الرئيس اليمني يشكل لجنة لتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية

رئيس بعثة الخليج في صنعاء: نطالب الجميع بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل

الرئيس اليمني يشكل لجنة لتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية
TT

الرئيس اليمني يشكل لجنة لتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية

الرئيس اليمني يشكل لجنة لتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية

أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، تشكيل لجنة لتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية في البلاد، على ضوء تكليفه من قبل أعضاء الحوار الوطني بهذه المهمة، في الوقت تجددت فيه الاشتباكات العنيفة في محافظة عمران بين الحوثيين ورجال القبائل.
وتضم اللجنة الرئاسية 21 شخصا ومقررا، وستكون مهمتها تحديد عدد الأقاليم في البلاد، التي يعتقد أن تختار بين مقترحين الأول ستة أقاليم، اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال أو إقليمين فقط للبلاد في الشمال والجنوب، أو أي خيار آخر يحقق التوافق. وسيكون قرار هذه اللجنة نافذا، كما نص مؤتمر الحوار الوطني. كما ستحدد اللجنة عدد المحافظات في كل إقليم، واضعة في الاعتبار الواقع الحالي والتجاور الجغرافي وعوامل التاريخ والثقافة. كما يحق للجنة الاستعانة بمن تراه من الجهات المعنية والخبراء لتسهيل أعمالها. وسترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى لجنة صياغة الدستور ليتم إدراجه ضمن بنوده.
في غضون ذلك دعا السفير سعد العريفي، رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن إلى تطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بصورة تحفظ أمن اليمن، وقال السفير العريفي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن على اليمنيين في الوقت الراهن العمل بروح جماعية من أجل تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأكد على أن اليمن حظي بفرصة تاريخية بتوافق دول الإقليم والمجتمع الدولي لدعمه للخروج من أزمته وتجاوز الحرب الأهلية التي كانت على وشك أن تحدث فيه. وأشار إلى أن هذه الفرصة لم تحظ بها الكثير من الدول التي تعاني من المشاكل كسوريا وليبيا وغيرهما. وأوضح أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل يعد سابقة على مستوى دول العالم، كما أكد على استمرار دول مجلس التعاون الخليجي في دعم اليمن واستمرار استقراره.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» سقوط عدد من القتلى والجرحى في تجدد المواجهات في محافظة عمران بين القبائل الموالية لمشايخ بيت الأحمر، وجماعة الحوثي التي تحاول التمدد في مناطق نفوذهم حيث قبائل حاشد في شمال صنعاء. وتشير المصادر إلى إحراق دبابة تتبع الحوثيين و4 أطقم في المواجهات التي خلفت حتى اللحظة عشرات القتلى والجرحى، حيث يخوض الحوثيون صراعا وحروبا مع القبائل في صعدة وحجة وعمران.
في موضوع آخر، دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية لحقوق الإنسان السلطات اليمنية إلى «تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة السابقة، وملاحقة المسؤولين عنها. كما يجب على الحكومة تبني تشريعات لوقف زواج الأطفال وإصلاح القوانين التي تميز ضد المرأة».
وقالت المنظمة الشهيرة إن الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يقم «بالوفاء بوعوده بتمرير قانون للعدالة الانتقالية، أو تشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات الحكومة أثناء الانتفاضة في 2011. أو سنّ آليات أخرى للمحاسبة على انتهاكات الماضي أو منعها في المستقبل»، وعرج تقرير للمنظمة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، على منح مجلس النواب اليمني (البرلمان) في «2012 حصانة من الملاحقة القانونية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تولى السلطة لمدة 33 عاما، ومساعديه». وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش: «يتعين على الحكومة التعامل مع الماضي، لتقديم العدالة للضحايا وضمان توقف الانتهاكات نهائيا في الوقت نفسه. لكن إدارة الرئيس هادي ظلت طوال عامين تتجاهل مطالبة الأشخاص الذين تضرروا من حكومة صالح بالعدالة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.