«كوفيد ـ 19» يطال السياسيين في ليبيا وسط مخاوف

إجراءات احترازية مشددة قُبيل استئناف امتحانات طلابية

جانب من اجتماع اللجنة العليا لمجابهة {كورونا} في غرب ليبيا (المركز الوطني)
جانب من اجتماع اللجنة العليا لمجابهة {كورونا} في غرب ليبيا (المركز الوطني)
TT

«كوفيد ـ 19» يطال السياسيين في ليبيا وسط مخاوف

جانب من اجتماع اللجنة العليا لمجابهة {كورونا} في غرب ليبيا (المركز الوطني)
جانب من اجتماع اللجنة العليا لمجابهة {كورونا} في غرب ليبيا (المركز الوطني)

يتصاعد منحنى الإصابات اليومية لـ«كوفيد - 19» في ليبيا، وسط مخاوف من انتقال الوباء إلى المرحلة الخامسة في ظل تمدده بغالبية المدن والبلدات، في وقت نعت الأوساط السياسية والاجتماعية أمس، الدكتور جمعة الصويعي السايح العضو السابق في «المؤتمر الوطني العام»، بعدما قضى متأثراً بإصابته بـ«كورونا».
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس (الأربعاء)، تسجيل 899 إصابة جديدة 586 منها في طرابلس فقط، بينما تتوزع باقي الإصابات على عموم ليبيا، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 58874 إصابة، بجانب وفاة 823 حالة.
والسايح (70 عاماً)، الذي ينتمي إلى مدينة ورشفانة (بغرب ليبيا) أُصيب بالفيروس وتدهورت صحته، بحسب أسرته، قبل أن يدخل العزل الصحي في مدنية بنغازي التي يقيم بها، ويفارق الحياة.
وفي إطار تغول الفيروس، توفي أيضاً الاستشاري ومؤسس وحدة جراحة الأطفال بمستشفى صبراتة الدكتور الطاهر سركز، الذي نعته وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» مساء أول من أمس، كما نعاه مستشفى صبراتة التعليمي، ووصفه بأنه كان «طبيباً بحجم وطن في العطاء والأخلاق والطيبة».
واتخذت وزارة التعليم بحكومة «الوفاق»، إجراءات احترازية مشددة لمكافحة «كورونا» باتجاه استكمال الامتحانات المؤجلة لطلاب الثانوية العامة.
وبحسب التعميم الصادر عن اللجنة العليا للامتحانات بالوزارة، يوزع معقم الأيدي لمرة واحدة ابتداء من أول يوم للامتحانات حسب الكمية المخصصة لكل طالب أو طالبة تظل بحوزته طوال أيام الامتحانات، على أن تقاس درجة حرارة الطلاب قبل دخولهم إلى قاعة الامتحان، وتسلم لهم كمامات.
ولفتت اللجنة العليا إلى أنه توزع القفازات يومياً على المكلفين بتوزيع أظرف الأسئلة على الطلاب، وكذلك عند تسلم ورقة الإجابة منهم، ويستوجب على الملاحظين والمراقبين، إذا كانت درجة حرارة أي منهم فوق المعدل الطبيعي إعفاؤه من الملاحظة والمراقبة. وناقشت اللجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا» في غرب البلاد، كل المستجدات المتعلقة بمواجهة الجائحة وأهمها جاهزية مراكز العزل وتوفر المشغلات المعملية لمختبرات صحة المجتمع وكل لوازم العمل داخل مراكز العزل، كما ناقشت اللجنة المستحقات المالية للأطقم الطبية والطبية المساعدة وكيفية تذليل كل الصعوبات والعراقيل التي تواجه العمل.
وكان مركز بنغازي الطبي انتهى مساء أول من أمس، من ورشة عمل، بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حول مناقشة التحديثات الجديدة للفيروس وتطورات المرض، ذلك للرفع من مستوى خبرة الأطباء العاملين في مراكز العزل لمواجهة وباء «كورونا».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.