تركيا تلوّح بالقوة في شرق المتوسط لمنع اليونان من فرض {أمر واقع}

TT

تركيا تلوّح بالقوة في شرق المتوسط لمنع اليونان من فرض {أمر واقع}

هددت تركيا باستخدام القوة في شرق المتوسط لمنع ما سمته محاولة فرض الأمر الواقع في المنطقة، بينما قضت محكمة تركية بحبس موظف محلي بالقنصلية الأميركية في إسطنبول على خلفية اتهامه بالارتباط بحركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، المتهمة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشيليك إن تركيا «تمتلك القوة والخبرة والعزيمة اللازمة للرد المناسب على الأطراف الساعية إلى فرض الأمر الواقع في شرق المتوسط... ولن تسمح باستغلال اليونان للمفاوضات من أجل فرض أمر واقع في المنطقة». وأضاف تشيليك، عقب اجتماع للجنة التنفيذية للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان: «باب التفاوض مع اليونان مفتوح دائما، في حال تخلت عن محاولات فرض الأمر الواقع»، موضحا أن سفينة «أوروتش رئيس» تجري أنشطة المسح السيزمي في الفترة بين 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وحتى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على بعد 440 كم من السواحل اليونانية، و130 كم من السواحل التركية. وألغت تركيا واليونان بشكل متبادل أول من أمس إخطارات بحرية (نافتكس) للتدريب العسكري على الرماية شرق البحر المتوسط، كانت ستجرى أمس من جانب اليونان وأول من أمس من جانب تركيا، بعد تدخل من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
في شأن آخر، قضت المحكمة الجنائية العليا في ولاية إسطنبول بحبس الموظف المحلي لدى القنصلية الأميركية، نظمي متيه جان تورك، لمدة 5 سنوات وشهرين و15 يوما بتهمة مساعدة حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن المتهمة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو 2016. وحضر جلسة النطق بالحكم كل مِن المتهمين نظمي مته جان تورك وزوجته «سيفيم» وابنتهما «كوثر إيرم»، رفقة محاميهم. كما حضرها القنصل العام الأميركي في إسطنبول «داريا دارنيل»، والقائم بأعمال سفارة واشنطن لدى أنقرة «جيفري هوفينير»، وعدد من موظفي القنصلية. وقضت المحكمة بتبرئة زوجة نظمي متيه تورك وابنته لعدم كفاية الأدلة لديها، حيث كانت النيابة العامة في إسطنبول استدعته بناء على إفادات أدلى بها زميله في القنصلية متين طوبوز، المحبوس حاليا بتهم «انتهاك الدستور والتجسس ومحاولة إسقاط الحكومة التركية». وسبق أن أظهرت التحقيقات ارتباط طوبوز بالمدعي العام السابق الهارب خارج البلاد زكريا أوز، ومديري شرطة سابقين، متهمين بالانتماء إلى حركة غولن، بينما أكد طوبوز أن طبيعة عمله بالقنصلية كانت تفرض عليه التواصل مع العديد من الجهات في البلاد.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».