«كورونا» يلاحق فنانين مصريين عائدين من الجونة... ومدير المهرجان يرد

مشهد من حفل ختام مهرجان «الجونة السينمائي» (الصفحة الرسمية بـ«فيسبوك»)
مشهد من حفل ختام مهرجان «الجونة السينمائي» (الصفحة الرسمية بـ«فيسبوك»)
TT

«كورونا» يلاحق فنانين مصريين عائدين من الجونة... ومدير المهرجان يرد

مشهد من حفل ختام مهرجان «الجونة السينمائي» (الصفحة الرسمية بـ«فيسبوك»)
مشهد من حفل ختام مهرجان «الجونة السينمائي» (الصفحة الرسمية بـ«فيسبوك»)

أعلن عدد من الفنانين الذين شاركوا في الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي الذي أقيم على ساحل البحر الأحمر في مصر، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن إصابتهم بفيروس كورونا.
وأقيم عدد من الفاعليات في المهرجان الذي اختتم الأسبوع الماضي، وتضمنت تلك الفاعليات حفلات كانت تقام بشكل يومي، بحضور عدد كبير من المشاركين.
وكشفت الفنانة بسمة عن إصابتها بفيروس كورونا عقب عودتها من حضور فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الجونة. وقالت بسمة عن تطورات حالتها الصحية، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب بقناة «إم بي سي مصر» مساء أمس (الجمعة)، إن الأعراض التي تعاني منها بسبب إصابتها بالفيروس بسيطة غير قوية، وإنها فقدت حاسة الشم، وتعاني من بعض الآلام في الظهر، وقد اعتقدت بداية أنها بسبب الحذاء العالي.
وأعلنت الفنانة الشابة سارة عبد الرحمن التي شاركت في مهرجان الجونة، الأربعاء الماضي، إصابتها بـ«كوفيد-19»، وكتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «أنا عملت تحليل كورونا، والنتيجة طلعت إيجابي للأسف. يا رب يهون على أي حد عنده/ عندها كورونا، ويا رب يشفي الكل».
https://www.facebook.com/sarahabdelrahmanjan25/posts/10100307058325796
كما كشفت الممثلة زينب غريب، في «ستوري» عبر حسابها على «إنستغرام» الخميس الماضي، أنه تبين إصابتها بمرض «كوفيد-19»، وطالبت كل من تعامل معها مباشرة «بأخذ الاحتياطات اللازمة».

وأعلن مطرب الراب المصري ويجز إصابته بفيروس كورونا المستجد، قائلاً عبر «إنستغرام» إن الإصابة جاءت بعد عودته من الجونة، وأشار إلى أنه لم يشعر بأي أعراض خلال الفترة الأولى حتى تم إجراء التحاليل، وثبوت إيجابية الفحص. وقال ويجز في مداخلة عبر التلفزيون المصري، مساء الأربعاء الماضي: «كنا 11 شخصاً، بيننا 6 مصابين بفيروس كورونا، ولكن الأعراض تختلف بيننا من شخص لآخر».
كما أعلنت مصممة الأزياء ريم العدل، عبر «فيسبوك»، الأربعاء الماضي، إصابتها بفيروس كورونا، عقب عودتها من المهرجان.
ونقلت وسائل إعلام إصابة الفنان أحمد داود، وزوجته علا رشدي. وكتب داود، عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أنه لم يتأكد بعد إصابتهما.
https://twitter.com/odawoodo/status/1324519844734291970
ولم يتوقف الأمر عند إعلان عدد من الفنانين إصابتهم، بل أعلن عدد منهم عن سلبية الفحص، أبرزهم الفنانة يسرا التي أعلنت على حسابها الرسمي في «إنستغرام» أنها أجرت اختبارين لفيروس كورونا، وكانت النتيجة سلبية، وكذلك الفنانة ميرهان حسين.
وكانت انتقادات قد ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمهرجان بسبب الصور التي ظهرت من داخله، والتي تشير إلى عدم التزام كامل من قبل عدد من الحضور بالتدابير الاحترازية للوقاية من «كورونا»، مثل الأقنعة الواقية والتباعد الاجتماعي.
ورداً على تلك الانتقادات، قال المدير الفني لمهرجان الجونة، أمير رمسيس، لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (السبت)، إن تلك الإصابات بـ«كورونا» لم يكن من الممكن تلافي حدوثها، وإن «الإصابات بأعداد قليلة»، وفق قوله. وتابع: «كان هناك تنسيق كامل مع وزارة الصحة، وكنا نطلب من المشاركين ارتداء الكمامات (الأقنعة الواقية)، وفي ظروف أكثر تساهلاً ربما كانت الأعداد أكبر».
وأضاف مدير المهرجان: «نحن نتعامل مع وباء عالمي لفيروس يصيب الآلاف... ليس لوماً على الفنانين المصابين، لكننا لن نستطيع منع المشاركين من ممارسة حياتهم خارج الأماكن الرسمية».
وأردف رمسيس أن إدارة المهرجان اتخذت الإجراءات القصوى في الأماكن الرسمية لإقامة الفاعليات، وأنه «اضطرت إدارة المهرجان إلى إغلاق عدد من الفاعليات لم تتخذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس».
وكان «الجونة السينمائي» أول مهرجان سينمائي يقام على أرض الواقع بالمنطقة العربية منذ إعلان فيروس كورونا جائحة عالمية في مارس (آذار) من هذا العام.



الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
TT

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

تعود أحداث فيلم «صيفي»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات، حيث يأخذ المشاهد في رحلة درامية مشوقة تسلط الضوء على طموح الثراء السريع والتحديات التي تواجهها المجتمعات في تلك الحقبة.

الفيلم، المرشح لجائزة مسابقة الأفلام الطويلة، يحكي قصة رجل أربعيني يُدعى صيفي محمد، الذي يعيش وهم تحقيق ثراء سريع باستخدام مهاراته المحدودة، إلا أنه يجد نفسه محصوراً بين فرقته الشعبية التي تُحيي الأفراح الجماعية، وإدارة متجره الخاص «شريط الكون» الذي يبيع فيه أشرطة كاسيت متنوعة، لا سيما تلك التي تتعلق بالخطب الإسلامية الممنوعة، التي يحصل عليها من المهدي حسام الحارثي، المستشار الديني لرجل الأعمال الشيخ أسعد أمان.

وفي خضم حياة مليئة بالتجارب الفاشلة، يعثر صيفي على شريط يحتوي على تسجيل سري بين الشيخ أسعد والمهدي، يكشف عن فضيحة تضع مكانة الشيخ الاجتماعية على المحك، بعدها يقرر صيفي خوض مغامرة خطيرة لابتزاز المهدي مالياً، مستغلاً سراً يمكن أن يُدمّر حياة الجميع. ومع تسارع الأحداث يضطر صيفي للاختباء في منزل طليقته رابعة، التي تشارك في جلسات تطوير الذات واستشفاء الطاقة، إلى جانب أختها رابية، حينها يجد في علاقتهما المضطربة فرصة للبقاء عندها أطول فترة ممكنة.

مخرج الفيلم وكاتب السيناريو، وائل أبو منصور، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة الفيلم جاءت من شخصية صيفي التي كانت مثيرة بالنسبة لي، فهو شخص يعيش وهم النجاح ولكنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وهذا التناقض جذبني لشخصيته، وحاولت أن أقدم شخصية معقدة ترسخ في ذاكرة المشاهد.

وأوضح أبو منصور أن الفيلم يناقش قضايا حساسة مثل الابتزاز والفساد الديني، وهي مواضيع قد تثير الكثير من الجدل، وأضاف: «كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو الحفاظ على التوازن في طرح هذه القضايا دون الإساءة للمعتقدات أو المجتمع أو الأجيال المختلفة، في المقام الأول، لقد كان من الضروري أن نكون حذرين في تقديم هذه المواضيع، بحيث لا نوجه اتهامات مباشرة أو نظهرها بطريقة يمكن أن تضر بالمجتمع أو تؤذي مشاعر الناس».

وتابع مخرج العمل: «حاولنا أن نعرض هذه القضايا من خلال السياق الدرامي الذي يثير التساؤلات ولا يقدم إجابات قاطعة، بل يحفز المشاهد على التفكير والنقد بشكل مفتوح، كانت هناك حاجة لإيجاد طريقة لتقديم هذه المواضيع بشكل واقعي، مع الحفاظ على احترام الأبعاد الاجتماعية والدينية. لكن الأهم من ذلك هو إيجاد الأسلوب الذي يعكس التعقيد البشري لهذه المواضيع، بدلاً من أن نقدمها بشكل سطحّي أو مسيء».

وفي ختام حديثه يقول أبو منصور إنه حرص على أن يكون «صيفي» متوازناً بين إظهار الحقيقة التي قد تحيط بهذه القضايا، والتأكيد على أن هذا لا يعكس المجتمع ككل، بل يعكس جزءاً من واقعه المعقد، وكان الهدف فتح حوار بنّاء بين الأفراد والمجتمع حول هذه القضايا، بدلاً من استغلالها لأغراض إثارة الجدل أو الهجوم.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الذي تم تصويره في مدينة جدة الساحلية مطلع عام 2023، واستغرق العمل عليه 28 يوماً، روعي فيه اختيار مواقع تصوير تعكس تلك الحقبة الزمنية لتجنب إرباك المشاهد؛ حيث تم اختيار أحياء ومواقع قديمة من المدينة، ومنها حي الرويس وحي البغدادية العتيقة لتكون ساحات لتصوير مشاهد الفيلم».