الدولار يتجاوز عتبة 8 ليرات تركية للمرة الأولى تاريخياً

العملة تترنح مع مخاوف كبرى وفرار قياسي للمستثمرين

هوت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بأكثر من 8 ليرات للدولار تأثراً بضغوط غير مسبوقة (أ.ف.ب)
هوت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بأكثر من 8 ليرات للدولار تأثراً بضغوط غير مسبوقة (أ.ف.ب)
TT

الدولار يتجاوز عتبة 8 ليرات تركية للمرة الأولى تاريخياً

هوت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بأكثر من 8 ليرات للدولار تأثراً بضغوط غير مسبوقة (أ.ف.ب)
هوت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بأكثر من 8 ليرات للدولار تأثراً بضغوط غير مسبوقة (أ.ف.ب)

هوت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، مسجلة 8.05 مقابل الدولار الاثنين، نتيجة لقلق المستثمرين حيال قرار البنك المركزي إبقاء سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير الأسبوع الماضي ومخاوف جيوسياسية.
وأدى التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة والخلاف مع فرنسا والنزاع بين تركيا واليونان على الحقوق البحرية والمعارك في ناغورنو قره باغ إلى إثارة قلق المستثمرين.
ونزلت الليرة أكثر من واحد في المائة عن مستوى إغلاق يوم الجمعة البالغ 7.9650 ليرة، وكانت الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة، لتواصل موجة الخسائر التي منيت بها على مدار الأسابيع التسعة الماضية، والتي تعد الأطول منذ عام 1999. وفقدت العملة 26 في المائة هذا العام وأكثر من نصف قيمتها منذ نهاية 2017.
وتنفق تركيا من احتياطيات النقد الأجنبي بشكل أسرع من أي اقتصادات نامية كبرى أخرى في محاولة لدعم العملة. كما باع المستثمرون الأجانب ما يعادل 13.3 مليار دولار من الأسهم والسندات التركية هذا العام، وهو أعلى مستوى منذ 2005 على الأقل.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن استمرار تهاوي الليرة التركية أمام الدولار يعزز الشكوك حول أداء البنك المركزي التركي ومساعيه الرامية لدعم العملة المحلية في وقت تتصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأبقى البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي عند 10.25 في المائة، ورفع نافذة السيولة المتأخرة إلى 14.75 في المائة، قائلاً إن تشديداً واسعاً للأوضاع المالية قد تحقق بالفعل بعد خطوات لاحتواء مخاطر التضخم.
وكان من المتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة 175 نقطة أساس إلى 12 في المائة يوم الخميس الماضي في ظل الأداء الضعيف لليرة والذي أوقدت شرارته بواعث القلق حيال تضخم مرتفع والتناقص الحاد لاحتياطيات النقد الأجنبي.
وقال بيوتر ماتييس، محلل شؤون الأسواق الناشئة لدى «رابو بنك» (مقره في لندن) إن الأسواق شعرت بخيبة أمل عميقة حيال نتائج اجتماع المركزي التركي الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مخاوف متصاعدة حيال العقوبات الأميركية والتوترات الجيوسياسية.
وقال متعامل في سوق الصرف ببنك محلي لـ«رويترز»: «تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو مصدر جديد لضغوط تُضعف الليرة. العوامل الأخرى هي الشكوك في مصداقية السياسة النقدية ومدى ملاءمة عائد الليرة».
ونقلت «بلومبرغ» عن غسان كومان، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مجموعة «إم يو إف جي» المصرفية قوله: «إن وعود المركزي التركي بشأن رفع معدل الفائدة المحتمل لم تتحقق حتى الآن، وهو ما يثير الشكوك حول مصداقية والتزام صانعي القرارات بسياسات حكيمة وبشكل متسق».
وأضافت الوكالة أنه بالإضافة إلى التدهور المسجل على صعيد أداء العملة المحلية، يتراجع اهتمام المستثمرين الأجانب أيضاً بالأصول التركية بسبب سلسلة من المخاطر الجيوسياسية، لافتة إلى أن نظام رجب طيب إردوغان مهدد بعقوبات أميركية محتملة جراء صفقة شراء المنظومة الصاروخية الروسية، وتورط الحكومة التركية في نزاعات بمنطقة شرق المتوسط والقوقاز.
وفي خضم أزمة العملة، قالت تركيا إنها قررت تمديد فترة عمليات المسح التي تجريها سفينتها أوروتش رئيس في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، وتعهدت اليونان يوم الأحد بتقديم شكوى ضد ما وصفتها «بالخطوة غير القانونية». وقالت تركيا إن اتهام اليونان «لا أساس له».



سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.