انقلابيو اليمن يشرعون في تنفيذ جبايات لعائلات قتلاهم

اتهامات للجماعة بتسخير موارد «الزكاة» للمجهود الحربي والتعبئة

TT

انقلابيو اليمن يشرعون في تنفيذ جبايات لعائلات قتلاهم

أفادت مصادر يمنية مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء بأن الجماعة الحوثية الموالية لإيران شرعت هذا الأسبوع في تنفيذ حملات جباية جديدة تستهدف المئات من شركات القطاع الخاص والتجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية بذريعة تحصيل ما تبقى عليهم من أموال الزكاة، وذلك في سياق سعي الجماعة لتخصيص هذه الموارد لعائلات أسر قتلاها.
وذكرت المصادر أن الهيئة الحوثية المختصة بجمع أموال الزكاة دشنت مؤخرا مشاريع توزيع الحقيبة المدرسية لصالح أبناء أسر قتلاها دون غيرهم من اليمنيين الفقراء والنازحين الذين لا تزال تعج بهم العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت سيطرتها. وبحسب ما أوضحته مصادر تربوية في صنعاء، شمل المشروع الحوثي تزويد 35 ألف طالب وطالبة من عائلات قتلى الجماعة بالحقائب المدرسية ومستلزمات الدراسة بعيدا عن ملايين الطلبة الذين يعاني أهاليهم حالة من العوز والفقر بسبب فقد أسباب العيش في ظل حكم الميليشيات الانقلابية.
وفي حين خصصت الجماعة أكثر من 200 مليون ريال (الدولار نحو 600 ريال) ضمن المرحلة الأولى من مشاريعها الموجهة لمصلحة عائلات قتلاها، أعلن القيادي المسؤول عن هيئة زكاة الجماعة «أبو نشطان» أن الأموال التي ستقوم الجماعة بجبايتها ستخصص فقط للأسر التي تدفع أبناءها للموت في سبيل المشروع الحوثي، وهو ما أثار سخطا واسعا في أوساط السكان الخاضعين للجماعة. وذكر القيادي الحوثي في تصريحات لوسائل إعلام الميليشيات أن هيئته ستنفذ خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع قادة الجماعة في قطاع التربية والتعليم مشاريع وبرامج تُعنى بتعليم وتأهيل أبناء صرعى الجماعة في الجبهات، إلى جانب تنفيذ مشاريع أخرى في مختلف المجالات.
وفيما لم تكتف تلك الميليشيات بإهدار أموال الزكاة وتجاهل الأسر الفقيرة والنازحة بمناطق بسطتها، كشف عاملون في هيئة الزكاة الحوثية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إنفاق الجماعة خلال الأسابيع القليلة الماضية لملايين الريالات عبر إقامة ما يقرب من 45 فعالية للتحشيد والتعبئة في مناطق يمنية عدة. وعلى صعيد استمرار العبث والنهب الحوثي المتكرر والمنظم لأموال الزكاة، اعترفت الجماعة في عدة مناسبات سابقة بأنها تسخر معظم ما تجمعه من التجار والمواطنين والمزارعين وغيرهم لصالح أسر قتلاها وجرحاها.
ومن بين تلك الاعترافات الحوثية على سبيل المثال لا الحصر، تدشين هيئة الزكاة الحوثية قبل فترة في صنعاء حفل توزيع هدايا عينية ونقدية لأكثر من 7 آلاف معاق من جرحى الجماعة الحوثية بتكلفة إجمالية بلغت 118 مليون ريال منها 70 مليون ريال هدايا نقدية و48 مليون ريال هدايا عينية (الدولار نحو 600 ريال).
وأفصح القيادي الحوثي «أبو نشطان» خلال تلك الفعاليات بأنها لن تكون الأولى ولا الأخيرة. كاشفا بالوقت نفسه عن المزيد من تلك الفعاليات لتسخير ما تبقى من الأموال المحصلة من الزكاة لصالح أسر قتلى وجرحى الميليشيات بالدرجة الأساسية. وكان زعيم الجماعة الانقلابية عبد الملك الحوثي، دعا في خطابات سابقة له أتباعه إلى جمع المزيد من التبرعات وتكثيف حملات جباية الزكاة وإرغام السكان والمزارعين والتجار وغيرهم في مناطق البسطة الحوثية على دفعها وتوريدها لصالح الجماعة.
وتحدثت مصادر محلية بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن أن مشرفي الجماعة بالمناطق الخاضعة لهم باتوا يعيشون حالة من البذخ ورفاهية العيش حيث أصبحوا يمتلكون أفخم السيارات والمنازل، بسبب الأموال التي يقومون بجبايتها لمصلحة ما يسمونه «المجهود الحربي» وغيرها من الأسماء الأخرى. ورغم إصرار الجماعة على جني مئات المليارات من خلال فرض سياسة الجبايات والإتاوات على السكان والمواطنين تحت أسماء عدة كالزكاة والمجهود الحربي و«المولد النبوي» وغيرها، فإنها مستمرة في تجاهل وجود ملايين الجوعى بمناطق سيطرتها لا يجدون القوت الضروري، بحسب ما أكدته تقارير محلية وأخرى دولية.
وعلى صلة بالموضوع، كشفت تقارير حديثة صادرة عما يسمى هيئة الزكاة الحوثية بصنعاء، أن إيرادات مكتب هيئة الزكاة الحوثية في محافظة حجة (شمال غربي صنعاء) بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي، أكثر من مليار و216 مليون و337 ألف ريال بنسبة زيادة 54 في المائة عن الفترة المقابلة من عام 2019.
في حين بلغت الإيرادات عبر مكتبها في ريف صنعاء خلال ستة أشهر ماضية من هذا العام، مليارا و595 مليون و443 ألف ريال بزيادة 541 مليون و967 ألف ريال عن المقابل في العام الماضي. وأرجع خبراء محليون أسباب تلك الزيادة إلى تكثيف الجماعة لحملات الاستهداف والقمع والجباية بحق مواطني وسكان تلك المحافظات ومديرياتها وقراها تحت اسم دفع الزكاة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.