مرام علي: أدوار الشر أظهرت قدراتي الفنية

الفنانة السورية سعيدة بانتشار مسلسل «عروس بيروت» عربياً

لقطة من دورها في «عروس بيروت»
لقطة من دورها في «عروس بيروت»
TT

مرام علي: أدوار الشر أظهرت قدراتي الفنية

لقطة من دورها في «عروس بيروت»
لقطة من دورها في «عروس بيروت»

قالت الفنانة السورية مرام علي، إن تقديمها لأدوار الشر ساهم في إظهار كامل موهبتها الفنية، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها لم تتوقع نجاح الجزء الأول والثاني من مسلسل «عروس بيروت» وكم الانتشار الهائل الذي حققه في معظم أنحاء العالم العربي، وخصوصاً مع عرض الجزء الثاني منه حالياً على إحدى الشاشات العربية. وأوضحت أن الممثل الذكي هو الذي يختار تقديم أعمال لا تشبه شخصيته الحقيقية، وتكون في الوقت ذاته جديدة ومختلفة. ولفتت إلى تمنيها العمل مع المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري خلال الفترة المقبلة، وخصوصاً بعد اعتذارها عن المشاركة مع أبو ذكري أخيراً بسبب انشغالها في «عروس بيروت».
وإلى نص الحوار.

> لماذا قبلتِ تجسيد شخصية «نايا» الشريرة في مسلسل «عروس بيروت»؟
- «نايا» شخصية مختلفة كلياً عن كل ما قدمته في السابق، ودائماً الشيء المختلف هو ما يجذبني لتجسيد أي شخصية، و«نايا» لا تشبه أي شخص؛ بل إن شرها لا يشبه أحداً، فهي شريرة بشكل غريب، ولا تحب إلا نفسها. وحاولت طوال الوقت أن أظهر طباعها في ملامح الوجه وحركات الجسد. وأنا شخصياً لا أتمنى مقابلة شخصية مثلها في حياتي، ومع ذلك لم أشعر عند تجسيدها بأي صعوبات، سوى في أهمية التركيز بقوة طوال الوقت كي تحتفظ الشخصية بصفاتها وطباعها وردود أفعالها.
> بعض النقاد قالوا إن مسلسل «عروس بيروت» بجزئيه يعد انطلاقة جديدة لكل أبطاله، فما تعليقك؟
- بالتأكيد هو انطلاقة جديدة؛ لأنه انتشر بشكل واسع في معظم أنحاء العالم العربي، وتفاعل معه المشاهدون لدرجة أنهم كانوا ينتظرون رد فعل كل بطل من أبطاله خلال سياق العمل، كما أن عرضه جاء في توقيت جيد جداً؛ سواء الموسم الأول والثاني، فقد حقق العمل نجاحاً كبيراً لم أتوقعه، ربما لأن سياقه الدرامي يُعد غريباً على مجتمعنا العربي بصراعاته ومشكلات أبطاله.
> وهل يعد تجسيدك لشخصية «نايا» الشريرة مجازفة فنية منك؟
- لا على الإطلاق؛ بل على العكس، فالممثل الجيد هو من يبحث عن الاختلاف دوماً، وحتى الشر في عالمنا درجات وانفعالات تختلف في كل شخص عن الآخر. و«نايا» شريرة جداً، وتحب بث السموم والكراهية فيمن حولها ولكن بنعومة. وفي النهاية الممثل لا بد من أن يكون ذكياً في اختياراته، وعليه أن يختار أدواراً لا يشبه بعضها بعضاً أبداً ولا يكرر نفسه استغلالاً لنجاحه في عمل معين؛ لأن هذا سينتقص من تاريخه الفني وذكائه. ولذلك أنا اخترت «نايا» وأعلم جيداً أن الجمهور يعرف كيف يفرق بين شخصية الفنان الحقيقية والشخصية التمثيلية التي يجسدها في عمل ما.
> شكل الشخصية التي ظهرتِ بها كان غريباً نوعاً ما، ولا يشبهك في الحقيقة، فكيف تمكنت من تنفيذ ذلك؟
- تعاونت كثيراً مع الاستايلست في اختيار الشكل الملائم لـ«نايا»، وكان علينا أن نغوص في عالمها، فهي شخصية شغلها الشاغل في الحياة التركيز مع الآخرين ومحاولة تدميرهم، فهي فارغة جوفاء ولديها وقت فراغ كبير جداً، ولذلك أمامها كل الوقت كي يكون شعرها مرتباً بهذه الدرجة، وتضع المكياج الكامل دائماً، وترتدي أحدث الصيحات والكعب العالي، فليس لديها ما يشغلها في حياتها، وهذا بالطبع مختلف تماماً عن أي إنسان لديه ما يشغله من أمور على مدار يومه.
> وهل تأثرت وجهة نظر العمل في الجزء الثاني، بتغيير المخرج التركي إيمري كاباكوشك؟
- لا على الإطلاق، فهناك سيناريو عام يحكم المسألة كلها، ولكن في النهاية كل مخرج له وجهة نظره في العرض، فإيمري كاباكوشك مدرسة مختلفة كثيراً عن فكرت قاضي الذي تولى الموسم الثاني، ولكن لم نشعر نحن الممثلين بأن التغيير طرأ على الخط العام للمسلسل، أو تسبب لنا في مشكلات؛ لأن السيناريو جيد جداً ومكتوب باحترافية، كما أن كلاً منا يعرف ملامح شخصيته جيداً منذ الجزء الأول.
> قطاع الفن في العالم كله عانى من جائحة «كورونا»، فهل تعرضتم لضغوط أثناء تصوير العمل؟
- كنا في حجر داخل حجر؛ لأنه عندما بدأ «كورونا» في التفشي كنا في تركيا نصور جزءاً كبيراً من المسلسل، وتم إيقاف حركة الطيران، وحتى كل شيء توقف داخل تركيا نفسها، وفرضوا حظر التجوال، فكان الأمر قاسياً جداً علينا. وأستطيع القول إن الضغوط النفسية التي عشتها بسبب «كورونا» كانت الأقسى على مدار حياتي كلها؛ لأننا كنا في حجر صحي وممنوعين من التجول في بلد غريب، ولا نستطيع العودة إلى بلدنا، وعرفت معنى التفاصيل الحياتية البسيطة في يومنا، فحرفياً كل شيء كان قاتلاً.
> ولماذا ابتعدتِ عن الدراما المصرية خلال السنوات الماضية، رغم تقديمك دوراً صغيراً في مسلسل «ذهاب وعودة» مع أحمد السقا؟
بالفعل كان الدور صغيراً، ولكن أستطيع القول إنه عُرضت عليَّ عدة أعمال مصرية للمشاركة فيها، ولم تسنح لي الفرصة أبداً للعمل فيها. فمنذ فترة عرضت عليَّ المخرجة كاملة أبو ذكري المشاركة في عمل فني من إخراجها، ولكني اضطررت للاعتذار بسبب انشغالي في «عروس بيروت»، ولم أستطع التنسيق بين العملين، وفي النهاية كل شيء له وقته، وأبو ذكري مخرجة عربية مهمة، أتمنى العمل معها خلال الفترة المقبلة.



