حكومة الكاظمي تواجه ضغط الشارع والكتل السياسية

موظفو القطاع العام يتظاهرون احتجاجاً على تأخر مرتباتهم

مظاهرة ضد الفساد وسوء الأوضاع المعيشية في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مظاهرة ضد الفساد وسوء الأوضاع المعيشية في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

حكومة الكاظمي تواجه ضغط الشارع والكتل السياسية

مظاهرة ضد الفساد وسوء الأوضاع المعيشية في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مظاهرة ضد الفساد وسوء الأوضاع المعيشية في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)

تجد حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نفسها في وضع لا تحسد عليه نتيجة الأزمة المالية التي تضطرها إلى عدم الإيفاء بالتزام دفع رواتب الموظفين في القطاع العام بشكل منتظم، منذ تسلمها مهام عملها في مايو (أيار) الماضي. ومع دخول نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي يومه التاسع، ما زالت الأسر العراقية تتنظر تسلم مرتبات معيشتها لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي مقابل سعي الحكومة لحل أزمتها المالية من خلال الإلحاح على مجلس النواب للتصويت على قرار جديد للاقتراض لحل مشكلة الرواتب وبقية النفقات، تضع بعض الكتل السياسية في البرلمان شروطاً على قانون الإقراض الجديد.
وإلى جانب الضغط المسلط من القوى السياسية على حكومة الكاظمي، برزت في اليومين الأخيرين ضغوط مماثلة كان مصدرها الموظفون في القطاع العام، حيث نظم المئات منهم، أمس، في محافظات كربلاء وبابل وميسان وذي قار والديوانية مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد تأخر تسلم مرتباتهم.
وصوب تحالف «الفتح»، أمس، سهام نقده إلى حكومة الكاظمي ودعاها إلى اتخاذ إجراءات «حقيقية» لمعالجة أزمة الرواتب، وأبدى استعداده لدعم خطوات كهذه داخل البرلمان. وقال التحالف في بيان: «نتابع بصورة متواصلة كافة الإجراءات التي يجب اتخاذها لمعالجة أزمة الرواتب وتوفير التخصيصات اللازمة لذلك، وعلى الحكومة تقديم حلول واقعية وعملية تؤمّن الرواتب من جهة ولا تثقل خزينة الدولة العراقية بالديون» من جهة أخرى. وتابع: «سنكون داعمين وساندين لمثل هذه الإجراءات ونعمل على التصويت عليها سريعاً والاستمرار في إيجاد المعالجات العملية لجميع القضايا المتعلقة بالأزمة المالية والإصلاح الاقتصادي، وعدم الاعتماد على أوراق فارغة لا تقدم أي حلول عملية»، في إشارة إلى «الورقة البيضاء» التي طرحتها الحكومة الشهر الماضي لإصلاح الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وكان وزير المالية علي عبد الأمير علاوي قال، الأسبوع الماضي، إن «رواتب الموظفين لشهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ستدفع ربما خلال أيام في حال لم يقر قانون الاقتراض، أما في حال التصويت عليه، فستطلق بشكل مباشر».
وتقول وزارة المالية إنها مضطرة لطلب اقتراض جديد من البرلمان بمبلغ 41 تريليون دينار (أقل من 40 مليار دولار) لتتمكن من سد العجز في الرواتب والنفقات الحاكمة.
من جانبها، حددت كتلة «الحكمة» في مجلس النواب، أمس، شرطاً للتصويت على مشروع قانون تمويل العجز المالي الجديد. وذكرت الكتلة في بيان أن «من أبرز البرامج الحكومية الحالية القطاع الزراعي؛ إلا إن واقع الحال غير ذلك، حيث إنه وبعد 6 أشهر من تسويق الفلاحين والمزارعين محاصيلهم لم يتم دفع مستحقاتهم التي لا تقل أهمية عن رواتب الموظفين». وأضافت أن «العاملين بالزراعة يعدّون أكبر نسبة من سكان العراق، وتعتمد عليهم قطاعات أخرى، مثل القطاعين التجاري والصناعي، فهم المحرك الأساسي للحياة والاستقرار في هذا البلد، وهم في هذه الأيام في أمسّ الحاجة للأموال». وشددت على أنها «لن تصوت على الاقتراض إذا لم يتم تضمين مستحقات الفلاحين والمزارعين».
كان مجلس النواب أنهى، أول من أمس، القراءة الثانية لمشروع قانون تمويل العجز المالي الجديد. وأبدت اللجنة المالية النيابية «تحفظها» على عدم تقديم مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2020، ووجود مبالغة واضحة في تقديرات مبلغ الاقتراض. ودعت اللجنة إلى «تقليص كافة بنود النفقات وحصرها في الأولويات الضرورية، ودعم المشاريع الاستثمارية، وفق آليات صرف تعتمد العدالة في التوزيع».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».