تركيا أرسلت 20 ألف «مرتزق سوري» إلى أذربيجان وليبيا

مكاتب تجنيد تنتشر في مناطق تسيطر عليها فصائل تدعمها أنقرة

TT

تركيا أرسلت 20 ألف «مرتزق سوري» إلى أذربيجان وليبيا

أفاد تقرير حقوقي أمس بأن تركيا أرسلت أكثر من 20 ألف «مرتزق سوري» إلى ساحات المعارك في أذربيجان وليبيا، بينهم 18 ألفاً أرسلوا إلى الدول العربية في شمال أفريقيا، مشيراً إلى انتشار مكاتب لتجنيد الشباب في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل تدعمها أنقرة في شمال سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تشابهت مراحل التجنيد للمرتزقة السوريين ابتداءً من مراكز الانطلاق وطرقها حيث ينتقل المرتزقة المجندون للأراضي الليبية وأذربيجان من الأراضي التركية بعد تلقيهم تدريبات ضمن معسكرات تركية بعد جلبهم من الأراضي السورية، ويتم تجنيد المرتزقة المرسلين إلى طرابلس والمرسلين إلى (ناغورني قره باغ) في مكاتب للتجنيد بالمناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا، من قبل الفصائل الموالية لأنقرة كالحمزات وغيرها بدعم من المخابرات التركية واستعانة بالشركات الأمنية التركية الخاصة، لكن الفرق في انتشار المكاتب وعددها، فالمكاتب التي تختص بتجنيد المرتزقة السوريين لليبيا كانت أكثر انتشاراً وتوسعاً في عملها من تلك التي تختص بإرسال المرتزقة لأذربيجان».
وفي هذا السياق، هناك «توسع في عدد مكاتب التجنيد في الشمال السوري ضمن مناطق النفوذ التركي لاستمالة الشباب وإرسالهم للقتال مرتزقة، ومنها مكتب عفرين شمال حلب، ومكتب تحت إشراف فرقة الحمزات، ومكتب تديره الجبهة الشامية، كما افتتح لواء المعتصم مكتباً له في قرية قيبارية، إضافة إلى مكتب تحت إشراف لواء الشمال في حي المحمودية»، حسب «المرصد».
وقدمت أنقرة للشباب السوري الذي تعتزم تجنيده، سواء في أذربيجان أو ليبيا، عدداً من المغريات والمحفزات، كالراتب المغري، في وقت يعاني فيه هؤلاء السوريون من الفقر والعوز؛ حيث تم تخصيص راتب يتراوح بين 1500 و2000 دولار لمن يجند ضمن «المرتزقة السوريين» المرسلين إلى أذربيجان، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة، ووعود بمنح الجنسية التركية.
وقال «المرصد»: «تعرض المجندون السوريون كمرتزقة إلى سلسة من عمليات الخداع، فقد تم إقناع المرتزقة المرسلين إلى أذربيجان بأنهم لن يشتركوا في أعمال القتال بل سيقتصر دورهم على حراسة منشآت النفط الأذرية التي ترتبط بتعاقدات مع الجانب التركي، ومن ثم تم نقلهم إلى تركيا ثم نقلوا جواً إلى أذربيجان وشاركوا في القتال ضمن الصفوف الأولى. أما في حالة المرتزقة المرسلين إلى ليبيا فقد تم خداعهم بشكل أكبر عن طريق إيهامهم بأنهم سيستخدمون في عمليات قتالية، تنفذ ضد الجنود الروس في ليبيا، انتقاماً مما مارسوه في سوريا من عمليات قتل وغيرها، وأن المرتزقة سيقاتلون بجانب الجيش التركي، الأمر الذي كان خلاف ذلك، إذ أن الجيش التركي لم يشارك في المعارك، باستثناء بعض الخبراء والضباط الذين يتحصنون في غرف عمليات بعيدة عن جبهات القتال».
واستهدفت عمليات «تجنيد المرتزقة» المرسلين إلى أذربيجان شباباً سوريين، ولم يثبت وجود أطفال بين هؤلاء المجندين حتى الوقت الراهن. وأوضح «المرصد» أن عدد المرتزقة السوريين في ناغورني قره باغ يصل إلى ما لا يقل عن 2580 مرتزقاً، عاد منهم 342 مقاتلاً، وقضى منهم نحو 240 بينهم 183 قتيل جرى جلب جثثهم إلى سوريا فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان، فيما كانت القوات الأرمينية تمكنت من أسر 3 مقاتلين سوريين على الأقل، بعكس المرتزقة المرسلين إلى ليبيا، في وقت أفادت تقارير أن «تركيا تجند أطفالاً سوريين، أعمارهم دون سن الـ18 عاماً حيث يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين بحجة العمل هناك، وبعضهم يذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قِبل الفصائل الموالية لتركيا، التي بدورها ترسلهم إلى ليبيا، ضمن مجموعات المرتزقة لدعم حكومة الوفاق، وتزويدهم بهويات مزورة بمعلومات غير صحيحة عن تاريخ ومكان ميلادهم». وأفاد أن عدد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18. وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 9850 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم.
وتشابهت إلى حد ما تبعات عمليات التجنيد التي تقوم بها تركيا للسوريين، سواء ما يتعلق بإرسالهم إلى ليبيا أو أذربيجان، و«كلا الفريقين اكتشف خديعة الجانب التركي له؛ حيث تنصلت تركيا من تعهداتها المالية لكليهما، فمن أذربيجان عاد 342 مقاتلاً إلى سوريا بعد أن تنازلوا عن كل شيء بما في ذلك مستحقاتهم المادية، وكذا المرتزقة في ليبيا لم تصرف لهم الرواتب التي وعدتهم أنقرة بصرفها، وكذا لم يحصلوا على أي امتيازات، ناهيك عن إلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين منهم الذين تم إيقافهم في مياه المتوسط بالقرب من السواحل الأوروبية، وإعداد مخيمات إيواء لهم».



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.