ميليشيا بطرابلس تخطف بعض ركاب طائرة قادمة من بنغازي

طائرة «البراق» - أرشيفية (غيتي)
طائرة «البراق» - أرشيفية (غيتي)
TT

ميليشيا بطرابلس تخطف بعض ركاب طائرة قادمة من بنغازي

طائرة «البراق» - أرشيفية (غيتي)
طائرة «البراق» - أرشيفية (غيتي)

أقدمت ميلشيا مسلحة بالعاصمة الليبية طرابلس، على خطف عدد من ركاب طائرة «البراق» القادمة من مطار بنينا ببنغازي (شرق البلاد)، وسط حالة من الانزعاج والغضب مخافة عودة توتر الأوضاع بين شرق وغرب ليبيا ثانية.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» اليوم، إن عناصر ميليشيا يعتقد أنها «النواصي» الموالية لحكومة «الوفاق» خطفوا مواطنين على هويتهم فور قدومهم على متن طائرة «البراق» من مطار بنينا مساء أمس، إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة، وعزوا هذه العملية إلى أن الميليشيا المسلحة «استخدمت بعض ركاب الطائرة كورقة ضغط للإفراج عن عناصر إرهابية بسجن الكويفية بشرق ليبيا».
وفي أول تعليق على الواقعة أدانت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» بأشد العبارات «القبض على المواطنين القادمين من المنطقة الشرقية عبر مطار بنينا إلى مطار معيتيقة»، وقالت في بيان مساء اليوم، «هذه الأفعال التي ارتكبها مجموعة من الأشخاص لخدمة مصالح ومآرب شخصية لهم، لا تمثل حكومة (الوفاق) ولا تخدم الصالح العام للبلاد».
وذهبت الوزارة إلى أن هذا العمل، الذي وصفه بـ«غير المسؤول» لا يصب في مصلحة الوطن «بل يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويقوض مسار المفاوضات الجارية حاليا لإيجاد حل للأزمة الليبية والخروج بالبلاد لبر الأمان»، وتابعت: «وزير الداخلية فتحي باشاغا، أصدر تعليماته لمدير أمن طرابلس ورئيس جهاز المباحث الجنائية للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المجموعة المسلحة الذين ارتكبوا هذا الفعل».
وميليشيات ما يسمى «النواصي»، تتبع «قوة حماية طرابلس» التي تمثل القوة المسلحة بالعاصمة، وتضم ميليشيات «قوة الردع الخاصة» و«ثوار طرابلس» و«قوة الردع والتدخل المشترك أبو سليم»، و«باب تاجوراء».
وسبق لباشاغا توجيه انتقادات لاذعة لبعض الميليشيات، مرات عدة، وسمى منها ميليشيات «النواصي»، قائلاً إنها «تتجاوز القانون»، ومشيراً إلى أن «الدولة المدنية التي تنشد الأمن والاستقرار لن تنهض في ظل وجود أدعياء الثورية والميليشيات».
وعادت حركة الطيران التي توقفت قرابة عام ونصف العام بين شرق وغرب البلاد في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما هبطت طائرة «الخطوط الأفريقية» في مطار بنينا الدولي في بنغازي بشرق ليبيا، بعدما أقلعت من مطار معيتيقة في طرابلس، في أجواء احتفائية.
وأدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان أمس، واقعة الاعتقال القسري لعدد من المواطنين بمطار معيتيقة الدولي بمدينة طرابلس قادمين من المنطقة الشرقية، من قبل إحدى الجماعات المسلحة.
وطالبت اللجنة وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» بالتدخل العاجل لإطلاق سراح المعتقلين قسراً جراء هذه الواقعة والعمل على ضمان عدم تكرارها وملاحقة الجناة وضمان تقديمهم للعدالة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.