قصف عشوائي على أحياء تعز يخلف 25 قتيلاً وجريحاً خلال أسبوعين

الجيش اليمني يتقدم في الجوف ويكبد الانقلابيين 15 مسلحاً في «مقبنة»

طفلة تتلقى العلاج في أحد المستشفيات (أ.ف.ب)
طفلة تتلقى العلاج في أحد المستشفيات (أ.ف.ب)
TT

قصف عشوائي على أحياء تعز يخلف 25 قتيلاً وجريحاً خلال أسبوعين

طفلة تتلقى العلاج في أحد المستشفيات (أ.ف.ب)
طفلة تتلقى العلاج في أحد المستشفيات (أ.ف.ب)

شنت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران أمس (السبت) قصفاً عشوائياً عنيفاً على الأحياء السكنية في مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب)، في وقت أفاد فيه تقرير حقوقي رسمي بمقتل وجرح 25 مدنياً، أغلبهم من الأطفال، جراء قصف الجماعة للمدينة خلال أسبوعين.
وبينما يواصل الجيش اليمني تقدمه في جبهات محافظة الجوف وغرب مأرب، قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية مستقلة) إنها انتهت (السبت) من نزول ميداني إلى أحياء الجحملية والعسكري وصالة والعرضي والكمب بتعز، لمعاينة أماكن سقوط قذائف ميليشيا الحوثي الانقلابية، على المنازل والمدارس والمرافق الطبية، واتجاهات المقذوفات التي تعرضت لها تلك الأحياء منذ منتصف الشهر الماضي وحتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وبحسب اللجنة «أدى القصف إلى سقوط 25 ضحية بين قتيل وجريح، بينهم 15 طفلاً، جميعهم من المدنيين القاطنين في تلك الأحياء السكنية، وهو ما يخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، المتمثلة بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين وبين الأهداف العسكرية والمدنية».
وذكرت المصادر الرسمية أن أعضاء لجنة التحقيق استمعوا «لعدد من شهود الوقائع وضحاياها من الجرحى وذويهم، وظروف وتفاصيل سقوط المقذوفات، إضافة إلى تحديد مستوى الأضرار المادية على الأعيان المدنية المحمية أثناء النزاعات المسلحة، ومنها مستشفيات: الثورة، والأمل للأورام السرطانية، والجمهوري، ومبنى بنك الدم».
وتقع جميع الأماكن المقصوفة - وفق اللجنة - وسط مدينة تعز؛ حيث كانت «عرضة للقصف الذي أدى للتوقف الجزئي المؤقت للمستشفيات، وإثارة الفزع في أوساط الطواقم الطبية والمرضى، رغم الحظر الواضح في القانون الدولي الإنساني للاعتداء على كافة المستشفيات والمرافق الطبية والصحية، بحكم طبيعتهم ومهمتهم الإنسانية».
في السياق نفسه، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي؛ حيث محافظة الحديدة، بإصابة امرأة مسنة، السبت، بشظايا مقذوف «هاون»، إثر قصف حوثي على القرى السكنية في منطقة الجريبة بمديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
وتعرضت المسنة جرادة محبش درويش - وفق المصادر نفسها - لإصابة بشظايا مقذوف «هاون» حوثي في قدمها اليمنى أثناء وجودها بجانب منزلها في منطقة الجريبة، قبل نقلها فور إصابتها إلى مستشفى الدريهمي لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.
وجاء القصف الحوثي بعد يوم من استهداف ميليشيات الجماعة للأحياء السكنية في حي المنظر بمديرية الحوك؛ حيث أسفر عن تدمير ثلاثة منازل بشكل كامل.
وأوضح الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن القوات أحصت قيام الميليشيات الحوثية بارتكاب 120 خرقاً، في مناطق الدريهمي والحوك ومنظر وحيس والجبلية والتحيتا ومدينة الحديدة، خلال ثماني ساعات فقط من يوم الجمعة الماضي.
ميدانياً أكدت مصادر عسكرية رسمية أن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية واصلت التقدم، في مديرية خب والشعف، شمال محافظة الجوف، وسط خسائر فادحة للميليشيات الحوثية.
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت) عن قائد عسكري قوله: «إن قوات الجيش واصلت تقدمها السبت، وحررت مواقع مهمة غربي معسكر الخنجر، منها قرية الأشراع، مجبرة عناصر الميليشيا الحوثية على الفرار وترك مواقعها».
وأضاف المصدر العسكري أن «قوات الجيش الوطني أصبحت تشرف على شعب الراهنة القريب من سوق الثلوث المحوري، وهو ما يعد السيطرة نارياً على مواقع أخرى تتبع الميليشيا الحوثية».
وفي حين أكد المصدر سقوط العشرات من عناصر الميليشيات بين قتلى وجرحى، إثر المعارك التي ما زالت محتدمة، إضافة إلى تدمير آليات قتالية تابعة لها، قال إن قوات الجيش نفذت كميناً محكماً استهدف مجموعة من عناصر الميليشيا المتمردة، شرق بئر المرازيق في المحافظة ذاتها، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى حوثيين وتدمير عربة عسكرية.
وترابط قوات الجيش الوطني - بحسب المصادر العسكرية الرسمية - شرق منطقة بئر المرازيق، على تخوم مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، بعد التحام عدة محاور، وبعد أن أصبحت الميليشيات الحوثية في موقع الدفاع عن مواقعها.
إلى ذلك وفي سياق ميداني آخر، أفاد الموقع الرسمي للجيش بأن 15 عنصراً حوثياً قتلوا وجرح آخرون، بعد تجدد المواجهات فجر اليوم السبت، في جبهة مقبنة غرب محافظة تعز.
وأوضح الموقع نقلاً عن قائد عسكري أن «المواجهات اشتعلت في منطقتي البركنة وقرية القضاة عزلة العبدلة التي حاولت الميليشيات الوصول إليها، وأنها أعقبت قصفاً مدفعياً عنيفاً شنته الميليشيات الحوثية على مجموعة من القرى والتجمعات الآهلة بالسكان».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».