الأحزاب المغربية تتفق على التعديلات الانتخابية باستثناء نقطتين

رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي
رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي
TT

الأحزاب المغربية تتفق على التعديلات الانتخابية باستثناء نقطتين

رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي
رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي

قال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي المشارك في الحكومة، مساء أول من أمس، خلال دورة نظمتها «مؤسسة الفقيه التطواني» بمدينة سلا، إن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان اتفقت على جميع التعديلات المتعلقة بالقوانين الانتخابية ذات الصلة بانتخاب مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، المقررة العام المقبل، باستثناء نقطتين خلافيتين: الأولى تتعلق باحتساب القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، والثاني رفع عدد أعضاء مجلس النواب، من أجل تعزيز تمثلية النساء.
ودافع الطالبي العلمي عن مقترح احتساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، رافضاً القول بأنه يستهدف حزبا معينا. وقال إن انتخابات 2016 التشريعية أظهرت إقصاء مليون و182 ألف صوت من المساهمة في احتساب القاسم الانتخابي لأنها أصوات ملغاة، وتساءل العلمي: «هؤلاء ذهبوا للتصويت، لكن لم يؤخذ صوتهم بعين الاعتبار، وهذا غير منطقي».
واعتبر العلمي أن حساب القاسم الانتخابي على أساس المسجلين سيتيح التعرف على القاسم «مسبقاً قبل إجراء الانتخابات»، وليس بعد انتظار التصويت لاحتسابه.
وحول إمكانية تجاوز الخلاف حول القاسم الانتخابي في ظل رفضه من طرف حزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلاف الحكومي، ذي المرجعية الإسلامية، عبر العلمي عن تفاؤله بالوصول إلى توافق «إذا وقعت تنازلات»، وقال إن المهم هو تعزيز التمثلية والمشاركة.
من جهة أخرى، اعتبر مصطفى الإبراهيمي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، في مداخلة له بلجنة المالية في مجلس النواب، خلال مناقشة مشروع موازنة 2021، أن الاستعدادات للانتخابات يجب أن تقدم «رسائل إيجابية في اتجاه مزيد من ترسيخ الاختيار الديمقراطي»، مجدداً رفض حزبه لاعتماد القاسم الانتخابي، بناء على عدد المسجلين باللوائح الانتخابية، لأنه حسب قوله: «سيحول العملية الانتخابية إلى توزيع للمقاعد بين الأحزاب المشاركة بالتساوي، ومن دون منافسة، وسيضرب التنافس كأساس للعملية الديمقراطية».
في سياق متصل، أصدرت أحزاب المعارضة الثلاثة: الاستقلال، والأصالة والمعارضة، والتقدم والاشتراكية، بياناً مشتركاً أمس، أعلنت فيه تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول العدالة المجالية»، ومدى التعاطي المُنصِف للحكومة مع جميع جهات وجماعات (بلديات) البلاد، على قدم المساواة في جائحة كورونا.
وهاجمت أحزاب المعارضة الثلاثة ما وصفته بـ«استهتار الحكومة وأغلبيتها بأولويات الشعب المغربي»، مشيرة إلى أنها «لم تَكـف عن تنبيه الحكومة إلى النقائص التي تشوب تدبيرها للتداعيات العميقة لجائحة كوفيد 19»، في الوقت الذي يبدو فيه أن الحكومة وأغلبيتها «لها أولويات أخرى غير تلك التي ينتظرها المغاربة»، معتبرة أن الشعب المغربي «يــئــنُ تحت وطأة جائحة كورونا وانعكاساتها الوخيمة»، في حين أن الحكومة «مصرة على الاستهتار بأولويات المغاربة، وتمعن في الانشغال بصراع سياسوي»، مكرسـة كل الجهد «للقضايا الانتخابوية بشكل يبعث على الخجل، ويفاقم من تلاشي منسوب الثقة والمصداقية».
واعتبرت الأحزاب أن الأسبقية يجب أن تعطى «للصحة وخفض مؤشرات تفشي الجائحة»، وإبداع البدائل الكفيلة بتمنيع اقتصادنا الوطني بارتباطٍ مع الحفاظ على مناصب الشغل، والاهتمام بالملفات الاجتماعية للمغربيات والمغاربة، الذين فقدوا عملهم وتقلصت قدرتهم الشرائية، والذين يفتقدون أي تغطية اجتماعية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.