روجيه زيادة لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى تسهم في تعزيز رؤيتي الفنية مع الكاميرا

أغنية {ست الدني} أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)
أغنية {ست الدني} أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)
TT

روجيه زيادة لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى تسهم في تعزيز رؤيتي الفنية مع الكاميرا

أغنية {ست الدني} أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)
أغنية {ست الدني} أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)

يشتهر المخرج روجيه زيادة بصفته مصوراً فوتوغرافياً يتقن عمله بفضل عين ثاقبة يمتلكها، مُسلَّحاً بدراسة الموسيقى، التي يعدّ أنها حضّته على التعامل مع الكاميرا برؤية فنية مختلفة. أخيراً، وقّع أول أغنية وطنية من إخراجه، فكان التعاون بينه والمغني مجد موصللي في «ست الدني»، وقدّمها في إطار يلامس المشاعر عن قرب. وجمع في مشاهد الكليب صوراً عن بيروت الحياة والموت. ومن خلال خيارات دقيقة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» ترجم في هذه الصور حالة بيروت اليوم.

بالنسبة له، فإن الصعوبة التي واجهها خلال تنفيذ الكليب ارتكزت على الصور التي تتخلله. «لم نرغب، كفريق عمل، في إظهار بيروت حزينة فقط؛ ولذلك بحثت عن مجموعة صور تبرز جمال مناظرها الطبيعية والحياة فيها. ومن ناحية ثانية كان لا بد من نقل صور أخرى لمناطق دمّرتها الحرب الأخيرة».

روجيه زيادة (حسابه على {فيسبوك})

ومَن يشاهد كليب أغنية «ست الدني» يقوم برحلة تتشابك فيها الأحاسيس حول مدينة تقاوم الموت. ويقول مطلعها: «ست الدني الحلوة حزينة اليوم والحرب غيرلا ملامحها». لتترافق مع مشاهد دمار بيروت، ولينقل زيادة كاميرته إلى جمال ساحل بيروت في مقطع آخر. ويقول فيه موصللي: «صار الفرح بكون، وهي بكون بقلوب شعبها بعدو مطرحها».

