غوتيريش: أزمة «كورونا» فرصة لتعزيز الشراكات الدولية الإيجابية

أكد أن تبعات الجائحة تمثل جرس إنذار لمواجهة التغير المناخي

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الحوار العالمي الافتراضي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات (الشرق الأوسط)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الحوار العالمي الافتراضي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات (الشرق الأوسط)
TT

غوتيريش: أزمة «كورونا» فرصة لتعزيز الشراكات الدولية الإيجابية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الحوار العالمي الافتراضي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات (الشرق الأوسط)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الحوار العالمي الافتراضي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات (الشرق الأوسط)

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية توحيد الجهود العالمية لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة، والالتزام بمواصلة العمل المشترك لمواجهة تحديات المرحلة الحالية، والاستفادة من الفرص المستقبلية الواعدة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز آثار جائحة «كورونا».
وقال إن منظمة الأمم المتحدة تواصل أداء دورها الرئيسي في دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، وتوفير الاحتياجات الغذائية والصحية والدوائية لمئات ملايين البشر، بهدف التركيز بالشكل الأمثل على مواجهة «كوفيد - 19»، الذي يمثل الخطر الأكبر حالياً أمام البشرية.
وأشار في كلمته ضمن الحوار العالمي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات بعنوان «75 دقيقة من أجل التعاون الدولي» بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى أن ما حملته الجائحة من آثار وتبعات على مختلف المستويات هو جرس إنذار عالمي لمواجهة التغير المناخي، ويؤكد ضرورة تسريع تنفيذ مبادرات تطوير مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة، بهدف الوصول إلى نسبة صفر من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
وأعرب غوتيريش عن تعاطفه مع جميع اللاجئين، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستواصل تمكين مختلف أفراد المجتمع لتحقيق تطلعاتهم وآمالهم المستقبلية، وتركز في عملها على دعم الأطفال من ذوي الإعاقة بشكل خاص، وقال «نعمل على تطوير المدارس في مخيم الزعتري (للاجئين السوريين في الأردن)، وتسهيل الوصول إليها وتأهيل مرافقها لتكون مناسبة للجميع».
وجاء حديث الأمين العام للأمم المتحدة خلال إجابته على أسئلة لأطفال من دول عدة، تناولت التحديات التي تهمهم على المستويين الشخصي والمجتمعي، وأشار إلى أن جائحة «كورونا» أظهرت خلال الأشهر الماضية أهمية الدور القيادي للمرأة ونجاحها في مواجه كل التحديات، وأن تعزيز قيم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف الأدوار القيادية يمثلان أبرز ركائز الجهود العالمية لصناعة مستقبل أفضل.
وحول صحة التوقعات أن الذكاء الصناعي والروبوتات ستستحوذ على وظائف البشر حول العالم، قال الأمين العام «إن التكنولوجيا الحديثة تساهم بإحداث تحولات جذرية وسريعة بلا شك، ونعمل مع الجميع لضمان توظيف هذه التكنولوجيا في خدمة البشرية عبر تعزيز التعاون الرقمي بين مختلف حكومات العالم».
وأكد غوتيريش، في ختام مداخلته، أن الجهود العالمية للخروج من أزمة جائحة «كورونا» تقدم فرصة لتعزيز الشراكات الدولية الإيجابية لبناء عالم آمن ومستدام وأكثر صحة وأماناً.
إلى ذلك أكد محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات ورئيس القمة العالمية للحكومات، أن «التحديات الصحية التي شهدها العالم مؤخراً بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد فرضت تغييرات جذرية على مختلف نواحي الحياة، وأكدت أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين حكومات العالم ومنظماته والقطاع الخاص في تصميم ملامح المستقبل، والارتقاء بدور الأمم المتحدة، وتحديد أبرز الأهداف المستقبلية وصولاً إلى الاحتفال بمئوية تأسيسها في 2045».
وأكد القرقاوي أهمية الجهود الدولية للحفاظ على الحياة الطبيعية التي فقدت 60 في المائة من عدد كائناتها الحية، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي سيخسر أكثر من 10 تريليونات دولار خلال السنوات الثلاثين المقبلة في حال عدم إيجاد حلول فعّالة للتحديات البيئية، وأن حجم المردود الاقتصادي للاستثمار في قطاع البيئة يتجاوز 9 أضعاف النفقات.
واستعرض رئيس القمة العالمية للحكومات أبرز التغيرات في مجالات التحول الرقمي مع انضمام نحو مليون شخص يومياً إلى عالم الإنترنت، ودور الاستثمارات العالمية في تسريع تبني التكنولوجيا الحديثة خلال الأشهر الماضية، وإتاحة الفرصة لتعزيز التواصل البشري، وتوليد الفرص الاقتصادية لمواجهة تحديات قطاع العمل التي تتضمن توفير 600 مليون وظيفة جديدة في العقد المقبل.
وقال إن «الإنسانية تمر بمرحلة تاريخية مهمة، وعلينا أن نعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة في كافة دول العالم للخروج من هذه التحديات بخطة مستقبلية شاملة لتحقيق أحلام وتطلعات الشعوب».


