محكمة سويسرية تتأهب اليوم لإصدار قرار بسجن القطري الخليفي

القطري ناصر الخليفي عند وصوله إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية (أرشيفية-ا.ف.ب)
القطري ناصر الخليفي عند وصوله إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية (أرشيفية-ا.ف.ب)
TT

محكمة سويسرية تتأهب اليوم لإصدار قرار بسجن القطري الخليفي

القطري ناصر الخليفي عند وصوله إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية (أرشيفية-ا.ف.ب)
القطري ناصر الخليفي عند وصوله إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية (أرشيفية-ا.ف.ب)

يواجه مسؤولان كبيران في كرة القدم خطر دخول السجن للمرة الأولى في أوروبا ضمن فضيحة فساد الاتحاد الدولي (فيفا)، عندما تصدر محكمة سويسرية الجمعة حكمها بحق الأمين العام السابق للاتحاد الدولي الفرنسي جيروم فالك، ورئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي ومجموعة «بي إن» الإعلامية القطري ناصر الخليفي، في قضية حقوق نقل تلفزيوني لمونديالي 2026 و2030.
وستصدر محكمة بيلينزونا الفدرالية حكمها الساعة 13:30 (12:30 بتوقيت غرينيتش) بحق فالك والخليفي اللذين تم الاستماع اليهما لمدة عشرة أيام في سبتمبر(أيلول)، بالإضافة إلى رجل الإعمال اليوناني دينوس ديريس الذي لم يمثل أمامها لأسباب صحية.
وكانت النيابة العامة السويسرية قد طالبت بسجن الخليفي لمدة 28 شهراً، وفالك ثلاث سنوات، وديريس 30 شهراً، مع وقف تنفيذ جزئي بالنسبة لكل منهم.
وهذه هي أول مطالبة بالسجن على الأراضي الأوروبية في الفضائح المتعددة التي هزت كرة القدم العالمية عام 2015، بعد إدانة العديد من المسؤولين السابقين في أميركا الجنوبية والولايات المتحدة وسجنهم.
وتتهم النيابة العامة فالك بالحصول من الخليفي على الاستخدام الحصري لفيلا فاخرة في جزيرة سردينيا الإيطالية، مقابل دعمه في حصول شبكة «بي إن» على حقوق البث التلفزيوني لمونديالي 2026 و2030 في منطقتي الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.
فيما تتهم الخليفي، أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في عالم كرة القدم، بـ«تحريض فالك على ارتكاب سوء إدارة إجرامي مشدّد» وإدارة غير نزيهة.
ولخّص المدعي العام الفدرالي جويل باهو تهم فالك بسعيه للحصول على المال لضمان أسلوب حياة «مبذر».
أما بالنسبة للخليفي، فذكَّرت النيابة العامة بأنه استحوذ على «فيلا بيانكا» مقابل خمسة ملايين يورو، عن طريق شركة تم تحويلها على الفور تقريباً إلى شقيق أحد المقربين منه، قبل وضعها تحت تصرف فالك.
ونفى فالك والخليفي أمام المحكمة أي «اتفاق فساد» بينهما وأكدا أن الامر يتعلق بتسوية «خاصة» لا علاقة لها بالعقد المبرم بين «بي إن سبورتس» وفيفا في أبريل (نيسان) 2014.
كما وصف كلا منهما الاتفاقية مع الفيفا بالـ«ذهبية» وحتى الـ«سامية»، حيث دفعت بي إن سبورتس 480 مليون يورو لنقل البطولتين العالميتين، أي بزيادة 60 في المائة عن القيمة التي دفعتها لنقل نسختي 2018 و2022، عندما كانت المرشحة الوحيدة في السباق على الحصول على حقوق بثهما.
لكن النيابة العامة أكدت أنه بغض النظر عن ذلك، فإنه كان يتعين على فالك إبلاغ فيفا بخصوص الفيلا، وبالتالي تم دفعه من قبل رئيس بي إن سبورتس للإضرار بالاتحاد الدولي وهما جنحتان تتعلقان بـ«إدارة غير عادلة» و«التحريض» على هذه المخالفة.
من جهة أخرى، اتهم النائب العام الخليفي بـ«ازدراء العدالة»، معتبراً أنه لم يتعاون مع التحقيق ونفى شراء فيلا سردينيا، رغم الأدلة التي جمعها المحققون.
لكن وكلاء الدفاع عن الخليفي استمروا بوصف القضية بأنها «مصطنعة»، صمّمتها النيابة العامة «في محاولة لانقاذ ملفها»، بعد اضطرارها إلى إسقاط تهمة «الفساد» عن الخليفي إثر اتفاق في يناير (كانون الثاني) بين فيفا والمسؤول القطري لم يتم الإعلان عن مضمونه.
وبحسب المحامين مارك بونان، غريغوار مانجا وفاني مارغيراز، فإن الخليفي «لم يحرّض أو يشجّع السيد فالكه على فعل أي شيء».
وفي قضية منفصلة تتعلق بحقوق البث التلفزيوني في اليونان وإيطاليا، يُحاكم فالك لتلقيه 1.25 مليون يورو على ثلاث دفعات من دينوس ديريس، وهي القضية التي طالبت النيابة العامة بحسبه بسببها 30 شهراً.
ويطالب فيفا الذي يلعب دور المدعي في القضية «بين 1.4 و2.3 ملايين يورو» من فالك للاستفادة مدة 18 شهرا من فيلا بيانكا، بالإضافة إلى 1.25 مليون يورو من الأمين العام السابق وديريس.
إجمالا، قدّرت النيابة العامة أن الصحافي السابق في قناة «كنال بلوس» قد خان الثقة التي منحها إليه الفيفا أربع مرات، لكنها اعتبرت على الأقل أنه دفع بالفعل ثمناً باهظاً بسبب ذلك على مدار خمس سنوات.
وقال باهو، إن الفرنسي البالغ من العمر 60 عاماً والذي يعيش في برشلونة «عانى مهنياً في السنوات الأخيرة. لم يجد عملاً بعد فيفا».
وروى فالك في جلسات الاستماع أنه لم يتمكن من فتح حساب مصرفي في أوروبا منذ عام 2017 إلى درجة أنه قام في العام التالي بتطليق زوجته حتى تتمكن من فتح حساب باسمها، وأنه اضطر إلى بيع يخته ومجوهراته كما تمت سرقة سيارته بورشه كايين.
«لقد بدأت مشروعاً زراعياً في بلد ما وآمل أن توفّر المحاصيل دخلاً في الأشهر المقبلة»، رافضاً أن يكون أكثر دقة لدى تطرقه إلى «اثنتين أو ثلاث محاولات أخرى» لإطلاق بداية جديدة تم «تلويثها» بتدخلات الفيفا.


