انطلاق محادثات السلام الليبية برعاية الأمم المتحدة في تونس

ويليامز وصفتها بأفضل فرصة منذ 6 سنوات لإنهاء الصراع

الرئيس التونسي قيس سعيد (إلى اليسار) ومبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز يحضران افتتاح منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس (د.ب.أ)
الرئيس التونسي قيس سعيد (إلى اليسار) ومبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز يحضران افتتاح منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس (د.ب.أ)
TT

انطلاق محادثات السلام الليبية برعاية الأمم المتحدة في تونس

الرئيس التونسي قيس سعيد (إلى اليسار) ومبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز يحضران افتتاح منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس (د.ب.أ)
الرئيس التونسي قيس سعيد (إلى اليسار) ومبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز يحضران افتتاح منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس (د.ب.أ)

بدأت الأمم المتحدة محادثات بشأن مستقبل ليبيا في تونس اليوم الاثنين بهدف إنهاء ما يقرب من عقد من الفوضى وإراقة الدماء من خلال الترتيب لإجراء انتخابات، لكن لا تزال هناك عقبات رغم التقدم في تثبيت وقف لإطلاق النار أعلن الشهر الماضي.
ووصفت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز المحادثات بأنها أفضل فرصة تلوح منذ ست سنوات لإنهاء الاضطرابات التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011.
لكنها حذرت خلال مراسم الافتتاح التي حضرها الرئيس التونسي قيس سعيد من أن «الطريق لن تكون مفروشة بالورود ولن تكون سهلة».
وتأتي المحادثات، التي شارك فيها 75 شخصاً اختارتهم الأمم المتحدة لتمثيل مجموعة من وجهات النظر السياسية والمصالح الإقليمية والفئات الاجتماعية، فيما يناقش الطرفان المتحاربان الرئيسيان كيفية تنفيذ الهدنة التي اتفقا عليها في جنيف.
وليبيا منقسمة منذ 2014 بين فصائل متناحرة في الغرب، الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، والشرق الذي يهيمن عليه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويتألف الجانبان من تحالفات غير مستقرة في بعض الأحيان لها مصالحها الخاصة، ويضمان شخصيات قد تسعى إلى تخريب أي اتفاق تعتبره تهديداً لها.
وبعد تثبيت خطوط المواجهة بالقرب من مدينة سرت الساحلية بوسط البلاد، بدأ الجانبان محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة. وقالت ويليامز إنهما أحرزا تقدماً جديداً في تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد اتفقا عليه الشهر الماضي وأسسا مقراً في سرت لمناقشة التفاصيل.
وتريد ويليامز أن تسفر المحادثات السياسية الجارية في تونس عن خارطة طريق للانتخابات في أقرب وقت ممكن، وعن تشكيل سلطة واحدة موحدة في جميع أنحاء البلاد يمكنها إدارة العملية.
وقالت إن المشاركين تعهدوا بعدم قبول أي دور في حكومة انتقالية جديدة.
وبعد ما يقرب من عقد على انهيار السلطة المركزية، استنزف القتال المتكرر موارد الدولة، وألحق الضرر بشبكات المياه والكهرباء، وفاقم الأزمة المالية، الأمر الذي دفع الملايين إلى حياة من البؤس وشظف العيش.
ومع اشتداد الحر في ليبيا في أغسطس (آب)، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، اندلعت الاحتجاجات على جانبي خطوط المواجهة بسبب الظروف المعيشية المتردية والفساد.
وقال الرئيس التونسي: «من الضروري تحديد مواعيد للانتخابات حتى تكون إرادة الشعب الليبي من صناديق الاقتراع بعد أن يتم إسكات أصوات الرصاص وجمع ما تبقى من أسلحة كي لا تبقى أي مجموعة مسلحة خارج الشرعية. إنكم على موعد مع التاريخ فلا تفوتوا هذه الفرصة».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.