الكويت: إقبال على الترشح لأول انتخابات نيابية في العهد الجديد

الكويت: إقبال على الترشح لأول انتخابات نيابية في العهد الجديد
TT

الكويت: إقبال على الترشح لأول انتخابات نيابية في العهد الجديد

الكويت: إقبال على الترشح لأول انتخابات نيابية في العهد الجديد

سجّل اليوم الأول لتسجيل المرشحين لانتخابات مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، المقررة في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إقبالاً ملحوظاً، إذ تقدّم 93 مرشحاً لخوض الانتخابات الأولى التي تُجرى في عهد أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وقالت وزارة الداخلية، إنها سجلت، حتى ظهر أمس، 93 مرشحاً ومرشحة تقدموا إلى إدارة شؤون الانتخابات التابعة للوزارة بطلبات الترشح في اليوم الأول من التسجيل. وبلغ إجمالي عدد المرشحین 85، فیما بلغ عدد المرشحات 8. ویستمر تسجيل المرشحين حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وحسب الوزارة، يشترط أن يكون المرشح «كويتي الجنسية بصفة أصلية، وألا يقل عمره عن ثلاثين عاماً، وأن يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة، وألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة جناية، أو في جريمة مخلة بالشرف أو بالأمانة». وأضافت أنه «لا يحق لكل من أدين بحكم نهائي في جريمة المساس بالذات الإلهية أو الأنبياء أو الأمير، الترشح للانتخابات».
ويتألف مجلس الأمة من 50 نائباً موزعين على 15 دائرة انتخابية، يتم انتخابهم من قبل المواطنين الذين يُسمح لكل منهم باختيار مرشح واحد فقط في الدائرة المقيد بها.
كان المدیر العام للشؤون القانونیة في وزارة الداخلیة العقید حقوقي صلاح الشطي، أعاد التأكيد، السبت الماضي، على أن الأشخاص المدانين بتهم «المساس بالذات الإلهية أو الأنبیاء أو الذات الأمیریة» سيحرمون من خوض الانتخابات، حسب القانون.
وأضاف تعديل قانوني صدر عام 2016 نصاً يحرم من الانتخاب «كل من أدین بحكم نهائي في جریمة المساس بالذات الإلهية أو الأنبیاء أو الذات الأمیریة». وصدرت أحكام بحق شخصيات من المعارضة السابقة بتهمة «المس بالذات الأميرية».
ووفقاً لأحكام القانون رقم 35 لسنة 1962 في شأن انتخابات أعضاء مجلس الأمة والقوانين المعدلة له، فإنه يشترط في المرشح ألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة جنائية أو في جريمة مخلة بالشرف أو بالأمانة ما لم يكن قد رد إليه اعتباره.
وبیّن الشطي أن «إعلان الوزارة لانتخابات 2020 هو الإعلان ذاته نصاً وصیاغة للانتخابات السابقة، ولم یأت بأي شرط جدید، فبیان وزارة الداخلیة عن انتخابات 2016 كان یتضمن الشرط نفسه، وهذا الأمر طبق على انتخابات المجلس البلدي في 2018 والانتخابات التكمیلیة لعام 2019».
ويشمل القانون النواب السابقين الذين قادوا اقتحام البرلمان في نوفمبر 2011 مع عدد من المتظاهرين، ودخلوا قاعته الرئيسية، وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء آنذاك الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي اتهموه بالفساد.
وتمّ الحكم على المتهمين بالسجن. وفي الثامن من يوليو (تموز) 2018، أصدرت محكمة التمييز، وهي آخر درجات التقاضي، حكماً بسجن ثمانية من النواب السابقين، هم مسلّم البراك ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش ومبارك الوعلان وسالم النملان وخالد الطاحوس وفيصل المسلم وفهد الخنه.
ويشمل القانون كذلك المغردين الذين أدينوا بتهم المساس بالذات الإلهية أو الأنبیاء أو الذات الأمیریة. ويقول خبير قانوني لـ«الشرق الأوسط»، إن «القانون والأحكام القضائية أوضحت أن الإساءة إلى الذات الأميرية تعد جريمة مخلة بالشرف والأمانة تفقد المرشح شرطاً قانونياً للترشح لعضوية مجلس الأمة».
وقال الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الدستور ينصّ على أنه يلزم أن يتوافر في المرشح ما هو متوافر في الناخب... قانون الانتخاب حرم من الحقّ في الانتخاب من أدين بعقوبة جناية أو جريمة مخلة بالشرف والأمانة». وبشأن العفو الخاص الذي حظي به بعض النواب الذين سووا أوضاعهم، وعادوا إلى البلاد، قال الفيلي إن «العفو الخاص عن العقوبة ينصرف على العقوبة، ولا يمسح الجريمة التي تبقى عائقاً أمام التمتع بالحقوق السياسية، ما لم يردّ لصاحبها الاعتبار. وردّ الاعتبار في الجنايات يكون بعد 10 سنوات بحكم قضائي، أو 15 سنة بحكم القانون».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».