مقالات ذات صلة

«فيفا»: الأندية دفعت 125 مليون دولار في انتقالات اللاعبين... والسعودية وإنجلترا الأكثر إنفاقاً

رياضة عالمية الاتحاد الدولي لكرة القدم (د.ب.أ)

«فيفا»: الأندية دفعت 125 مليون دولار في انتقالات اللاعبين... والسعودية وإنجلترا الأكثر إنفاقاً

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن أندية كرة القدم في جميع أنحاء العالم حصلت على 125 مليون دولار من الأموال المستحقة لها من انتقالات لاعبيها السابقين.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية تقنية «إف ڤي إس» ستكون إضافية لـ«الڤار» لحسم القرارات التحكيمية المثيرة للجدل (الشرق الأوسط)

«فيفا» يوسع تجارب التحديات التقنية للمدربين على غرار «الڤار»

يأمل «فيفا» في الحصول على إذن من «المجلس الدولي لكرة القدم (إيفاب)» لمواصلة تجارب «الدعم بالفيديو في كرة القدم (إف ڤي إس)»، وهو نظام بديل لـ«تقنية الفيديو».

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الشرق الأوسط)

«فيفا» يخطط لإصلاح شامل في نظام حكم الفيديو المساعد

يسعى «فيفا» إلى تطوير نظام بديل لـ«في إيه آر» واستبداله بنظام جديد يُدعى «إف في إس» سيسمح للمدربين بتحدي قرارات التحكيم التي يعدّونها خاطئة.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية روبرت إنكه (الشرق الأوسط)

«فيفا» يحيي ذكرى الحارس الألماني الراحل روبرت إنكه

تتذكر كرة القدم العالمية الوفاة المأساوية لروبرت إنكه، حارس مرمى منتخب ألمانيا السابق، الذي انتحر قبل نحو 15 عاماً وهو في عمر الـ33.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية الهدف من فريق عمل «الفيفا» دراسة كيفية تقديم الضمانات المناسبة والفعالة للاعبين (رويترز)

فينغر يترأس فريق عمل تابعاً لـ«الفيفا» لرعاية مصالح اللاعبين

قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس الاثنين إن الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال السابق سيترأس مجموعة عمل تابعة للاتحاد تركز على رعاية مصالح اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.