«باليستي» من الجماعة الحوثية يستهدف مأرب ومتحدث الجيش يدعو لتصنيفها «إرهابية»

TT

«باليستي» من الجماعة الحوثية يستهدف مأرب ومتحدث الجيش يدعو لتصنيفها «إرهابية»

على وقع الخروق الحوثية المتصاعدة للهدنة الأممية في محافظة الحديدة اليمنية (غرب) من قبل جماعة الحوثية الموالية لإيران، عادت الجماعة مجدداً لاستهداف الأحياء السكنية في مدينة مأرب بصاروخ باليستي أمس (الجمعة)، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية رسمية.
وفي حين رجحت المصادر أن يكون دافع الميليشيات الحوثية لاستهداف مأرب بالصواريخ الباليستية هو الرد على تقهقر عناصرها في الأيام الأخيرة في جبهات الجوف وغرب مأرب، دعا المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، إلى تصنيف الجماعة ضمن الجماعات الإرهابية في العالم.
وذكرت المصادر، أن الصاروخ الحوثي سقط على مبنى في أحد أحياء مأرب، وتسبب في إحداث أضرار في المباني السكنية وترويع المدنيين.
في غضون ذلك، دعا المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد الركن عبده مجلي، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تصنيف ميليشيات الحوثي الانقلابية، جماعة إرهابية، وإدانة الجرائم والأعمال الإرهابية والانتهاكات، التي تمارسها بحق المدنيين، مؤكداً بأن على الأمم المتحدة الإسراع إلى القيام بمسؤولياتها في حماية المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية.
وجاءت تصريحات مجلي الرسمية عقب استهداف الميليشيات الحوثية ظهر الجمعة مدينة مأرب بصاروخ باليستي، سقط في أحد الأحياء السكنية بمدينة مأرب، ضمن استهدافها الإرهابي الممنهج والمتعمد على المدنيين. وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت).
وقال مجلي «إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل استهداف الأحياء السكنية بمدينتي مأرب وتعز ومديريات جنوب محافظة الحديدة، بالصواريخ وقذائف المدفعية والدبابات».
وأضاف «استهداف الميليشيات المكثف للمدنيين دليل على إمعانها في الجرائم، وأنها متحدية للقوانين والأعراف الدولية، حيث تقصف وتقنص النساء والأطفال، وتطلق الصواريخ والطائرات المسيرة والمقذوفات بأنواعها، على التجمعات السكانية والمدارس والمستشفيات في مدينتي مأرب وتعز والمديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة».
وأكد متحدث الجيش اليمني «أن هذه الاستهدافات المباشرة، والتي كثفت منها الميليشيات الحوثية مؤخراً أسفرت عن مقتل عدد من المواطنين، وإصابة وجرح آخرين، بينهم أطفال ونساء، وكذلك إحداث أضرار جسيمة بمنازل وممتلكات المواطنين».
وتابع بالقول «الميليشيات الحوثية ماضية في إجرامها ومستمرة في استهدافها الأعيان المدنية، في تحدٍ واضح لكل القرارات الأممية والاتفاقات التي رعتها الأمم المتحدة، ولا بد من ردعها والتعامل معها؛ كونها لا تعترف بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
في السياق الميداني، ذكرت المصادر الرسمية اليمنية، أن معارك ضارية تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وبين الميليشيات الحوثية من جهة أخرى في جبهات محافظة مأرب.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن مصادر عسكرية قولها «إن قوات الجيش حققت تقدماً جديداً في جبهتي المخدرة ومدغل، على الميليشيا الحوثية، التي تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، بنيران الجيش والمدفعية».
ونقل الموقع عن المصادر تأكيدها، أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت الخميس مواقع وتجمعات وتعزيزات الميليشيات، التي كانت في طريقها إلى مناطق المواجهات في المخدرة غرب المحافظة؛ ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى في صفوف الميليشيات الحوثية.
ودمرت ضربات طيران التحالف - بحسب المصادر نفسها - تجمعات وآليات للميليشيا في جبهة رحبة، جنوب مأرب، وأسفرت عن سقوط قتلى في صفوف الميليشيات الانقلابية.
وفي محافظة الجوف المجاورة، تمكنت قوات الجيش اليمني بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، من تحقيق تقدم كبير في عدد من جبهات القتال المختلفة شمال وشرق المحافظة، وسط انهيارات متسارعة للميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران.
وأفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، بأن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية ورجال القبائل ومقاتلات التحالف أحرزت تقدماً كبيراً شرقي مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، وذلك بسيطرتها على أكثر من خمسة كيلومترات وتأمينها بشكل كامل.
وجاء تقدم الجيش اليمني عقب عملية هجومية مباغتة، نفذها على مواقع الميليشيا الحوثية غربي معسكر الخنجر، حيث تمكن خلالها من استعادة مواقع استراتيجية، أهمها «سلسلة جبال وتلال خليف الأوعال، والراهنة، وشعبي الدقيقة، والدشيوان، وقرية الأشراع».
وطبقاً لهذه المصادر، تمكنت قوات الجيش الوطني في جبهة الخنجر من إفشال مساعي الميليشيا المتمردة للتقدم من مواقع سيطرتها نحو المناطق الواقعة بين المعسكر الاستراتيجي وبين منطقة المهاشمة، التابعة لمديرية خب الشعف، كبرى مديريات المحافظة في المحور الشمالي، وكبرى مديريات المحافظة مساحة.
إلى ذلك، أفادت مصادر الإعلام العسكري بأن الميليشيات الحوثية شنت قصفاً صاروخياً على الأحياء السكنية في حي المنظر بمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة، في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من شهر شهدته المديرية.
ونقل الموقع الرسمي لألوية العمالقة عن مصادر محلية قولها «إن الميليشيات الحوثية قصفت الأحياء السكنية في حي المنظر بالقذائف الصاروخية بشكل عشوائي، مخلفة خوفاً ورعباً في أوساط الأهالي. وذلك بعد أن كان حي المنظر نفسه قد تعرض لقصف صاروخي حوثي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أسفر عن تدمير خمسة منازل وإصابة امرأتين وثلاثة أطفال».
وفي سياق الخروق الحوثية المستمرة للهدنة الأممية، قالت المصادر العسكرية للقوات المشتركة، إن الميليشيات الانقلابية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة والقناصة على الأحياء السكنية في مركز مدينة حيس جنوب الحديدة.
واستهدفت الميليشيات - بحسب المصادر - بالأسلحة الرشاشة والقناصة قرية بيت مغاري والأحياء السكنية الشمالية والشرقية بمركز المديرية بصورة متعمدة؛ ما أثار حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين لا سيما النساء والأطفال.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.