الصادرات تقود تعافي الاقتصاد الكوري الجنوبي من كبوته

في انتظار تحسن الإنفاق الاستهلاكي

ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لكوريا الجنوبية 1.9 % في الربع الثالث.. وهو أسرع نمو اقتصادي للبلاد منذ  2010 (رويترز)
ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لكوريا الجنوبية 1.9 % في الربع الثالث.. وهو أسرع نمو اقتصادي للبلاد منذ 2010 (رويترز)
TT

الصادرات تقود تعافي الاقتصاد الكوري الجنوبي من كبوته

ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لكوريا الجنوبية 1.9 % في الربع الثالث.. وهو أسرع نمو اقتصادي للبلاد منذ  2010 (رويترز)
ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لكوريا الجنوبية 1.9 % في الربع الثالث.. وهو أسرع نمو اقتصادي للبلاد منذ 2010 (رويترز)

سجل الاقتصاد الكوري الجنوبي ارتفاعاً طفيفاً لأول مرة منذ تفشي جائحة فيروس «كورونا»، بحسب بيانات نشرها البنك المركزي في البلاد الثلاثاء، وذلك بعد تراجع الاقتصاد الكوري الجنوبي بنسبة 3.2 في المائة خلال الربع الثاني من العام.
وأظهرت البيانات ارتفاع إجمالي الناتج المحلي لكوريا الجنوبية بنسبة 1.9 في المائة خلال الربع الثالث، مقارنة بالربع الثاني، ما يعدّ أسرع نمو اقتصادي للبلاد منذ 2010... إلا إن هذا المستوى لا يزال يمثل انخفاضاً بنسبة 1.3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكنه يظل معدلاً أفضل كثيراً من توقعات أكثر تشاؤماً في وقت سابق.
ويعود النمو بشكل أساسي إلى الصعود الحاد في صادرات البلاد التي زادت بنسبة 15.6 في المائة في الفترة من يوليو (تموز) حتى سبتمبر (أيلول) الماضيين، مع توسع الشحنات الخارجية من السيارات وأشباه الموصلات... ومع ذلك، كان إنفاق المستهلكين ضعيفاً.
وفي الشهر الماضي، شهدت صادرات كوريا الجنوبية انتعاشاً لأول مرة منذ 7 أشهر، حيث استأنف الشركاء التجاريون الرئيسيون تدريجياً أنشطتهم التجارية وسط الجائحة. ووصلت شحنات التصدير إلى 48 مليار دولار في الشهر الماضي، بزيادة قدرها 7.7 في المائة من 44.6 مليار دولار في العام الذي سبقه.
وقال «بنك كوريا» إن الاستثمار في المرافق ارتفع بنسبة 6.7 في المائة على أساس ربع سنوي في الربع الثالث. وتراجع الإنفاق في القطاع الخاص بنسبة 0.1 في المائة في الربع الثالث، بينما زاد الإنفاق الحكومي بنسبة 0.1 في المائة.
وعززت الحكومة إنفاقها حتى الآن بما لا يقل عن 67 تريليون وون (59.3 مليار دولار) بـ4 دفعات من الميزانيات التكميلية لتعزيز الاقتصاد المتضرر من الفيروس، بحسب وكالة «يونهاب» الكورية.
وبحسب القطاع، ارتفع إنتاج الصناعة التحويلية بنسبة 7.6 في المائة على أساس ربع سنوي في الربع الثالث، وهو تحول من انخفاض بنسبة 8.9 في المائة في الربع الثاني. وانخفض إنتاج قطاع البناء بنسبة 5.5 في المائة في الربع الثالث، بينما نما إنتاج قطاع الخدمات بنسبة 0.7 في المائة.
يذكر أن اقتصاد كوريا الجنوبية هو رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وبدأ بالتعافي بعد شروع أهم الشركاء التجاريين لسيول في رفع القيود عن الاقتصاد التي جرى فرضها بسبب وباء فيروس «كورونا». وأدارت كوريا الجنوبية حتى الآن أزمة فيروس «كورونا» بشكل جيد وفقاً للمعايير الدولية، حيث سجلت ما يزيد قليلاً على 26 ألف حالة إصابة.



اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
TT

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)

تعرضت أغلب عملات الأسواق الناشئة لضغوط مقابل الدولار يوم الأربعاء بعد تقرير قوي عن الوظائف أضاف إلى توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، وهبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 16 شهراً، تحت ضغط من قوة الدولار وتهديدات بفرض تعريفات من جانب إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، رغم أن البنك المركزي حدد توجيهات أقوى من المتوقع.

وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في «يو بي إس»: «من المتوقع أن يواجه اليوان ضغوطاً لخفض قيمته؛ ليس فقط من زيادات التعريفات، ولكن أيضاً من الدولار الأقوى بشكل كبير... ولكن رغم هذه التحديات، فإننا نعتقد أن الحكومة الصينية عازمة وقادرة على إدارة خفض قيمة معتدل نسبياً».

وقبل فتح السوق حدد بنك الشعب الصيني سعر النقطة الوسطى الذي يسمح لليوان بالتداول حوله في نطاق 2 في المائة عند 7.1887 للدولار، وهو ما يزيد بمقدار 1548 نقطة عن تقديرات «رويترز».

وافتتح اليوان الفوري عند 7.3250 للدولار، وكان في آخر تداول منخفضاً بمقدار 31 نقطة عن إغلاق الجلسة السابقة عند 7.3315 يوان للدولار اعتباراً من الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وقالت وانغ إنها تتوقع أن يتم التحكم في سعر الصرف حول 7.4 للدولار على الأقل خلال النصف الأول من العام، وإذا تم الإعلان عن زيادات التعريفات الجمركية، فقد يضعف اليوان إلى 7.6 للدولار بحلول نهاية العام.

ونفى ترمب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، تقريراً صحافياً قال إن مساعديه كانوا يستكشفون خطط التعريفات الجمركية التي ستغطي الواردات الحرجة فقط، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين بين قادة الأعمال بشأن سياسات التجارة الأميركية المستقبلية.

ومن جانبه، انخفض مؤشر «إم إس سي آي» الذي يتتبع عملات الأسواق الناشئة 0.3 في المائة في الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش بعد جلستين من المكاسب، مع ضعف أغلب العملات الأوروبية الناشئة مقابل الدولار وانخفاض الليرة التركية 0.2 في المائة.

وفي جنوب أفريقيا، ضعف الراند بنسبة 0.8 في المائة بعد مكاسب في الجلسة الماضية، وانخفض مؤشر الأسهم الرئيس في البلاد بنسبة 0.5 في المائة بعد أن أظهر مسح مؤشر مديري المشتريات المحلي أن نشاط التصنيع انخفض للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وصعد الدولار الأميركي قليلاً خلال اليوم مع ارتفاع عائدات الخزانة على نطاق واسع بعد أن أشار أحدث تقرير لبيانات الوظائف إلى سوق صحية باستمرار يوم الثلاثاء، مما خفف الآمال في عدة تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وانخفض الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع رغم نفي الرئيس المنتخب دونالد ترمب للتقارير التي تفيد بأن التعريفات الجمركية التي يعتزم فرضها ستكون أقل صرامة، وهو ما رفع مؤشر العملات الناشئة.

وقال هاري ميلز، مدير «أوكو ماركتس»، مسلطاً الضوء على التحركات الحادة في البيزو المكسيكي واليوان الصيني: «إذا كانت حقيقة التعريفات الجمركية أقل مما قاله ترمب خلال الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، فقد تشهد العملات الناشئة ارتفاعاً وتخفيفاً للآثار التي عانت منها في الشهرين الماضيين».

وكان اليورو مستقراً أو مرتفعاً مقابل أغلب عملات أوروبا الناشئة، حيث بلغ أعلى ارتفاع له 0.2 في المائة مقابل الزلوتي البولندي. وكان أداء الأسهم البولندية أضعف من نظيراتها بانخفاض 0.4 في المائة.

وكان الروبل قد ارتفع في أحدث تعاملات بنسبة 2.1 في المائة مقابل الدولار، ليتجه للجلسة الخامسة من المكاسب، رغم أن التداول كان ضعيفاً حيث تحتفل روسيا بعطلة عامة حتى التاسع من يناير. كما ارتفع الشلن الكيني بنسبة 0.5 في المائة مقابل الدولار.

وانخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة ويتجه صوب أول خسارة له في أربع جلسات، مع هبوط الأسهم الآسيوية ذات الأوزان الثقيلة.

وقال ميلز «إذا رأينا رقماً قوياً للغاية لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الأسبوع، فإن هذا من شأنه أن يعطي المزيد من الارتفاع للدولار الأقوى».

وأنهت أغلب الأسواق الناشئة الربع الأخير على نغمة قاتمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البنك المركزي الأميركي اتخذ موقفاً متشدداً وتوقع تخفيضات أقل من المتوقع في السابق هذا العام.