موجة «كورونا» الثانية تصيب المهدي ومسؤولين سودانيين كباراً

نجاة رئيس الوزراء رغم مخالطته المصابين... ويصرّف مهامه من منزله

إصابة الصادق المهدي بكورونا (سونا)
إصابة الصادق المهدي بكورونا (سونا)
TT

موجة «كورونا» الثانية تصيب المهدي ومسؤولين سودانيين كباراً

إصابة الصادق المهدي بكورونا (سونا)
إصابة الصادق المهدي بكورونا (سونا)

ضربت الموجة الثانية من فيروس كورونا (كوفيد - 19) سياسيين وتنفيذيين سودانيين بارزين في الحكومة، فيما أعلنت أسرة الزعيم السياسي والديني السوداني الصادق المهدي إصابته الفايروس المستجد. وقال مجلس الوزراء إن نتائج فحص أجريت على المسؤولين والوزراء، جاءت موجبة عند اثنين من كبار مساعدي رئيس الوزراء ومدير البنك المركزي، فيما جاءت نتيجة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك سلبية.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان أمس (الخميس)، أن السلطات الصحية طبّقت الإجراءات الصحية الاحترازية الشاملة على طاقم الموظفين في المجلس، وأن وزارة الصحة أجرت فحوصات شاملة لطاقم الموظفين في مجلس الوزراء، وجاءت نتيجة فحص رئيس الوزراء «سلبية»، فيما جاءت «موجبة» عند كل من كبير مستشاري رئيس الوزراء الشيخ خضر، ومدير مكتبه علي بخيت، إضافة لإصابة محافظ بنك السوداني المركزي محمد الفاتح زين العابدين، فيما جاءت فحوصات بقية موظفي المجلس «سلبية».
وأوضح مجلس الوزراء، أن جميع المصابين بصحة جيدة ويتلقون العلاج، فيما تجري عمليات التتبُّع والفحص لكل من خالطهم.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة، وقررت إخضاع كل الطاقم الوزاري للفحص، وتقرر أن يعمل رئيس الوزراء من منزله في نوع من أنواع العزل المنزلي.
ولم تسجل خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا أي إصابات لمسؤولين كبار في السلطة الانتقالية، عدا حالات مخالطة لعدد من الوزراء، خضعوا للعزل المنزلي.
إلى ذلك، أعلنت أسرة زعيم «حزب الأمة» رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، في بيان أمس، أنه شعر بإعياء، وأجري له فحص «كوفيد - 19» ليل أول من أمس، وجاءت نتيجة الفحص «موجبة». وعلمت «الشرق الأوسط» من الأسرة أن حالة المهدي مستقرة ويخضع للمراقبة المنزلية.
والتقى المهدي ليل الأحد (الماضي) رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وتناقشا حول قرار الحكومة تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي يعارضها المهدي وحزبه.
وقال البرهان بحسب حسابه الرسمي في «تويتر»: «الإمام الصادق المهدي شخصية وطنية محورية، قادت العمل السياسي مع حزبه، في كل مراحل البناء الوطني التي نحن الآن في إحداها». وتمنى البرهان الشفاء العاجل للمهدي بقوله: «نثق في قوته ولياقته ومقدرته على تجاوز الوعكة الصحية التي ألمت به، أمنياتنا له بعاجل الشفاء».
وشغل رئيس حزب الأمة الصادق المهدي والبالغ من العمر 85 عاما، منصب رئيس وزراء السودان دورتين رئاسيتين، آخرهما 1985، قبل إطاحة الإسلاميين بحكمه بانقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 العسكري، إلى جانب صفته «إماماً» لطائفة الأنصار الدينية، إحدى أكبر الطوائف الدينية في البلاد، وهو حفيد الإمام محمد أحمد المهدي، قائد الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري في السودان.
وأظهر آخر تقرير صادر وزارة الصحة (الثلاثاء) الماضي إصابة 7 في كل ولايات البلاد، ولم تسجل حالات وفاة جديدة، من إجمالي فحوصات تمت لأكثر من 1000 شخص، فيما بلغت جملة الإصابات بفيروس كوفيد - 19 في البلاد منذ ظهور الجائحة في مارس (آذار) الماضي، 13772. وتوفي جراء الجائحة 872 شخصاً وتعافى منها 6764 حسب آخر الإحصائيات الرسمية.
وتشدد وزارة الصحة السودانية في تقاريرها الدورية اليومية على ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية والتباعد الاجتماعي، ولبس الأقنعة الواقية «الكمامات»، لكن وبحكم الأوضاع الاقتصادية لا يلتزم كثيرون بتلك الموجهات.
وخلال الموجة الأولى لاستشراء الجائحة، فرضت الحكومة السودانية إغلاقاً صحياً جزئياً أول الأمر، ثم أعلنت إغلاقاً شاملاً ابتداءً من مارس (آذار) ورفعته في سبتمبر (أيلول) الماضيين وأبقت على حالة الطوارئ الصحية واشترطت مراعاة التدابير الصحية اللازمة، وشمل الحظر كل أنحاء البلاد، وتراوح بين الإغلاق الكلي والجزئي واستمر ستة أشهر.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.