دراسة أميركية: الانتشار المنزلي لـ«كورونا» شائع وسريع

مواطنون أميركيون في طابور لتوزيع الأقنعة الواقية في ولاية ميامي (أرشيفية- أ.ب)
مواطنون أميركيون في طابور لتوزيع الأقنعة الواقية في ولاية ميامي (أرشيفية- أ.ب)
TT

دراسة أميركية: الانتشار المنزلي لـ«كورونا» شائع وسريع

مواطنون أميركيون في طابور لتوزيع الأقنعة الواقية في ولاية ميامي (أرشيفية- أ.ب)
مواطنون أميركيون في طابور لتوزيع الأقنعة الواقية في ولاية ميامي (أرشيفية- أ.ب)

بينت دراسة حديثة أن فيروس كورونا المستجد يكون معدياً في صفوف الأسرة عقب إصابة شخص واحد بشكل شائع، ويحدث من زيادة انتشار المرض.
وقالت الدراسة الصادرة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أمس (الجمعة)، إن الشخص الذي تعرض أو يشتبه في إصابته بـ«كوفيد- 19» يجب عزله قبل إجراء الاختبار، وقبل أن تظهر نتائج الاختبار لحماية الآخرين في المنزل.
وذكر فريق قيادة مركز السيطرة على الأمراض (سي دي سي): «نظراً لأن العزل الفوري للأشخاص المصابين بـ(كوفيد- 19) يمكن أن يقلل من انتقال العدوى في المنزل، يجب على الأشخاص الذين يشتبه في احتمال إصابتهم بـ(كوفيد- 19) العزل والبقاء في المنزل، واستخدام غرفة نوم وحمام منفصلين إذا كان ذلك ممكناً».
بالإضافة إلى ذلك، قال الفريق إنه يجب على جميع أفراد الأسرة ارتداء الأقنعة الواقية في جميع الأوقات في الأماكن المشتركة، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وتأتي تلك النتائج كجزء من دراسة مستمرة يدعمها مركز السيطرة على الأمراض، بتتبع 101 شخص مصاب في البداية بـ«كوفيد- 19» في ناشفيل، وتينيسي، ومارسفيلد، وويسكونسن، بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول)، جنباً إلى جنب، مع حوالي 191 شخصاً آخرين كانوا يعيشون في منازلهم، وتم تدريب الأشخاص المصابين على جمع العينات بأنفسهم (مسحات الأنف فقط، أو بالإضافة إلى مسحات عينات اللعاب) كل يوم لمدة 14 يوماً.
وأظهرت النتائج أن العدوى كانت سريعة؛ إذ وجد الباحثون أن أكثر من نصف الأشخاص (53 في المائة) الذين عاشوا مع شخص يقاوم «كوفيد- 19» أصيبوا بالعدوى في غضون أسبوع. وحوالي 75 في المائة من هذه الإصابات الثانوية حدثت في غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض الأولى للمرض.
وقال الباحثون: «حدث انتقال كبير، سواء كان المريض المصاب بالفيروس بالغاً أو طفلاً».
وقالت الدراسة إن معدل الإصابة بالعدوى في الأسرة 53 في المائة، أعلى مما تم توثيقه حتى الآن. حتى الآن، أبلغت الأبحاث ذات الصلة عن معدل إصابة يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن بقاء مريض «كوفيد- 19» منعزلاً عن أفراد الأسرة الآخرين قد يكون أمراً صعباً؛ خصوصاً إذا كانت مساحة المنزل صغيرة أو كان هناك أطفال في المنزل.
وقالت طبيبة الأطفال تانيا ألتمان: «إذا كان لديك شخص في المنزل أكبر سناً، أو يعاني من نقص المناعة، فقد ترغب في عزله في جانب واحد من المنزل، حتى لا يكون الأطفال والجميع من حوله بشكل منتظم».
وأدت الجائحة إلى وفاة نحو 230 ألف شخص في الولايات المتحدة. وقد تجاوز هذا البلد أمس (الجمعة) عتبة تسعة ملايين إصابة. وسجل فيه عدد قياسي جديد للإصابات في غضون 24 ساعة مع 94125 حالة حتى الساعة 20:30 (الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش) بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام جامعة «جونز هوبكنز» التي تحدَّث بانتظام.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».