مقالات ذات صلة

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وابنته إيفانكا (إ.ب.أ)

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إن ابنته إيفانكا كان ينبغي أن تكون سفيرة للأمم المتحدة، و«القادة الأكثر روعة» يأتون من أسكوتلندا مثل والدته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي برّي يتحدّث في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر (رئاسة البرلمان)

برّي يؤكد تمسّك لبنان بالـ«1701»: الطرف المطلوب إلزامه به هو إسرائيل

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الأممي رقم 1701، وتطبيقه حرفياً، مشيراً إلى أن الطرف الوحيد المطلوب إلزامه به هو إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جندي من قوات «يونيفيل» يراقب من مرجعيون الحدودية في جنوب لبنان بلدتي الخيام اللبنانية والمطلة الإسرائيلية (إ.ب.أ)

ارتياح بعد تمديد ولاية «يونيفيل»: لبنان تحت المظلة الدولية

أرخى تمديد مجلس الأمن لمهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ارتياحاً لبنانياً؛ كونه يؤشر إلى أن الغطاء الدولي لا يزال موجوداً فوق لبنان.

نذير رضا (بيروت)
أوروبا ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي ملتزم بتوفير المساعدات لأوكرانيا من الأصول الروسية المجمَّدة

كشف الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أن الاتحاد الأوروبي سيمضي في تعهده بتوفير المساعدات لأوكرانيا من أصول البنك المركزي الروسي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شمال افريقيا صورة أرشيفية لمتطوع يوزّع الطعام في أحد أحياء أم درمان بالسودان (رويترز)

«الأغذية العالمي» يحقق في «شبهة تحايل» لعملياته بالسودان

شرع برنامج الأغذية العالمي في التحقيق مع اثنين من كبار مسؤوليه بالسودان في مزاعم بالتحايل وإخفاء معلومات على المانحين حول قدرته على توصيل المساعدات الغذائية.

أحمد يونس (نيروبي)

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أقر منتدى جزر المحيط الهادئ خطة لتعزيز أعداد الشرطة بين أعضائه، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على القوى الخارجية في الأزمات، حيث أيدت جزر سليمان حليفة الصين الأمنية المبادرة التي تمولها أستراليا، اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال رئيس وزراء جزر كوك مارك براون، رئيس المنتدى، في اليوم الأخير من اجتماع سنوي لزعماء دول جزر المحيط الهادئ، إن الكتلة المكونة من 18 دولة لديها القدرة على الاضطلاع بدور قوي ونشط في الأمن الإقليمي.

وأضاف في مؤتمر صحافي في تونغا، إن جزر المحيط الهادئ «منطقة تعاون ودعم وعمل مشترك، وليس منطقة تنافس ومنطقة حيث تسعى الدول الأخرى إلى محاولة اكتساب ميزة علينا».

ورفض زعماء دول المحيط الهادئ دعوات تدعمها بكين إلى قطع العلاقات مع تايوان، قائلين إن التحالف الإقليمي سيبقي سياساته المستمرة منذ عقود. وفي البيان الختامي أعاد زعماء الكتلة تأكيد اتفاق وُقّع عام 1992 سمح بإجراء محادثات مع تايبيه.

وكانت جزر سليمان، الشريك الرئيسي للصين في جنوب المحيط الهادئ، مارست ضغوطا لتجريد تايوان من وضعها كشريك في منتدى جزر المحيط الهادئ، ما أثار غضب بعض حلفاء تايبيه.

وهذا المنتدى منقسم بين دول تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين وأخرى، مثل جزر مارشال وبالاو وتوفالو، حليفة لتايوان التي أرسلت نائب وزير خارجيتها تيان تشونغ-كوانغ إلى تونغا سعيا لتعزيز العلاقات مع حلفائها في جزر المحيط الهادئ، الذين يتناقص عددهم.

وفي السنوات الخمس الماضية، قطعت جزر سليمان وكيريباتي وناورو علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان لصالح الصين.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات في بالاو هذا العام، وستكون علاقاتها مع تايوان، وتحول محتمل لصالح الصين، من أبرز قضايا الحملة الانتخابية.

ويرى بعض المحللين أن الخطة لإنشاء وحدة شرطة إقليمية لجزر المحيط الهادئ، يتم نشرها للتعامل مع الحوادث الكبرى هي خطوة من جانب أستراليا لمنع الوجود الأمني المتزايد للصين في المنطقة، وسط تنافس استراتيجي بين بكين وواشنطن.

وقالت جزر سليمان خلال المنتدى الجمعة، وهي دولة تربطها علاقات أمنية بأستراليا، أكبر عضو في المنتدى، وكذلك الصين، التي ليست عضواً في المنتدى، إنها وافقت على مبادرة الشرطة في المحيط الهادئ.

وصرّح رئيس وزراء جزر سليمان جيريميا مانيلي: «نحن نؤيد أيضاً، كجزء من تطوير هذه المبادرة، أهمية التشاور الوطني... لذلك نحن نقدّر حقاً المبادرة».

وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني، إن ذلك من شأنه أن يعزز بنية الأمن الإقليمي الحالية. وأضاف أن الزعماء وافقوا أيضاً على شروط مهمة تقصّي الحقائق إلى كاليدونيا الجديدة، التي مزقتها أشهر من أعمال الشغب، لإجراء محادثات مع الأطراف المعنية لمحاولة حل الأزمة.

وأظهر البيان الختامي أن المنتدى قَبِل الإقليمين الأميركيين غوام وساموا الأميركية كعضوين مشاركين.

وأكد سوفاليني رئيس وزراء تونغا، الحاجة إلى المزيد من الموارد لمنطقة المحيط الهادئ للتخفيف من آثار تغير المناخ، وحض الدول المانحة على المساهمة للوصول إلى هدف تمويل أعلى يبلغ 1.5 مليار دولار.