على ستيباناكيرت، المدينة الرئيسية في ناغورنو قرة باغ.
ونفت أرمينيا أن المقاتلين الأرمن في الجيب الجبلي فقدوا السيطرة على المدينة التي يسميها الأرمن شوشي، لكنها قالت إن القتال في محيطها لا يزال عنيفاً. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان: «القتال في محيط شوشي مستمر. وحدات جيش ناغورنو قرة باغ تنفذ مهمتها بنجاح، مما يحرم العدو من المبادرة».
وأكدت القوات المسلحة الأذربيجانية أمس الاثنين أنها تتجنب إطلاق النار على أهداف أو بنية تحتية مدنية، مع استمرار القتال في الأجزاء التي يسيطر عليها الجانب الأرميني في الإقليم المتنازع عليها. وقالت وزارة الدفاع عبر «تويتر»: «الجيش الأذربيجاني لا يطلق النار على المستوطنات والبنية التحتية المدنية». كما ذكرت الوزارة في تغريدة، مستخدمة الاسم الأذربيجاني لـ«ستيباناكيرت»، عاصمة المنطقة، أن «المعلومات المزعومة من الجانب الأرميني حول قصف جيش أذربيجان لخانكندي هي هراء وأنباء أرمينية مزيفة». واتهمت السلطات الأرمينية القوات الأذربيجانية باستهداف العاصمة والتسبب في سقوط ضحايا.
وتخوض أرمينيا وجارتها أذربيجان قتالاً عنيفاً منذ أكثر من شهر مع تقدم الجيش الأذربيجاني في الأجزاء التي تسيطر عليها أرمينيا في منطقة ناغورنو قرة باغ المتنازع عليها. وتسيطر قوات أرمينية على الإقليم، إلا أن الأمم المتحدة تعترف بها كجزء من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة. ونزح عشرات الآلاف من المدنيين بسبب القتال الأحدث الذي بدأ في أواخر سبتمبر.
ومع مقتل أكثر من ألف شخص في موجة التصعيد الحالية، تكون هذه الموجة هي الأكثر دموية منذ الحرب التي اندلعت بين البلدين في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي مع تحولهما إلى دولتين مستقلتين بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.