العماد قهوجي يطلع سليمان على الوضع الأمني في لبنان وخصوصا طرابلس

جنبلاط ينوه برفض الحريري «زج» السنة في صراع حزب الله و«القاعدة»

العماد قهوجي يطلع سليمان  على الوضع الأمني في لبنان وخصوصا طرابلس
TT

العماد قهوجي يطلع سليمان على الوضع الأمني في لبنان وخصوصا طرابلس

العماد قهوجي يطلع سليمان  على الوضع الأمني في لبنان وخصوصا طرابلس

تواصل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تحقيقاتها الأولية مع الموقوفين عمر الأطرش وجمال دفتردار، المتهمين بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت، بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.
وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت كلا من دفتردار والأطرش خلال الأسبوعين الماضيين في منطقة البقاع، وهما يعدان من أبرز قياديي كتائب «عبد الله عزام» التي تبنت تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهمة تنفيذ أعمال إرهابية. واعتقل الجيش اللبناني أمير هذه المجموعة السعودي ماجد الماجد في بيروت نهاية الشهر الماضي، لكنه ما لبث أن توفي بعد أيام على توقيفه وقبل إجراء التحقيقات معه نتيجة معاناته من مرض القصور الكلوي.
واطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الأمني في البلاد وخصوصا في طرابلس ومحيطها، وعلى مسار التحقيقات والتوقيفات، فأكد أن «الجيش يتصرف وفقا للقوانين المرعية والمصلحة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي وأمن المواطنين، وخصوصا أن التحقيقات تجري بإشراف القضاء المختص وعلى درجة عالية من الدقة والشفافية».
وشدد سليمان على أنه «لا يجوز إذا كانت هناك مخالفات أو ارتكابات من قبل أفراد أو جماعات، أن تجري حماية مرتكبيها أو تغطية أعمالهم من طريق كيل الاتهامات إلى المؤسسة الوطنية الأم التي تشكل العمود الفقري للسلم والاستقرار في البلد وضمان حقوق الجميع».
وجاءت مواقف سليمان غداة تحرك وفد من «هيئة العلماء المسلمين» في البقاع أول من أمس للمطالبة بالإفراج عن الأطرش، الذي أفادت تقارير إعلامية باعترافه بإدخال سيارات مفخخة وانتحاريين وأحزمة ناسفة إلى لبنان. وأعرب العلماء في بيان صادر عنهم عن تفاجئهم بأن «يصبح الاعتقال تصفية جسدية»، وتابعوا: «نقول بالفم الملآن هيئة العلماء لن تسمح بأن يكيل الحاكم بمكيالين»، موضحين «أننا نستطيع أن نمسك بشبابنا، ولكن الظلم إذا ما وصل إلى أمور أفظع سيندم الجميع في لحظة لا ينفع فيها الندم».
وفي سياق متصل، اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن «التطرف الذي يعصف بنا وعلى مساحة وطننا لبنان ليس من الإسلام والمسلمين في شيء، ومن يفجر نفسه ليودي بالضحايا والأبرياء من أبناء دينه ووطنه فهو يزهق نفسه والأرواح البريئة بغير وجه حق، وهو أمر حرام».
ورأى، في رسالة وجهها إلى اللبنانيين، أن «نمو التطرف اليوم في لبنان بين أبنائه ليس صدفة بل هو بفعل مخطط، إذ ما استطاع أن ينمو لولا أمرين أساسيين اثنين ساهما مساهمة فعالة في نموه وعشقه لدى البعض: ملف «الموقوفين الإسلاميين»، الذي كان أداة للاعتقال التعسفي المنظم للشباب المسلم بلا تهم ولا محاكمات ولا أحكام منذ سنين طويلة، وإلحاق المظالم بهم وبعائلاتهم، والزج بهم في السجون اللبنانية طيلة تلك السنوات، يتعلمون فيها التطرف وحب الانتقام، والأمر الثاني هو «الإسقاط الممنهج، للدور المعتدل لدار الفتوى وعلمائها، من خلال محاولات إسقاط مهابتها ورمزيتها باستهدافها باستمرار بسلاح الشائعات والتحريض، الذي نال ولا يزال ينال منها ومن أركانها، ويشوه صورتها ويشتت علماءها، الأمر الذي يراد به تقويض دورها في مواجهة الفتن والتطرف، وهذه ضريبة الاعتدال الذي نتمسك به، ونرفض فيه الانصياع لتحويلها إلى أداة لأي كان».
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وفي موقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء الإلكترونية، توجه بالتحية إلى «الرئيس سعد الحريري في موقفه الأخير الذي رفض فيه زج أهل السنة في صراع بين حزب الله وتنظيم القاعدة». ورأى أنه «عكس فيه عقلانيته وتمتعه بحس المسؤولية الوطنية، لا سيما في هذه اللحظة الإقليمية والداخلية الحرجة حيث تتفلت كل القيود السياسية والأمنية وتتوالى التفجيرات الإرهابية التي تحصد المدنيين والأبرياء».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.