وزراء جزائريون يروّجون لـ«تعديلات الدستور» وسط غياب لافت لتبون

الأحزاب الداعية إلى مقاطعة الاستفتاء ترفع شكوى ضد {الإقصاء}

TT

وزراء جزائريون يروّجون لـ«تعديلات الدستور» وسط غياب لافت لتبون

في حين واصل وزراء الجزائر، أمس، الترويج لـ«تعديلات الدستور» الجديد وسط غياب لافت للرئيس تبون، عدّ قائد الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة، موقف المؤسسة العسكرية الداعم مراجعة الدستور، بمثابة «حفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن». وشهدت أمس حملة الاستفتاء على الدستور، التي تنتهي غداً، نزول عدد كبير من الوزراء إلى الميدان، فيما يستمر غياب الرئيس عبد المجيد تبون، المشتبه بإصابته بفيروس «كورونا». لكن بيان لمصالح الوزير الاول أكد أن {حالته الصحية مستقرة ولا تستدعي أي قلق}.
وقال شنقريحة أمس أثناء لقائه الكوادر العسكريين بقيادة القوات الجوية بالعاصمة: «أود التذكير بهذه المناسبة، التي تأتي قبل أيام قليلة من إجراء الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، بأن المصلحة العليا للوطن تطلبت منا في الجيش الوطني الشعبي اتخاذ مواقف صادقة وثابتة تجاه الوطن والشعب، من منطلق مهامنا الدستورية، ولكوننا نعتبر أمن واستقرار هذا الوطن، ووحدة شعبه وسيادته، أمانة مقدسة في أعناقنا». مشيراً إلى أن الجزائر «تحررت من دنس المستعمر الغاشم بفضل التضحيات الجسام لآبائنا وأجدادنا، الذين قدموا على مر العصور والأزمان قوافل من الشهداء عربوناً للانعتاق من أغلال العبودية».
وسيجري الاستفتاء الأحد المقبل، في اليوم نفسه الذي تحتفل فيه البلاد بمرور 66 سنة على تفجير ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي. لكن الرئيس تبون لا يزال يواجه انتقاد قطاع من الطبقة السياسية، خصوصاً رافضي مسعى تعديل الدستور، لاختياره هذا التاريخ لتنظيم الاستفتاء؛ إذ عدّوه «استغلالاً سياسياً لأهم الرموز التاريخية».
وأكد شنقريحة، الذي «تفوق»، حسب مراقبين، على كل المسؤولين الحكوميين في الدعاية للدستور الجديد، أن «الجزائر أرض المقاومة والشهادة تعرف جيداً قدر السيادة الوطنية وقيمة الاستقلال، وثمن الأمن والاستقرار، لأنها تجرعت بالأمس مرارة الاستبداد الاستعماري الغاشم والظالم، وعانت من ويلات الإرهاب الهمجي والدموي، الذي لا يقل بشاعة وحقداً وخطراً عن الاستعمار»، مؤكدا أن الجزائر «ستعرف كيف ترفع كافة التحديات المعترضة، وتخرج منها أكثر قوة وأكثر مناعة، وستكون كما كانت دائماً عصية على أعدائها بالأمس واليوم وغداً، وستعرف كيف تحفظ استقلالها وسيادتها الوطنية».
ونظم أمس رئيس الوزراء عبد العزيز جراد وكثير من الوزراء تجمعات بالعاصمة وفي كثير من المناطق في سياق الترويج للدستور الجديد. وحذر جراد من وجود ما أسماه بـ{التحالف القوي} بين {مسؤولين سابقين ورجال أعمال مسجونين لتورطهم في قضايا الفساد وتعاونهم مع أطراف في الخارج معادية للدولة}. وقال إن {المال الفاسد لا يزال يحوم في مجتمعنا, وهو أكثر من فيروس كورونا}
وظل الفضاء العام المخصص لحملة الدستور مغلقاً على الأحزاب، التي دعت إلى مقاطعة الاستفتاء أو التصويت بـ«لا» عليه. ورفع من طالهم الحظر في وسائل الإعلام الحكومية، وحتى الخاصة، من إبداء الموقف، شكوى إلى «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، التي تعهد رئيسها محمد شرفي في وقت سابق بأن «تكون الحملة مفتوحة ومتاحة للجميع، بغض النظر عن طبيعة الموقف».
ونشر عبد الله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية، أمس، بحسابات الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، أسباب الدعوة إلى التصويت ضد «دستور تبون»، فقال إنه «أعطى السلطة التنفيذية والتشريعية حق التشريع بصفة مطلقة، ابتداء وانتهاء، وهذا أمر بالغ الخطورة لأنه عدوان على شرع الله تعالى»، مؤكدا أن الدستور الجديد «لا يضع أياً من شروط العلم أو الاختصاص أو الخبرة، أو الاستقامة أو الرشد، في تولي عضوية ورئاسة البرلمان، وهذا عدوان على المؤسسة بالغ الأثر على ثوابت الشعب، وحقوقه ومصالحه».
كما عدّ جاب الله أيضاً أن الدستور الجديد «لم يلتفت لذكر مرجعيات التشريع، وهي الشريعة الإسلامية، أو مرجعية بيان أول نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 (وثيقة وضعها مفجرو ثورة الاستقلال، تتضمن طبيعة النظام الذي يليق بالجزائر بعد الاستقلال)، وهذا من أهم الأدلة على إفراغ المادة الثانية من الدستور (الإسلام دين الدولة) من محتواها».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).