اختار زيادة مقاطع من فيديوهات مصورة تطلّبت منه مشاهدة العشرات منها لانتقاء ثوانٍ يمررها في الكليب. بعض تلك الصور تبرز نشاطات رياضية تحدث في بحر بيروت. وأخرى تنقل أجواء السهر والحفلات الفنية فيها. ومن ناحية أخرى كان لا بد من انتقاء مجموعة تبرز دمار بيروت ومناطق أخرى؛ منها البقاع وبعلبك.

ويعلّق زيادة: «هذا التسلسل في تقديم صور الكليب يرتكز على ثقافة موسيقية أمتلكها؛ مما يسهم في تلقفي مشاعر يتضمنها كلام كتبه إيان نصوح. فالموسيقى تساعد على إحضار المزاج المطلوب عندي لإبراز أحاسيسي بالصورة. كما أن أداء الفنان بحد ذاته ينعكس على كاميرتي. وبموازاة هذه العناصر كلها كان عليّ التفكير في الرسالة التي تحملها الأغنية. وعلى هذا الأساس انتقيت مجموعة الصور تلك».

لم يستغرق تنفيذ «ست الدني»، وهي من ألحان رامي العلم، سوى أيام قليلة. ويوضح زيادة في سياق حديثه: «كل شيء حدث بسرعة، فقمت بتنفيذ الكليب بظرف يومين. بداية التقطت مشاهد من الكليب لمجد موصللي في أثناء تسجيله الأغنية في الاستوديو، ومن ثم رحت أقوم بعملية مونتاج دقيقة أدمج فيها المشاهد. وما كنت متمسكاً به هو التركيز على صورة بيروت الحلوة على الرغم من كل ما تقاسيه. فهي مدينة عانت كثيراً في أكثر من حقبة، ولكنها بقيت تحتفظ بروحها النابضة في كل مرة، تنفض عنها غبار الحروب لتبدأ من جديد».

مع صاحب أغنية {ست الدني} مجد موصللي (روجيه زيادة)

في الأغنية الوطنية يكبر شكل المسؤولية التي يجب أن يتحلّى بها المخرج. «لا شك في أن هذا النوع من الأغاني يتطلّب رؤية وطنية معينة، فتحفر في أذهان مشاهدها كلاماً وصوراً. وأنا متابع جيّد لكل جديد وقديم فيها. حاولت قدر الإمكان الابتعاد عمّا يوقعني في فخ التكرار، فالتزمت بما تمليه عليّ رؤيتي الخاصة، وغصت في كمية أحاسيس غزيرة اجتاحتني وأنا أنفذ الكليب».

وعن أكثر المقاطع التي لامسته عن قرب وتأثر بها، يقول زيادة: «عندما استمعت إلى الأغنية لأول مرة اختلط عليّ الأمر بداية. وكونها تتناول الحزن والفرح معاً، رحت أفتّش عمّا يجب أن أبرزه بشكل أوسع. وقررت مع فريق العمل أن يغلب عليها التفاؤل. ولكن في مشهد يحمل فيه الناس صناديق الموت على أكتافهم تأثرت. وأشخاص عدة ممّن هم حولي أسرّوا لي بذلك أيضاً، فكان من بين المشاهد التي طبعتني وأحزنتني».

مع نادين الراسي خلال تصويره لها جلسة فوتوغرافية (روجيه زيادة)

يقول إن الموسيقى تلازمه حتى في أثناء قيامه بجلسات تصوير فوتوغرافية. «إنها تبعث فيّ أفكاراً مختلفة، وتساعدني على تلوين الصورة بالمشاعر. ففي الكليب المصور، هناك كاميرا تتحرك تخدم المخرج في تبيان الفكرة وترجمتها. وتأتي الموسيقى لتزيد من بريقها. أما في الصورة الفوتوغرافية فإن الموسيقى تستحدث أجواءً بعيدة عن الجمود، فأتخيلها ترقص على أنغام موسيقية تبث فيها روح الحياة. وهنا يكمن الإبداع الذي يولد من عدسة وعين صاحبها».

بالنسبة لمجال تصوير الكليبات الغنائية فعنده رأيه الواضح فيه، «إنه يتقدّم بشكل ملحوظ. وهناك مواهب شبابية تضخ في شرايينه المختلف. لديّ تاريخ طويل في التصوير الفوتوغرافي، ومع الوقت تعلّمت كثيراً، وهو ما أسهم في انتقالي إلى عالم الكليبات الغنائية. فهذا المجال واسع جداً وأفكاره لا آفاق فيها ولا حدود، وأتمنى أن أكمل في هذا الطريق لأنني أخزّن له جملة تجارب تصويرية خضتها بعدسة كاميرا التصوير الفوتوغرافي. صحيح أن هذا الفن يحصل بكبسة زرّ فيما إخراج كليب يتطلّب أكثر من ذلك بكثير، ولكن تبقى العين هي المتحكّم الأول والأخير في المجالين».