الإمارات تعتمد ميزانية اتحادية بمصروفات 15.7 مليار دولار لعام 2021

مجلس الوزراء يصادق على الاتفاقية مع إسرائيل للإعفاء المتبادل لمتطلبات تأشيرة الدخول

الشيخ محمد بن راشد أكد أن الميزانية تواكب المتغيرات العالمية من دون المساس بأولويات التنمية
الشيخ محمد بن راشد أكد أن الميزانية تواكب المتغيرات العالمية من دون المساس بأولويات التنمية
TT

الإمارات تعتمد ميزانية اتحادية بمصروفات 15.7 مليار دولار لعام 2021

الشيخ محمد بن راشد أكد أن الميزانية تواكب المتغيرات العالمية من دون المساس بأولويات التنمية
الشيخ محمد بن راشد أكد أن الميزانية تواكب المتغيرات العالمية من دون المساس بأولويات التنمية

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي الميزانية العامة للاتحاد لعام 2021، وذلك بإجمالي مصروفات تقديرية تبلغ 58 مليار درهم (15.7 مليار دولار)، التي تستهدف رفع مستويات المعيشة من خلال توزيع المخصصات على عدد من القطاعات لتشمل التنمية الاجتماعية وتعزيز قطاع التعليم والرعاية الصحية، ودعم برامج الإسكان.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «رغم الظروف الاقتصادية العالمية، مشاريعنا مستمرة وأولوياتنا دائمة، وقطاعات التنمية الاجتماعية لن يتم المساس بها».
وذكر أن «كفاءة الإنفاق الحكومي في دولة الإمارات ضمن الأعلى عالمياً، ونتطلع إلى عام أفضل وأكثر إنجازاً في 2021»، مضيفاً: «الميزانية العامة للاتحاد في 2021 تواكب المتغيرات الاقتصادية العالمية دون المساس بأولويات التنمية الوطنية».
وقال الشيخ محمد بن راشد: «رسالتنا لكل الجهات الاتحادية للعام المالي 2021 هي التوازن في الإنفاق والمرونة في الخطط والكفاءة في الميزانيات»، مؤكداً أن «الإمارات ستكون ضمن الأسرع تعافياً في 2021 والحكومة لديها كل الأدوات للتعامل مع مختلف السيناريوهات».
وجاء حديث نائب رئيس الامارات خلال اعتماده للميزانية الاتحادية لعام 2021 خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في قصر الرئاسة بأبوظبي بحضور الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، تعكس الميزانية الاتحادية قوة الاقتصاد الوطني ووفرة واستدامة الموارد لتمويل المشروعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، حيث توزعت اعتماداتها للسنة المالية 2021 على القطاعات المختلفة، ما يؤكد استمرار نهج البلاد المتبع لتحقيق التوازن بين المصروفات والإيرادات، حيث تركز خلال العام المقبل على خطط ومشروعات طموحة تستشرف آفاقاً جديدة نحو المستقبل.
وكانت الميزانية الاتحادية للعام الجاري بلغت 61.35 مليار درهم (16.7 مليار دولار)، والميزانية الاتحادية هي جزء من الإنفاق العام الإجمالي في الإمارات، في الوقت الذي تملك كل إمارة ميزانية خاصة، وتعد الميزانية الاتحادية مؤشراً للخطط الرسمية للاقتصاد.
وخلال الجلسة، اطلع مجلس الوزراء على تقرير حول أهم إنجازات جهاز الإمارات للاستثمار خلال المراحل التي مر بها الجهاز منذ تأسيسه عام 2007 وحتى اليوم، واستعرض التقرير الأداء المالي للجهاز وأصوله الوقفية والاستراتيجية، بالإضافة إلى التوجهات الاستراتيجية والخطط المستقبلية للجهاز، وقد استعرض المجلس محاور التركيز للجهاز في المرحلة المقبلة لدعم التوجهات الحكومية والملفات الوطنية وتحقيق رؤيته الرامية إلى المساهمة في رسم مستقبل الإمارات.
وتضمنت الجلسة اعتماد المجلس الوزراء إعادة تشكيل مجلس الإمارات للشباب برئاسة شما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، حيث سيعمل المجلس كجهة استشارية لحكومة دولة الإمارات في الموضوعات التي تخص الشباب.
وعلى الصعيد الدولي، صادق المجلس ووافق على عدد من الاتفاقيات بين حكومة الإمارات وعدد من الدول، التي شملت المصادقة على اتفاقية حكومة الإمارات وحكومة إسرائيل بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول، واتفاقيتين بين حكومة الإمارات وسيراليون بشأن تشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب المفروضة على الدخل ورأس المال.
إضافة إلى اتفاقيتين مع كل من حكومة بوركينا فاسو وحكومة غانا بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب المفروضة على الدخل، إلى جانب المصادقة على اتفاقيتين مع كل من حكومة غواتيمالا وحكومة رواندا بشأن الخدمات الجوية.



«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)
دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)
دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية، خصوصاً فرض الرسوم الجمركية على الواردات، الذي قد يؤثر سلباً على حركة التجارة العالمية. وفي المقابل، فإن التخفيضات الضريبية التي وعد بها ترمب قد تكون دافعاً لدعم الشركات الأميركية.

