مشروع قانون إسرائيلي لسحب الهوية من المواطنين العرب بذرائع أمنية

TT

مشروع قانون إسرائيلي لسحب الهوية من المواطنين العرب بذرائع أمنية

في الوقت الذي تدب فيه الخلافات بين حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو وحزب «كحول لفان» بقيادة بيني غانتس، فهما لا يتفقان على أي شيء تقريبا، رغم وجودهما في تحالف في الحكومة، فإن نواب الطرفين اتفقا على مشروع قانون يقضي بسحب الجنسية الإسرائيلية من أي مواطن عربي من فلسطينيي 48، إذا ما ثبت أنه يحصل على راتب عائلة شهيد أو أسير من السلطة الفلسطينية.
فقد وقع 18 نائبا في الكنيست (البرلمان) من الحزبين، وكذلك من حزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، وحزب اليهود المتدينين الشرقيين، شاس، على مشروع القانون المذكور، الذي بادر إليه النائب آفي ديختر، وهو الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك). وقال ديختر، في تفسير هذه الخطوة، إنه «ليس من المعقول أن يستمر هؤلاء بالتمتع بحمل الجنسية الإسرائيلية وتلقيهم مكافآت مالية على تنفيذهم عمليات ضد إسرائيل».
ومع أن المشروع يتحدث فقط عمن يرتكبون مخالفات أمنية، فإنه يثير قلق القيادات العربية في إسرائيل وقوى السلام والديمقراطية، التي تتحسب من خطر أن تكون هذه مقدمة لتسهيل طرد نشطاء سياسيين عرب من وطنهم وتنفيذ عملية تطهير عرقي. وحسب منظمة «بتسيلم» الحقوقية في تل أبيب، فإن المشروع يستند إلى قانون إسرائيلي قديم منذ سنة 1952 استهدف تحويل كل مواطن غير يهودي إلى مقيم من دون جنسية. ولكنه منذ سنة 1967، اتسع ليصبح قانون طرد للفلسطينيين من وطنهم. وتم تفعيله بشكل خاص ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة. ففي الفترة ما بين 1987 و1999 قدر عدد من سحبت هوياتهم من المقدسيين بـ3300 مواطن، ومنذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو سنة 1993، صعدت وزارة الداخلية الإسرائيلية من إجراءاتها بسحب الهويات المقدسية. وحتى نهاية عام 2017 سحبت إسرائيل هويات 14635 هوية لمواطنين مقدسيين. وقال مركز الدفاع عن الفرد «هموكيد»، إن وزارة الداخلية الإسرائيلية سحبت خلال عام 2018 هوية 13 فلسطينياً مقدسياً، من بينهم أربع نساء، يضاف إليهن أبناؤهن القاصرون.
وأكد «بتسيلم»، أن هذا الطرد جاء في إطار السياسة الإسرائيلية الرامية لتهويد مدينة القدس وتقليص الوجود العربي الفلسطيني إلى أقل نسبة ممكنة فيها. وقد تم تعديل القانون في سنة 2018، لتسهيل الإجراءات على الحكومة لسحب الهويات الإسرائيلية من السكان العرب في القدس، وذلك بإضافة حجة جديدة هي: «سحب الهوية الإسرائيلية بشكل أوتوماتيكي من أي مواطن عربي من سكان القدس، في حال إدانته بالمشاركة في نشاطات معادية للدولة».
وأكدت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، في حينه، خطورة هذا القانون وقالت إنه «موجّه بشكل خاص للعرب الذين يسكنون داخل مدينة القدس وليس لغيرهم، والذرائع التي تقدمها إسرائيل لإقراره باطلة ولا قيمة لها}.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.