الاتفاق يحتفل بالصدارة «المؤقتة»... ويجهز الدوليين لأبها

الفريدي يغيب عن مواجهة القادسية أمام النصر

الاتفاق حقق العلامة الكاملة من أول جولتين في الدوري (تصوير: عيسى الدبيسي)
الاتفاق حقق العلامة الكاملة من أول جولتين في الدوري (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT
20

الاتفاق يحتفل بالصدارة «المؤقتة»... ويجهز الدوليين لأبها

الاتفاق حقق العلامة الكاملة من أول جولتين في الدوري (تصوير: عيسى الدبيسي)
الاتفاق حقق العلامة الكاملة من أول جولتين في الدوري (تصوير: عيسى الدبيسي)

سجل الاتفاق انطلاقة لافتة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي هذا الموسم، بعد خروجه بالعلامة الكاملة من أول جولتين في البطولة بقيادة مدربه الوطني خالد العطوي الذي يقود الفريق للموسم الثاني على التوالي بعد أن كانت نتائج الموسم الأول متأرجحة بين الفوز والخسارة.
ويشكل ارتقاء الاتفاق صدارة الترتيب بعد ختام الجولة الثانية دفعة معنوية عالية لدى أنصار فارس الدهناء على اعتبار أن فريقهم حصد النقاط كاملة من فوزين على الاتحاد ثم العين.
ونجح الاتفاق في انطلاقة مبارياته بالدوري في كسر حاجز الخسائر من الفرق المصنفة بكونها كبيرة وجماهيرية والتي عجز عن حصد أي نقطة أمامها الموسم الماضي بعد أن فاز على الاتحاد بجدة 2 - 1.
وأنعش الفوز الأخير الأجواء الاتفاقية فيما قال حاتم المسحل نائب رئيس النادي إنهم لم ينسوا دور الرعاة في هذه الانتصارات كونهم شركاء في الانطلاقة الإيجابية، وإن الفوز على الاتحاد أو أي فريق آخر يمثل منتهى الطموح.
وبالعودة إلى الفوز الاتفاقي على العين والذي جاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة، فقد اعتبر المدرب العطوي أن الفريق قدم ما عليه أمام فريق حماسي ومميز ويستحق الاحترام والتقدير، معترفا أن فريقه لم يكن بالصورة القوية في الشوط الثاني.
وقال العطوي إن التراجع في أداء اللاعبين يعود إلى أرضية ملعب استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، والتي لم تكن مناسبة على حد قوله، مبينا أنهم لم يتمكنوا من إجراء حصة تدريبية واحدة على الملعب قبل خوض أولى المباريات عليه كونه «الملعب البيتي» بالنسبة لهم.
وأكد العطوي أن هناك مباريات قد تقدم فيها مستوى جيدا ولم توفق في النتيجة، وأخرى قد تكون أقل ولكنك تكسب.
وسيخوض الاتفاق مباراته المقبلة أمام فريق أبها خارج أرضه إلا أنه سيحظى بوقت راحة أكبر من منافسه الذي تنتظره مباراة الدور نصف النهائي من بطولة كأس الملك، وهذا ما يجعل المدرب يسعى لتجهيز فريقه بشكل أكبر من أجل التمسك بالصدارة وتجهيز المصابين الذين تعذر عودتهم في المباراة الماضية مثل سعيد الربيعي وسعد السلولي وسنوسي هوساوي.
أما اللاعب محمد الكويكبي فينتظر أن يعود بعد الجولة الثالثة، حيث حددت له 3 أسابيع للعودة من الإصابة التي تعرض لها قبل ساعات من انطلاقة أولى مباريات فريقه.
ويسعى الاتفاق إلى حصد أحد المراكز الـ4 الأولى في جدول الترتيب والحصول على مقعد مؤهل لدوري أبطال آسيا والتي شارك فيها الفريق سابقا بنسختي 2009و 2012 بعد أن حل رابعا ثم ثالث الترتيب في دوري المحترفين قبل أن يتعرض لانتكاسة الهبوط للأولى. وعلى صعيد متصل فضل المدرب خوض مباراة ودية ضد فريق الهداية أحد فرق محافظة القطيف من أجل الوقوف على جاهزية عدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا في مواجهة العين الماضية.
وفي المعسكر الآخر «القادسية»، من المتوقع أن يغيب اللاعب الدولي السابق أحمد الفريدي عن مباراة فريقه الجديد خلال مباراتي التعاون والنصر على التوالي لعدم جاهزيته البدنية والانسجام مع المجموعة على أن يبدأ مشواره الفعلي مع الفريق أمام الباطن في الجولة الخامسة من بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول بالنادي تحفظ عن ذكر اسمه أن اللاعب في حالة بدنية جيدة جدا كونه يتدرب لياقيا تحت إشراف المدرب الوطني ماجد العلي المختص في الجانب اللياقي. وبين المصدر أن اللاعب عرض على المدرب التونسي يوسف المناعي كونه متاحا ومستعدا للبقاء في المنطقة الشرقية، فأبدى رغبة جدية في ضمه كلاعب خبرة يمكنه أن يساعد المجموعة الشابة المحلية خصوصا على تقديم الأفضل مع القادسية.
وأشار المصدر إلى أن اللاعب قد لا يوجد خلال الأسبوع الحالي في القادسية لكونه بدأ التحرك من أجل فك الارتباط رسميا مع نادي مليلة أحد أندية الدرجة الثانية في إسبانيا.
ويوجد الفريدي في مدينة الخبر منذ أيام، حيث افتتح أحد الفروع لمشروع تجاري له مما ساعد في فتح المجال لعودته للعب في دوري المحترفين السعودي عبر نادي القادسية.
ولقي توقيع الإدارة مع الفريدي ردود فعل متباينة في أوساط جماهير القادسية، حيث رأى البعض أنه لا يمكن أن يقدم الفائدة الفنية للفريق فيما يرى آخرون أن هذه النوعية من اللاعبين من الممكن أن تجلب للفريق فائدة كبيرة، وإن كان عدد الدقائق التي يشارك بها أقل من اللاعب الشاب الساعي لصنع مجد جديد لنفسه ولناديه.
ويعد الفريدي «32 عاما» أحد أميز نجوم الكرة السعودية ومثل أندية كبيرة بداية من الهلال وبعده النصر والاتحاد، كما مثل المنتخب السعودي في عدد من المراحل السنية حتى المنتخب الأول.
وعلى صعيد متصل تقرر أن تصرف إدارة النادي مكافآت فوز للاعبي الفريق بعد الفوز على ضمك على أن تتصاعد تدريجيا في حال الانتصارات المتتالية ضمن لائحة داخلية تحفيزية.
وعلى صعيد متصل ينضم اللاعب الصربي أوروس فيتاس إلى تدريبات الفريق غدا بعد أن ينهي فترة الحجر الصحي المقررة بعد وصوله إلى العاصمة الرياض.
ومن المتوقع أن يزج به المناعي في المباراة القادمة ضد التعاون المقررة يوم الخميس على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالراكة.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.