اتهام بيلاروسيا في الأمم المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان

الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته ويستهدف لوكاشينكو

مسيرة احتجاجية تطالب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي في مينسك عاصمة بيلاروسيا (رويترز)
مسيرة احتجاجية تطالب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي في مينسك عاصمة بيلاروسيا (رويترز)
TT

اتهام بيلاروسيا في الأمم المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان

مسيرة احتجاجية تطالب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي في مينسك عاصمة بيلاروسيا (رويترز)
مسيرة احتجاجية تطالب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي في مينسك عاصمة بيلاروسيا (رويترز)

تم توجيه اتهام للسلطات البيلاروسية، اليوم (الاثنين)، في الأمم المتحدة، بالاعتقال التعسفي والتعذيب بحق المتظاهرين الذين يحتجون منذ بداية أغسطس (آب) على فوز ألكسندر لوكاشينكو بولاية رئاسية ثانية في انتخابات عدت مزورة.
وطالب كثير من الدبلوماسيين، مثل الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة في جنيف فرنسوا ريفاسو، السلطات البيلاروسية بوضع حد للقمع، والإفراج عن المتظاهرين المعتقلين، وإجراء تحقيق في اتهامات تتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال السفير الفرنسي في قاعة شبه خالية بسبب «كوفيد-19»: «تكرر فرنسا دعوتها السلطات البيلاروسية للإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وجميع المحتجزين تعسفاً، والتحقيق بشكل معمق في كل انتهاكات حقوق الإنسان، والتعاون في إطار آلية موسكو التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وقال السفير الأميركي أندرو بريمبرغ عبر الفيديو: «نحن قلقون للغاية إزاء الاستخدام المستمر للعنف والترهيب والقمع ضد الشعب البيلاروسي».
وخضعت مينسك (الاثنين) للآلية الدورية للنظر في وضع حقوق الإنسان، برعاية المجلس التابع للأمم المتحدة. واعتبر المسؤولون البيلاروسيون الذين تحدثوا من مينسك عبر الفيديو أنهم تحركوا بما يتناسب مع «الأعمال غير القانونية».
في موازاة ذلك، قال ثلاثة دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين)، إنه من المتوقع أن يوافق التكتل على فرض عقوبات هذا الأسبوع على قائمة ثانية لمسؤولين في بيلاروسيا، بينهم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
ولوكاشينكو ليس مُدرجاً في القائمة الأصلية للاتحاد الأوروبي التي تضم 40 فرداً مستهدفين بحظر السفر وتجميد الأصول، لكن الاتحاد يقول إن رفض لوكاشينكو البحث في إجراء انتخابات جديدة، بصفتها وسيلة للخروج من الأزمة، يترك التكتل بلا خيار غير ضمه إلى القائمة.
وستُقدَّم قائمة عقوبات ثانية لسفراء الاتحاد الأوروبي، تضم 15 مسؤولاً، بينهم لوكاشينكو، في اجتماع (الأربعاء)، وسيتم اعتماد الخطة إذا لم تعترض أي من الدول الأعضاء بنهاية يوم الجمعة.
وفرّقت الشرطة البيلاروسية (الأحد) متظاهرين، ونفذت توقيفات قرب موقع متاخم للعاصمة مينسك يشتهر بأنه شهد عمليات إعدام في العهد الستاليني، ويحمل رمزية كبيرة لمعارضي لوكاشينكو.
ومنذ إعادة انتخابه في 9 أغسطس (آب)، يواجه الرئيس البالغ من العمر 66 عاماً، بينها 26 عاماً في السلطة، حركة احتجاجية غير مسبوقة، يشارك فيها عشرات آلاف المتظاهرين كل أسبوع، رغم عنف الشرطة وآلاف الاعتقالات.
وأقر ممثل بيلاروسيا في الأمم المتحدة يوري أمبرازيفيتش بوجود «قضايا يجب العمل عليها»، ولكن «لا يمكن إحراز تقدم إلا من خلال الحوار المحترم، من دون ضغوط خارجية وابتزاز، أو عبر فرض شروط».
وتلقت البلاد دعماً من روسيا خلال الجلسة، وأكدت دول أخرى أن على المجتمع الدولي أن «يتجنب التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة».


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.