قمة دولية في الرياض تدعو إلى إدراج «المواصفات القياسية» ممكّناً للنمو الصناعي

رؤساء منظمات التقييس يطالبون باعتماد المؤتمر سنوياً ضمن فعاليات اجتماعات «مجموعة العشرين»

الرياض استضافت على هامش رئاسة مجموعة العشرين القمة الدولية للمواصفات (الشرق الأوسط)
الرياض استضافت على هامش رئاسة مجموعة العشرين القمة الدولية للمواصفات (الشرق الأوسط)
TT

قمة دولية في الرياض تدعو إلى إدراج «المواصفات القياسية» ممكّناً للنمو الصناعي

الرياض استضافت على هامش رئاسة مجموعة العشرين القمة الدولية للمواصفات (الشرق الأوسط)
الرياض استضافت على هامش رئاسة مجموعة العشرين القمة الدولية للمواصفات (الشرق الأوسط)

على هامش رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، خلصت القمة الدولية للمواصفات التي استضافتها الرياض افتراضيا إلى جملة المطالبات لتعزيز القدرات الصناعية والاقتصادية، داعية إلى ضرورة تسريع التحول الرقمي في الخدمات الحكومية والخاصة كخطوة مهمة في تطوير عملية التقييس ورفع كفاءة المواصفات.
وطالب رؤساء منظمات التقييس الدولية والوطنية المشاركة في البيان الختامي على ضرورة إدراج دور المواصفات القياسية كممكن لتطور الصناعة ودعم الاقتصاد، واعتبارها إحدى المحاور الرئيسية في المؤتمرات الدولية التي يتم انعقادها سنويا ضمن فعاليات واجتماعات دول العشرين.
وأكدت القمة في ختام أعمالها بالرياض أمس، أن التحديات العالمية تحتاج تكاتف عالمي وجهود كبيرة من جميع الجهات على اختلاف تخصصاتها لإيجاد حلول غير تقليدية لتجاوز الأزمات والتعافي منها، مشددة على ضرورة تعزيز دور الحلول الرقمية في مواجهة آثار كورونا، مشيرة إلى أن الجائحة أبرزت الأولويات الاستراتيجية لصحة وسلامة الإنسان أولاً واستمرارية الأعمال وأمن المعلومات ثانيا.
الحلول المبتكرة
من جانبه، أكد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، أن بلاده تسعى لإيجاد حلول مبتكرة تساعد الاقتصاد العالمي على تجاوز الأزمات، مؤكدا أن السعودية سَعت منذ اليوم الأول لتوليها رئاسة مجموعة العشرين للعمل الجاد بالشراكة والتعاون مع كافة الشركاء الدوليين لوضع كافة الفرص والتحديات على طاولة المناقشات، للوصول لحلول ورُؤى مُبتكرة وخَلاقة تُساعد على تجاوز الأزمات التي تواجه التجارة العالمية.
ولفت القصبي إلى أن المواصفات القياسية وعناصر البنية التحتية الوطنية للجودة تلعبُ دوراً محورياً في رفع معدلات السلامة ودعم الاقتصاديات الوطنية، وتُسهيل عمليات التبادل التجاري البيني، مفيدا أنها تُسهم في الارتقاء بالجانب الصحي للشعوب عبر الحفاظ على سلامة ما يصل إليهم من غذاء أو دواء أو منتجات استهلاكية أخرى، والارتقاء بما يُقدم لهم من خدمات.

التجارة البينية
من جهته، لفت الدكتور سعد القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة السعودية إلى أن الفعالية هي الأولى من نوعها عالميا المُتخصصة في مجال المواصفات ضمن مبادراتها الريادية في تقديم رُؤاها المُحفزة على التكامل والتعاون مع كافة دول العالم لما فيه خير الإنسانية.
ولفت القصبي أن الحدث العالمي ركز على أهمية تعزيز سبل التعاون في كافة المجالات ذات العلاقة بالمواصفات للمضي قدماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز دور أنشطة التقييس للارتقاء بجودة الخدمات والمنتجات، ورفع معدلات التجارة البينية بين مختلف دُول العالم.
وشدد القصبي على الدور المحوري الذي تلعبه المواصفات القياسية ومنظومة البنية التحتية للجودة في التنمية والتطور الاقتصادي والصناعي وحتى الاجتماعي، داعيا إلى أن تكون المواصفات القياسية ممكنا أساسيا، وقاعدة الانطلاق نحو النمو الاقتصادي، والتطور الصناعي والتجاري.
ويلفت محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة السعودية إلى أن توفر مواصفات مُوحدة تتوافق عليها جميع الدول الأعضاء في منظمات التقييس الدولية سيُنمَي حجم التجارة البينية بين الدول ويحفز الاقتصاد للنمو، كما يسهم في قدرة دول العالم على مواجهة الجوائح والأزمات، مع أهمية مواكبة التقنيات الحديثة في شتى المجالات.

البيان الختامي
وتضمن البيان الختامي للقمة تأكيد رؤساء منظمات التقييس الدولية والوطنية على ضرورة إدراج دور المواصفات القياسية أحد أهم ممكنات تطور الصناعة ودعم الاقتصاد، كواحدة من المحاور الرئيسية في المؤتمرات الدولية التي يتم انعقادها سنويا ضمن فعاليات واجتماعات دول العشرين.
وشددت القمة على أهمية بحث السبل لتوحيد المواصفات القياسية والاستفادة منها بشكل أكبر لتمكين الدول والمؤسسات الوطنية على مواجهة الأزمات.
وطالب رؤساء جهات التقييس الدولية والوطنية بضرورة حث الخطى وبذل المزيد من الجهود، لتفعيل دور المواصفات القياسية بشكل أكبر لتمكين الدول والمؤسسات المختلفة من مواجهة الأزمات، والحد من التداعيات السلبية لتلك الأزمات عبر اتخاذ التدابير القياسية المعتمدة.
وأكدت القمة الدولية للمواصفات في البيان الختامي على أهمية العمل الجماعي لإبراز الدور المحوري للمواصفات القياسية كأحد الممكنات الاستراتيجية للتطور الصناعي والاقتصادي، ودورها الكبير في تعزيز الجهود العالمية نحو تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة في جميع البلدان، لا سيما الدول النامية والاقتصادات الناشئة.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.