أورتاغوس: جهود إخراج السودان من «قائمة الإرهاب» استمرت عاماً ونصف العام

دعت الكونغرس لتنفيذ قرار ترمب عاجلاً

مورغان أورتاغوس (الخارجية الأميركية)
مورغان أورتاغوس (الخارجية الأميركية)
TT

أورتاغوس: جهود إخراج السودان من «قائمة الإرهاب» استمرت عاماً ونصف العام

مورغان أورتاغوس (الخارجية الأميركية)
مورغان أورتاغوس (الخارجية الأميركية)

أكدت مورغان أورتاغوس المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، يأتي نتيجة جهود متواصلة وعمل دؤوب بين حكومة السودان والإدارة الأميركية طيلة عام ونصف العام، إذ كان الهدف منذ البداية هو مساعدة الخرطوم في طريقها الديموقراطية الجديدة، بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وطالبت المسؤولة الأميركية، الكونغرس، بتمرير القرار الذي أبرمه الرئيس ترمب، على وجه السرعة.
وقالت أورتاغوس، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن الاتفاقية التي ستتم بين السودان وإسرائيل، التي اتفق الطرفان على إبرامها بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية، ستفتح مجالات عديدة أمام السودان بعد عزلة دامت 27 عاماً، إذ سيكون هناك مجال للتعاون التجاري والدبلوماسي والاقتصادي بين إسرائيل والسودان، مشيرة إلى أن الوفود بين البلدين سوف تبدأ بين الطرفين، وزيارة بعضهم البعض، وذلك للعمل مع بعض، معتبرة أن هذه الأمور سوف تساعد الشعب السوداني.
وأضافت: «شهدنا لحظات تاريخية في البيت الأبيض بالاتصال (الرباعي) الذي تم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وكذلك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو». وقالت إن العديد من الزيارات ستتم لاحقاً، بين السودان وإسرائيل، بهدف توقيع اتفاقيات للتبادل التجاري والعمل المشترك، وهذا ليس لمساعدة السودان في مساره الديموقراطي فقط، بل أيضاً من أجل حصوله على اقتصاد مزدهر في المنطقة بشكل أوسع.
وأوضحت المتحدثة مورغان، أن «الولايات المتحدة لديها علاقات ومساعدات مع السودان، من خلال منظمة (USAAID) التي عملت بشكل مقرب في السودان، وهذا الأمر ليس بجديد»، مؤكدة أن وزارة الخارجية وكل الدول المحيطة بالسودان في المنطقة مثل الإمارات وإسرائيل وغيرها، ستعمل على مساعدة السودان للمضي في طريق الديموقراطية والانتخابات. وأضافت: «نحن في وزارة الخارجية لدينا اهتمام بالغ ليصل السودان إلى مبتغاه».
وأشارت إلى أن العاملين على الشأن السوداني في الكونغرس الأميركي، لديهم رؤية إيجابية ويتطلعون لأن يحقق السودان النجاح المطلوب في ديموقراطيته... ويجري العمل معاً من أجل تطبيق قرار الرئيس ترمب في الكونغرس، مضيفة: «نحن نعمل بشكل كبير وقريب مع الكونغرس، فهذا البلد (السودان) ظل لمدة تزيد عن 20 عاماً يقبع تحت نظام ينتهج الإرهاب، ونريده أن يخرج من هذه الطريق التي كان يسير فيها تحت نظام البشير، والآن اتجه إلى طريق السلام والديموقراطية. الرئيس ترمب أبلغ الكونغرس رسمياً بأنه يرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والكونغرس الآن لديه القرار القانوني بتمرير هذا القرار، ونحن من جانبنا ندعوهم إلى العمل بشكل عاجل لتمرير ذلك من أجل الشعب السوداني».
واعتبرت مورغان أورتاغوس، أن الرئيس ترمب اتخذ هذا القرار، لأن القادة السودانيين لديهم الرغبة بالمضي في هذه الطريق الصحيحة، والخروج من قائمة رعاة الإرهاب. وأضافت: «رأينا الشعب السوداني متظاهراً ضد النظام السابق الدكتاتوري، نظام البشير، ورأيناهم يتجهون إلى ديمقراطية جديدة، وستكون هناك انتخابات قادمة. وأود القول بأننا عملنا مع السودانيين مدة عام ونصف العام لإنجاز هذا الهدف، وكما قال مستشار الرئيس ترمب، جاريد كوشنر، بأن السودان بعد حرب 1967 كان لديها مؤتمر في الخرطوم معروف باسم مؤتمر (اللاءات الثلاث)، والآن مع البحرين والإمارات والسودان نرى اللاءات الثلاث تتحول إلى (نعم)، هي لحظات تاريخية من أجل الشرق الأوسط وأفريقيا، وكما قال الرئيس ترمب لدينا سلام بلا دم في الرمال».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.