وحققت العقود الآجلة للأسهم الأميركية واحدة من كبرى قفزاتها خلال العام، بينما سجل الدولار ارتفاعاً يُعدّ الأكبر له في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) 2016. في الوقت ذاته، وصلت عملة «بتكوين» إلى مستويات قياسية، في حين تضررت سندات الخزانة الأميركية وسط مخاوف من أن تؤدي سياسة ترمب إلى ضغوط تضخمية على الاقتصاد، وفق «رويترز».

الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب يخاطب مؤيديه بمركز المؤتمرات في ويست بالم بيتش بفلوريدا (وكالة حماية البيئة)

وقد أثارت وعود ترمب بزيادة الرسوم الجمركية، وخفض الضرائب، وتخفيف اللوائح التنظيمية، حماسة المستثمرين الذين اشتروا أصولاً تبدو الأكثر استفادة من هذه السياسات. في المقابل، تحملت الأسواق، التي قد تتأثر سلباً بالتشديد الجمركي، مثل تلك المرتبطة ببعض الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، ضغوط بيع كبيرة، مما دفع بالعملة المكسيكية (البيزو) إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين، وأبقى اليورو على مشارف أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ مارس (آذار) 2020.

في هذا السياق، ساهم فوز الجمهوريين بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي في تعزيز الثقة بالأسواق، حيث يضمن ذلك لحزب ترمب السيطرة على مجلس واحد على الأقل من الكونغرس في العام المقبل، وهو ما يعزز فرص «الاكتساح الأحمر» المحتمل. وقال كبير الاقتصاديين في «إنفستك»، فيليب شو، إنه من المبكر للغاية استخلاص استنتاجات حاسمة حول ما قد تعنيه رئاسة ترمب بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي والعالمي والأسواق المالية. ومع ذلك، فقد أشار إلى أن التعريفات الجمركية الأعلى قد تؤدي إلى تضخم أكبر ونمو أقل في التجارة العالمية.

دونالد ترمب على شاشة تلفزيونية بسوق الأوراق المالية في فرنكفورت (أ.ب)

وأشار شو إلى أن أحد المحركات الأساسية للأسواق هو وعد ترمب بخفض الضرائب على الشركات الأميركية التي تصنع السلع داخل الولايات المتحدة، وهو ما ساهم في زيادة العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وانتقل التأثير إلى الأسواق الأوروبية أيضاً. وارتفعت الأسهم الأوروبية، مدفوعة بأسهم شركات الدفاع والبنوك، بينما تراجعت أسهم شركات الطاقة المتجددة.

وقد تكون للانتخابات الأميركية آثار بعيدة المدى على سياسة الضرائب والتجارة، فضلاً عن المؤسسات الأميركية، مما سيؤثر بشكل كبير على الأصول العالمية، سواء فيما يتعلق بآفاق الدَين الأميركي، وقوة الدولار، والصناعات التي تشكل عماد الاقتصاد الأميركي. وقال كبير مسؤولي الاستثمار في «فانتيج بوينت» لإدارة الأصول في سنغافورة، نيك فيريس، إن النتيجة تشير إلى مسار أعلى لأسعار الفائدة، مشيراً إلى أنه كان يشتري أسهم البنوك على أمل أن يسهم النمو الأقوى والعوائد المرتفعة في تعزيز أرباحها.

من جهة أخرى، باع المستثمرون سندات الخزانة الأميركية جزئياً، على أمل أن تعود التعريفات الجمركية إلى أسعار المستهلكين، كما أن وعود ترمب بشأن زيادة الإنفاق قد تؤدي إلى تفاقم الضغوط المالية على الحكومة. وأكد نائب رئيس مجلس الإدارة في شركة «مويليس»، إيريك كانتور، خلال مؤتمر في أبوظبي، أن العام المقبل سيكون عاماً حافلاً بالمناقشات حول القضايا المالية في الولايات المتحدة.

على صعيد آخر، ارتفعت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» في تداولات ما قبل السوق، فيما قفزت أسهم شركة «تسلا»، التي يترأسها مؤيد ترمب، إيلون ماسك، بنحو 13 في المائة. وفي السياق نفسه، ارتفعت عملة «بتكوين» إلى مستوى قياسي، مع ترجيح الأسواق أن يؤدي توجه ترمب نحو سياسة أكثر ليونة بشأن تنظيم العملات المشفرة إلى دعم نمو «بتكوين». وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة «دي فير»، نايغل غرين، إن هذا الارتفاع لا يتعلق بالانتخابات فقط، بل يعكس تحولات أساسية في النظام المالي الرقمي الذي تقوده «بتكوين»، مشيراً إلى أن الأنظمة التقليدية في النظام المالي قد بدأت التغيير.

في الوقت ذاته، أشار مؤسس شركة «فيدووتش أدفايزرز» في واشنطن، بن إيمونز، إلى أن الأسواق اكتسبت وضوحاً أكبر، مقارنة مع عام 2020 عندما استغرق إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات أياماً عدة. وقال الشريك الإداري في «مجموعة هاريس» المالية، جيمي كوكس: «كانت المخاوف الرئيسية في الأسواق تتمثل في حدوث نزاع مطوّل حول من الفائز، وهو ما لم يحدث».